الإثنين 2018/06/11

آخر تحديث: 15:11 (بيروت)

الفلسطينيون يقاطعون المونديال الاسرائيلي: إبحث عن المعلقين

الإثنين 2018/06/11
الفلسطينيون يقاطعون المونديال الاسرائيلي: إبحث عن المعلقين
احتفاء اسرائيلي ببث المونديال لأول مرة على قناة "مكان" بتعليق باللغة العربية
increase حجم الخط decrease
بتقرير دعائي وترويجي مدته ثلاثة دقائق وسبعة عشر ثانية، استبقت هيئة البث في التلفزيون الإسرائيلي الرسمي "مكان" ساعة الصفر لإنطلاق نهائيات كأس العالم (مونديال 2018)، المرتقبة الخميس، في روسيا. فانتشر على صفحة "الهيئة" الرسمية في "فايسبوك"، بالتوازي مع صفحات إسرائيلية أخرى خاصة بـ"المنسق"، والناطق باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي أدرعي، كما لو أنه عُرس إسرائيلي!

يظهر في التقرير التلفزيوني مدير الإعلام العربي في هيئة "مكان" ياسر عطيلة لـ"يزف البشرى"، فيقول: "العاب المونديال 2018 ستُبث في مكان للمرة الأولى بشكل حي ومباشر ومجاناً.. في الراديو والتلفزيون والديجيتال.. هناك مفاجأة تنتظر كافة الجماهير لنأتي بالأفضل والجمهور الواسع الذي يشتاق لهذه الألعاب".

وبهدف سحب رِجٍل المشاهد الفلسطيني والعربي من الدول المجاورة، فإن التلفزيون الإسرائيلي ذكر أنه سيقيم استديو خاصاً بهذه المناسبة ويغطي معظم مباريات المونديال إن لم يكن كلها، وسيستضيف عرباً ومتخصصين في مجال كرة القدم من مدربين ولاعبين.

الاحتفاء الإسرائيلي، ينسحب على الصحافي الإسرائيلي أوري ليفي، وهو متخصص في كرة القدم في العالم العربي، حيث يتحدث عن توقعاته بخصوص المنتخبات العربية الأربعة المشاركة (مصر والمغرب والسعودية وتونس) في محاولة من "مكان" لإقناع الفلسطينيين والعرب بأن ثمة محللين بارعين؛ علّهم يشاهدون وقائع المونديال على الشاشة الإسرائيلية؛ خصوصاً حينما تعرض مباريات المنتخبات العربية المشاركة!

لكن.. كيف يؤثر بث التلفزيون الإسرائيلي وقائع المونديال على خيارات فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة في مشاهدة الموقعة العالمية؟

يؤكد الصحافي الفلسطيني المتخصص بمجال الرياضة مجدي القاسم لـ"المدن" أن التلفزيون الإسرائيلي لن يكون محفزاً لعشاق الرياضة الفلسطينيين من الناحية الوطنية ولن تشبع أذواقهم. فالمشاهد الفلسطيني يعرف جيداً أن الهدف من بث التفزيون الإسرائيلي وقائع المونديال هو "سياسي لتجميل صورة الدولة العبرية القبيحة من بوابة الرياضة، أكثر من كونه غاية رياضية بحتة".

ويشير الى ان المتابع الفلسطيني والعربي "يفاضل بين قناة وأخرى في مجال بث المباريات انطلاقاً من التعليق، فهو يختار القناة والشاشة من منطلق المعلق القوي والإستديو التحليلي المثير". ويضيف: "حتى لو بثّ التلفزيون الإسرائيلي مباريات المونديال باللغة العربية، فإن ذلك وحده لا يكفي لأسر الفلسطيني أمام شاشته؛ ذلك أن العبرة بالتعليق والمُعلقين في "بي أن سبورت" من أمثال عصام الشوالي، ورؤوف خليف، وسوار الذهب، واحمد الطيب"، واصفاً إياهم بأنهم "عُنصر جذب لا محال".

ويستعدّ الفلسطيني لمشاهدة مباريات المونديال على الشبكة العنكبوتية بجودة اقل، بشرط أن تكون بصوت معلقيه المفضلين وبأداء اعتاده منهم، على أن يحضرها بجودة أفضل على التلفزيون الإسرائيلي وغيره، يعلق عليها معلقون ومحللون أقل مستوى أو لا تجمعه بهم "الكيمياء".  ما يعني أن التلفزيون الإسرائيلي لن ينجح في تحقيق متابعة كبيرة، بالرغم من أن المباريات ستُبث بالمرئي والمسموع، وأن بث الراديو الإسرائيلي يصل سكان الضفة والقطاع وحتى الأردن.

وسيشاهد الفلسطينيون- بمعظمهم- مونديال 2018 إما عبر اشتراكات خاصة ومباشرة في منازلهم من خلال الناقل الحصري "بي ان سبورت"، او من خلال الذهاب إلى المقاهي التي تحظى باشتراكات تجارية. وهناك خيار آخر، لمشاهدتها عبر خدمة "ريسيفر الانترنت" الذي توفره الشركات الفلسطينية ذات العلاقة.

والواقع انه، حتى من الناحية الفنية والمالية، فإن مشاهدة مباريات المونديال على التلفزيون الإسرائيلي، رغم الدعاية بأنها مجانية، تقتضي اضافات فنية على "قنوات النايل سات" و"هوت بيرد" ليتسنى رؤيتها على التردد الخاص بها على "عاموس". او ان يتم الاشتراك بشركات اسرائيلية ستتيح امكانية المشاهدة.

ولعل السؤال هنا، ما الذي يضطر الفلسطيني لفعل ذلك؟ 

ويقول الصحافيون الفلسطينيون المتخصصون بالرياضة ان بث التلفزيون الإسرائيلي "مكان" وقائع المونديال، يهدف الى بثّ رسائل مسمومة عبر المُعلّق خاصة عند تغطية المباريات التي ستخوصها المنتخبات العربية، فهم سيستغلون بثّ المباريات لتجميل صورة إسرائيل، واستقطاب الجمهور العربي بهدف شده نحو التطبيع.

واشترت هيئة البث الإسرائيلي "مكان" من شركة النقل الحصري التابعة للإتحاد الدولي "الفيفا" تردداً لبث جزء من المباريات على الأقل؛ إذ استفادت إسرائيل من كونها محسوبة على قارة أوروبا لتسهيل الحصول على حق بث بعض المباريات، أملاً في تحقيق رسائل سياسية أكثر مما هي رياضية. فلا يوجد مكسب مادي للتلفزيون الإسرائيلي من وراء ذلك؛ ذلك أن بثها مكلف جداً ومهما كانت الرعايات؛ فالمردود لا يغطي ما دفعت "مكان" من اموال ضخمة.

يُشار أن الشركة المسؤولة عن حق البث الحصري للمونديال والتي لها علاقة مباشرة بالإتحاد الدولي "الفيفا"، ستجني ما بين 4-6 مليار دولار كعائدات تعود للاتحاد الدولي، بصفته المستفيد الاكبر مالياً. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها