الثلاثاء 2018/05/22

آخر تحديث: 19:12 (بيروت)

الفلسطينيون يقاطعون دراما رمضان: "ما شي عليه القيمة"!

الثلاثاء 2018/05/22
الفلسطينيون يقاطعون دراما رمضان: "ما شي عليه القيمة"!
increase حجم الخط decrease
في ظل استئثار التطورات السياسية بالمشهد الفلسطيني، حل موسم رمضان على مشاهدي الدراما العربية في فلسطين بصورة مغايرة لما اتسمت به السنوات الماضية، إذ ظهرت متابعات مُبعثرة ومُشتّتة لمسلسلات مثل "الهيبة العودة" و "نسر الصعيد" و"أبو عمر المصري" و"الواق واق" وغيرها.
ولم يشهد رمضان في فلسطين تفاعلاً كبيراً مع مسلسلات رمضان لهذا العام، كما جرت العادة في كل عام، ذلك ان الإنتاج الدرامي والتلفزيوني لرمضان هذه السنة لا يلقى الحفاوة المُرادة من صانعيه، فنرى المُشاهد الفلسطيني وقد تحول لناقدٍ مُحترفٍ لهذا الإنتاج، وسط "اختفاء" حالة الإجماع على الإشادة بمسلسل بعينه بشكل يعطي انطباعاً انه الأكثر تفضيلاً ومشاهدة من قبلهم. 

وبالرغم من تباين الآراء حول المسلسلات الرمضانية التي يتابعها الفلسطينيون في شهر رمضان الحالي، إلا انها تعكس في العموم لا مبالاة بالشاشة المستطيلة هذا العام؛ ذلك لعدم توفر مضمون ومحتوى مهم ومثير فضلاً عن أنها سطحية وتفتقر للواقعية والرسالة، على حد قولهم. وعبّر عن هذا التوجه، تعليقٌ لأحد الناشطين يقول فيه "ما في شي عليه القيمه بالتلفزيون!".

وارتباطاً بما سلف، فإن ثمة تعليقات فلسطينية-غير بعيدة عن السياسة- تربط أسباب عدم متابعاتها لمسلسلات رمضان هذا العام بأنها غير واقعية، وأن الممثلين لم يسجلوا أي موقف مُعلن وحقيقي لصالح قضية فلسطين والقضايا العربية المختلفة، ما استدعى من الفلسطينيين مقاطعة الإنتاج العربي بمجمله وعدم الإقتناع به. بل ارتأى البعض أن يجد مُرادَه في الدراما التركية، إذ يبجث الفلسطيني عنها خاصة عبر خدمة "ريسيفر الانترنت" الذي يتيح امامهم خيارات مختلفة، لاختيار المسلسل والحلقة التي يبتغون وبدون فواصل إعلانية طويلة ومملة، فيشاهدها.

ولعلّ ثمة سبب آخر أفقد الباقة الدرامية في رمضان رونقها هذا العام، هو الندرة الشديدة للمسلسلات التاريخية والدينية، فتكاد تكون غير موجود سوى مسلسل "هارون الرشيد". ولربما توق الجمهور الفلسطيين والعربي للهروب من واقعهم المرير والمحبط إلى الماضي "الأقل سوءاً"، يجعل لهذا النوع من المسلسلات جماهيرية ومتابعة ليس قليلة.

ويتجه فلسطينيون لمشاهدة "نسر الصعيد"، كونه "يتلكم عن واقع مصر، كما أن محمد رمضان شخصية حلوة في المسلسل"، فيما يستحوذ الهيبة العودة" على باقة المسلسلات اللنبانية، بالنظر الى اعجاب الجمهور بشخصية الممثل السوري تيم حسن التي تؤدي دور (جبل).

في المقابل، تنتقد الإعلامية الفلسطينية نجوى الحمدان الدراما معلنة مقاطعتها "ولي كل الشرف"، كما كتبت في صفحتها في "فايسبوك"، مؤكدة "انه السنة دراما فاشلة ولا رسائل لها ومنهم مسلسل الهيبة الي انا ما بعرفه و اللي الأطفال بحبوه. والخطر انه طلع الهيبة تاجر سلاح هو البطل!!!!!... هذا مش هيبة هاي اكبر خيبة".

وأما الإنتاج الدرامي الفلسطيني فيكاد يكون معدوماً فضلاً عن أنه ضعيف، لأساب موضوعية عديدة مرتبطة أساساً بشح الإمكانات وعدم دعمه من قبل الجانب الرسمي للإرتقاء بهذا المجال. غير أننا نجد إنتاجاً من هذا القبيل مثل المسلسل الفلسطيني "كفر اللوز" و"أولاد المختار" التي تمزج السياسة بالإجتماع. لكننا لم نلحظ صدى ملموساً لهذه المسلسلات المحلية لدى الفلسطينيين.

وبخصوص الكوميديا الفلسطينية، يواظب المسلسل الساخر "وطن ع وتر" انتاجه الرمضاني للسنة التاسعة على التوالي. وما أن بدأ عرضه في البدايات على الشاشة الرسمية حتى بحث عن شاشات عربية، وخاصة أردنية لعرضه في السنوات الأخيرة، وذلك في أعقاب ايقاف عرضه على التلفزيون الرسمي.

وبالرغم من أن هذا العمل الذي يسخر من أمور سياسية واجتماعية بطريقة هادفة، قد لقى مشاهدات عالية عبر فايسبوك، إلا أن ثمة انتقادات تُوجه لهذا الملسلسل كونه يكرر كثيراً الأفكار ذاتها في كل موسم مع أنه يُحاول بائساً إخراجها بطريقة مختلفة، علاوة انه يستخدم "مصطلحات سوقية ومستفزة" في بعض الأحيان. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها