الأحد 2018/05/13

آخر تحديث: 18:42 (بيروت)

اسبوع المواجهة التاريخية مع سبعين النكبة..و"ترامب صديق صهيون"

الأحد 2018/05/13
اسبوع المواجهة التاريخية مع سبعين النكبة..و"ترامب صديق صهيون"
تغريدات تتحدث عن النفير العام والتعبير عن الغضب على حدود غزة وفي الضفة الغربية
increase حجم الخط decrease
خمسة أيام من التغريد تحت هاشتاغ Palestinian_ya3ni# و #فلسطيني_يعني، تمثل جزءاً من "عاصفة التغريدات" حول معنى الهوية الفلسطينية، بمناسبة الذكرى الـ70 لنكبة الشعب الفلسطينيّ، وما تسبّبتْ به هذه النّكبة في "حالة تشرذم بين الداخل المحتل، والضفة الغربية، وقطاع غزة بالإضافة إلى الفلسطينيين المغتربين".
لكن كثيراً من المنشورات والتغريدات التي ارادها المركز العربي لتطوير الإعلام الإجتماعي "حملة" الذي أطلق هذا الوسم، تجاوزت الهدف الأساس وهو التذكير بالهوية الفلسطينية بشكل مجرّد، واتسعت إلى الغوص بالواقع والتمرد عليه وانتقاد القريب قبل الغريب لما آل إليه الحال هنا في الأرض المحتلة، وإن كان السبب الرئيس هو الإحتلال الذي يُتمّ عمرَه السبعين.

وذهبت الناشطة منى شتية إلى ذكر حقائق اجتماعية على الأرض ارتباطاً بالاحتلال، عبر منشور على صفحتها الفايسبوكية، تقول فيه: "#فلسطيني_يعني حب حدا من هويتك ما بينفع يكون في زواج مختلط (ضفة-غزة) (غزة- القدس) لانه رح تعملوا أزمة وطنية". ويعني أنه "بتقدرش تتحرك من الضفة للقدس ولا من غزة للضفة بدون تصريح من الاحتلال!".

وذهب آخرون الى انتقاد المستوى الرسمي الفلسطيني، حيث علّق إيهاب الجريري على الواقع المرير الذي تُلخّصه مناشدة لمواطنة فلسطينية مُوجهة للمنسق الإسرائيلي من أجل السماح لها بالعلاج، فيكتب الجريري على صفحته الفايسبوكية: "إنك تكون #فلسطيني_يعني توصل فينا الحالة نبعت مناشدة للحاكم العسكري الإسرائيلي بدل ما نبعت المناشدة للمسؤولين عنا، وبالآخر ما حد ينسى انه اللّي وصلنا لهون انه احنا قبلنا يكون في ناس أحسن من ناس تحت الإحتلال، يعني خيار وفقوس، ومواطنين عاديين ومواطنين VIP، وبعدين شاطرين يشبعوك خطب عن الصمود... بعد ٧٠ سنة من الإحتلال رسالة من امرأة فلسطينية للحاكم العسكري (المنسق الإسرائيلي) لأجل العلاج".

ويأتي هذا الهشتاغ التعريفي بالهوية الفلسطينية في مقابل حملة تهويد ستتصاعد إلى درجاتها العليا في اليوم التالي لنقل السفارة الاميركية، فتعكف إسرائيل على تهويد القدس بوتيرة أشد من السابق في شتى الجوانب الديموغرافية والتعليمية والخدماتية وغيرها؛ ما يعني أن المرحلة القادمة ستكون حاسمة وحساسة، انطلاقاً من سياسة "الصدمة" التي ينتهجها دونالد ترامب والهادفة لتصفية قضايا الحل النهائي الست، وقد بدأ فعلياً بالقدس واللاجئين والحدود. 

وانتشر العديد من المنشورات والتغريدات الموسومة بهاشتاغ #فلسطيني_يعني، محاولة  التذكّير بالمأساة التي يعيشها الفلسطينيون. واستفاد النشطاء من هامش التعبير عن ذلك سواء بالنصوص المكتوبة أو الفيديوهات أو حتى التصميمات والصّور.

وبينما تتخذ إسرائيل أقصى حالات التأهب لما سيجري يوم نقل السفارة للقدس والمقرر الإثنين، مروراً بذكرى النكبة التي تصادف الثلاثاء، تعجّ مواقع التواصل الإجتماعي بالعديد من المنشورات والتغريدات التي تتحدث عن النفير العام والتعبير عن الغضب على حدود غزة وفي الضفة الغربية.

ويُقابل ثورة التغريدات الفلسطينية، نشاط استفزازي على المنصة الإجتماعية للمسؤولين الأميركيين ومعهم الإسرائيليون الذي يستعدون للإحتفال بنقل السفارة للمدينة المقدسة، ترجمةً لإعلان الرئيس دونالد ترامب "عاصمةً لإسرائيل".

فالسفير الأمريكي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، بث تسجيل فيديو، يُظهر الاستعدادات الجارية في المجمّع الذي يضم السفارة الأميركية في القدس، تمهيداً لافتتاحها.

وظهر فريدمان في الفيديو وهو يقف أمام مبنى مُغطى بأغطية بيضاء وزرقاء، وخلفها لافتة مكتوب عليها: "ترامب يجعل إسرائيل عظيمة"؛ في إشارة الى شعار انتخابي استخدمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حملته الانتخابية، ولافته أخرى تقول "ترامب صديق صهيون".

ووسط ذلك، يتعاظم القلق الإسرائيلي ومعه العربي والدولي مما سيجري خلال اليومين القادمين؛ إذ حذرت الأطراف جميعها من مغبة انفجار الأمور.. لكن هذه الأطراف تتناسى أن مَن يدفع باتجاه التصعيد هو طبيعة التصريحات والتغريدات الأميركية والإسرائيلية التي تستفز الفلسطينيين ومشاعرهم. ومن ذلك تغريدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب يقول فيها عشية نقل السفارة "أمامنا أسبوع كبير لنا جميعاً"، ثم نرى التغريدة عنواناً رئيسياً لصحيفة "اسرائيل اليوم" في عددها الصادر، الأحد.

وكتب موقع "واللاّ نيوز" الإسرائيلي "على أبواب يوم النكبة: حماس تطلق العنان للمتظاهرين.. وحرقُ معبر كرم أبو سالم أحد المؤشرات"، فيما تحدثت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن تعزيز قوات الاحتلال الإسرائيلي بآلاف الجنود في الضفة الغربية وقطاع غزة لمواجهة المتظاهرين.

وفي خضم لغة التحريض والإستفزاز الإسرائيلية التي تطغى في الإعلام والمنصات الإفتراضية، تؤكد مؤسسات حقوق الإنسان الإسرائيلية ولا سيما "بيتسيلم" أن حكومة نيتيناهو تعمل على إسكاتها بسبب انتقادها لممارسات الجيش الإسرائيلي بحق المتظاهرين الفلسطينيين. 

ولعلّ القراءة الإسرائيلية لما يحدث على حدود غزة يختلف كثيراً عن طريقة القراءة الفلسطينية وحتى العربية لمجمل الاحداث والتطورات الأخيرة؛ فورشات العمل والأيام الدراسية والمحاضرات في إسرائيل ومعها المقالات التي خُصّصت لما يحدث في غزة تعادل أضعافاً كثيرة لما خُصص لذلك في العالم العربي.. 

ففي اسرائيل يُنظر استراتيجياً لما يحدث علماً أن مكمن القلق الإسرائيلي من تفجر الامور الميدانية نابعٌ من الخشية على مخططاتها وسيرها بأريحية في قادم الأيام أكثر من تخوفاتها الأمنية من اقتراب المتظاهرين من "السياج الأمني" على حدود القطاع بحد ذاته.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها