الأحد 2018/12/09

آخر تحديث: 17:02 (بيروت)

لبنانية تتوسل وزير الخارجية الكويتي: "نحن عسل"

الأحد 2018/12/09
لبنانية تتوسل وزير الخارجية الكويتي: "نحن عسل"
تغافلت عن أن معظم الذين شتموها لبنانيون
increase حجم الخط decrease


"نحنا عسل.. والله عسل". قالت فتاة لبنانية متوجهةً إلى وزير الخارجية الكويتي في فيديو تطلب فيه السماح للنساء اللبنانيات بدخول الكويت من دون محرم، ثمّ أرفقت: "نحنا كتير منحبكن، ما بعرف ليه ما بتحبونا". 

الفيديو الذي نشرته الفتاة على حسابها على "سناب شات" تحت إسم "تيما"، وغرّدت به بعض الصفحات الكويتية، جاء تعليقاً على الأنباء المتداولة بشأن منع الكويت للنساء اللبنانيات والمغربيات والتونسيات تحت سنّ الأربعين من دخول البلد من دون محرم. وبالرغم من نفي دولتي الكويت وتونس صحة الخبر إلا أنه إستمرّ في إثارة الجدل خصوصاً بعد تداول الفيديو الذي جلب موجة من السخرية.
توسّلت الفتاة اللبنانية وزير خارجية الكويت ليمنح اللبنانيات الفيزا. وبهدف إقناعه، دعته إلى إحتساء فنجان قهوة معها و"التفرج" على اللبنانيات، مؤكدةً له أنه حينها "رح يسمحلنا نسافر بلا فيزا". 

أثار هذا الكلام حفيظة اللبنانيين وحنقهم وشعروا بأنهم ملزمون بالدفاع عن سمعتهم والتبرؤ من هذه المواطنة "التي لا تمثّل لبنان واللبنانيات". "سافلة"، "ساقطة" و"منحطة".. هي بعض من الأوصاف والشتائم التي فاض بها المعلّقون في "توتير"، لما تضمنه حديثها من إيحاءاتٍ تصبّ في إطار تسليع المرأة. طلبوا حذف الفيديو لأن هذا النوع من "النساء التافهات هو السبب في تلطيخ صورتنا أمام الخليج،" على حدّ قول إحدى المغرّدات.

من جهةٍ أخرى، إنتقد المغردون نشر الفيديو من قبل حساب رسمي تابع لمنصة إخبارية كويتية بإسم "المجلس"، وهو ما فتح شهية الاسئلة حول ما إذا كانت هناك نية وتقصّد في الإساءة لصورة اللبنانيات. وهنا لا بدّ من التساؤل عن سبب تداول هذا الخبر أساساً وعن هدف القرار بحال ثبتت صحته. 

وفي حين أعاد البعض هذا القرار إلى أسباب إقتصادية متعلقة بحماية الكويتيين من المزاحمة في سوق العمل، أو حماية الرجال اللبنانيين والتونسيين والمغربيين من منافسة نسائهن في سوق العمل، إلا إن إستهداف القرار لنساء من جنسياتٍ معينة يعتبرن "اكثر إنفتاحاً" من نساء الدول المجاورة، يرسم علامات استفهام حول ما إذا كان السبب، في حال ثبتت صحة القرار، "أخلاقياً" وله علاقة بصورة أولئك النساء في الخليج. أما إعادة نشر الفيديو من قبل صفحة "المجلس" فقد جاءت كتأكيد على هذه الصورة وكبرهان على صواب القرار.

وبعد التفاعل الذي شهده الفيديو الأول، عاودت الفتاة نشر فيديو آخر لتؤكد على "نيتها الطيبة" وتعاتب الكويتيين على "مقابلة حبها لهم بالشتائم" التي طالتها وطالت اللبنانيات عموماً. إلا أنها أغفلت تفصيلاً بغاية الأهمية وهو أن معظم الذين شتموها ووصفوها بشتى مرادفات التفاهة هم اللبنانيون أنفسهن. 

في الإطلالة الثانية ظهرت "تيما" بهيئة أكثر إحتشاماً وبكلام أكثر رصانة من الفيديو الأول، وكرّرت طلبها من وزير الخارجية بتسهيل سفر اللبنانيات، مردّدةً مرّة جديدة مدى حبها للشعب الكويتي. 

ليس هذا النوع من التفاعل بالجديد على السوشيال ميديا العربية. وغالباً ما تستأثر الشخصيات والسلوكيات الإفتراضية المعبّرة عن أكثر الصور النمطية سلبيةً، خصوصاً في ما يتعلّق بالنساء، بإهتمامٍ إعلامي خاصّ يكرّس هذا التنميط ويختزل بنموذج واحد- هو غالباً الأتفه- فئة كاملة من النساء. أما المنصات الإعلامية التقليدية، فقد شاركت هي الأخرى في حفلة التفاهة تلك، إذ عنون أحد المواقع اللبنانية "فيديو مؤثّر لشابة لبنانية"، فيما تحدّث موقع آخر عن "نشوب أزمة بين لبنان والكويت بسبب الفيديو"!
  
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها