الأحد 2018/05/20

آخر تحديث: 13:31 (بيروت)

إدانة دولية للاعتقالات الجديدة في السعودية

الأحد 2018/05/20
إدانة دولية للاعتقالات الجديدة في السعودية
كان قد جرى اعتقال لجين الهذلول مرتين على الأقل بسبب أنشطتها
increase حجم الخط decrease

أثارت حملة الاعتقالات الجديدة في المملكة العربية السعودية حملة استنكار دولية، على رأسها منظمات حقوقية نددت باحتجاز ما لا يقل عن سبعة ناشطين في مجال حقوق المرأة، كانوا قد طالبوا من قبل بحق المرأة في قيادة السيارة، والذي من المقرر أن تمنحه المملكة اعتبارا من الشهر المقبل، بعدما تم إقراره بأمر ملكي، حيث أشيد بهذا القرار الذي أنهى حظراً استمر لعقود على قيادة المرأة السعودية للسيارة، ووُصف من قبل كثيرين بأنه دليل على التوجه التقدمي الجديد لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلا أن القرار واكبته حملة على المعارضين.

وفي السياق، دعت "منظمة العفو الدولية" و"منظمة هيومن رايتس ووتش"، السلطات إلى الإفراج عن المحتجزين، وحددت هوية ستة منهم، وهم إيمان النفجان ولجين الهذلول وعزيزة اليوسف وعائشة المانع وإبراهيم المديميغ ومحمد الربيعة. وينشط هؤلاء في مجال حقوق المرأة.

ونددت "منظمة العفو الدولية" بما وصفته بـ"حملة تشويه عامة من قبل السلطات السعودية ووسائل الإعلام التابعة للحكومة لتشويه سمعة الناشطين الذين ظهرت وجوههم في الانترنت وعلى الصفحات الأولى للصحف مع وصفهم بالخونة". إلى ذلك، قالت سارة ليا ويتسن، مديرة فرع "هيومن رايتس ووتش" في الشرق الأوسط، إنه يبدو أن الجريمة الوحيدة التي ارتكبها هؤلاء الناشطون تكمن في أن رغبتهم برؤية النساء يقدن السيارات سبقت رغبة محمد بن سلمان بذلك".

من جانبها، قالت السلطات السعودية، في بيان، إنها لا تزال تحاول تحديد آخرين يشتبه بأنهم شاركوا في أنشطة تتعلق "بالتجاوز على الثوابت الدينية والوطنية"، في حين قال ناشطون إنه جرى احتجاز آخرين، لكن العدد الإجمالي لم يعرف على الفور. كما جاء في بيان الحكومة السعودية إنه تم القبض على سبعة أشخاص قاموا بالتواصل المشبوه مع جهات خارجية وتقديم الدعم المالي للعناصر المعادية في الخارج. ولم يقدم البيان تفاصيل.

وسيسمح للنساء بقيادة السيارات اعتبارا من 24 حزيران/يونيو المقبل، لكن ناشطين ومحللين يقولون إن الحكومة حريصة على عدم مكافأة عمل النشطاء المحظور في المملكة، وإن السلطات تهدف أيضا إلى تجنب إثارة حساسية المحافظين الدينيين المعارضين للتحديث.

يُذكر أن كلاً من إيمان النفجان ولجين الهذلول كانت قد وقعتا على عريضة في العام 2016 تطالب بإنهاء نظام ولاية الرجل، الذي يتطلب من المرأة الحصول على موافقة أحد أقاربها الذكور في القرارات المهمة، وذلك إلى جانب مطالبتهما بحق المرأة في القيادة. وكان قد جرى اعتقال لجين الهذلول مرتين على الأقل بسبب أنشطتها.

وخلال العام الماضي، أبلغت نساء شاركن من قبل في احتجاجات ضد حظر قيادة المرأة للسيارة، وكالة  "رويترز" بأن أكثر من 20 ناشطا تلقوا مكالمات هاتفية تطالبهم بعدم التعليق على المرسوم الخاص برفع الحظر، وجرى اعتقال بعضهم هذا الأسبوع.

وتعليقاً على حملة الاعتقالات الجديدة، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن حالة من الذهول أصابت المجتمع السعودي عقب "حملة التخوين" التي استهدفت عدداً من النشطاء والناشطات ممن اعتقلوا مؤخراً. واعتبرت الصحيفة أن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، قدم نفسه مدافعاً عن المرأة، خصوصاً بعد أن منحها حق قيادة السيارة، لكن في الأيام الماضية اعتقِل العديد من النشطاء السعوديين الذين دعوا إلى تلك الأمور بالتحديد، حيث اتهمتهم السلطات بتقويض الأمن القومي، ووُصفوا بـ"الخونة" في الصحف الموالية للحكومة. كما أوضحت أنه "في موجة الاعتقالات السابقة تُركت تفاصيل الاعتقالات وأسماء المسجونين غامضة، حيث قال المسؤولون إنهم اضطروا إلى احترام خصوصية المتهمين، ولكن عندما يتعلق الأمر بالنشطاء والناشطات فالأمر مختلف.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها