الأحد 2018/12/09

آخر تحديث: 20:54 (بيروت)

"حزب الله" يغتنم رشاشين اسرائيليين:حرب الصورة

الأحد 2018/12/09
"حزب الله" يغتنم رشاشين اسرائيليين:حرب الصورة
جنديان اسرائيليان صورهما حزب الله من الخلف ونشرها الاعلام الحربي
increase حجم الخط decrease
السخرية التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي من جيش الاحتلال الاسرائيلي عقب فقدان جنوده رشاشين من المنطقة المحاذية للحدود اللبنانية الجنوبية، تعكس الى حد بعيد قدرة اللبناني على تحويل التهديد الى فرصة، لكنها في الواقع، تجسد جزءاً من حرب الاعلام بين لبنان واسرائيل، والتي أخذت الحيز الأكبر من التطورات الأخيرة. 

هي حرب الصورة. اختارها حزب الله للرد على الهجوم بالصورة الذي أطلقته اسرائيل. الأخيرة، حشدت كاميراتها، وحولت المنطقة الحدودية مع لبنان الى محجة إعلامية، في سبيل الضغط الدبلوماسي على الحكومة اللبنانية، لانتزاع تنازلات، ولممارسة ضغط دولي على لبنان. 

ولأن احتمالات انقلاب الهدوء والتصعيد الاعلامي الى حرب واردة، رغم أنها لن تكون قريبة جداً، لكنها غير مستبعدة، اختار حزب الله الصورة أيضاً، لردع اسرائيل عن شن حرب.

من هنا، يُقرأ بثّ الاعلام الحربي التابع للحزب صورة لجنديين اسرائيليين من الخلف، وهما يديران وجهها صوب الحدود اللبنانية. تقول الصورة ان البحث عن الأنفاق لا يجدي، وثمة سُبُل أخرى قادت مقاتلي الحزب الى الجليل. لكن الحزب لا يريد اعطاء اسرائيل أي ذريعة لشن حرب لا يريدها لبنان الآن.

الصورة هنا، هي جزء من سياق اعلامي مارسه الحزب خلال الايام الماضية. دحض الرواية الاسرائيلية حول الأنفاق، أو تأكيدها، لم يذهب اليه الحزب، بوصفه جزءاً من معركة أمنية مع العدو. عوضاً عن ذلك، حاول الايحاء بأن القدرات على العبور الى الجليل تحققت، بلا حاجة الى أنفاق، ومن غير عائق لوجستي يمثله الجدار العازل المستحدث أخيراً على طول الحدود. فقد تناقل مغردون قريبون من الحزب مقطع فيديو لسيارة تسير على طريق طبريا، وتبث نشيداً لحزب الله. 

هذه الصورة، توجت بالمعلومات التي نقلها الاعلام الحربي ليل السبت- الاحد نقلاً عن وسائل اعلام اسرائيلية حول فقدان آلية اسرائيلية لرشاشين من نوع "ماغ" (سلاح رشاش متوسط)، كانت تقف قبالة الاراضي اللبنانية. تناقل كثيرون في مواقع التواصل تلك المعطيات، مع متابعة اخبارية لمسار التحقيقات الاسرائيلية مع جنود كانوا على متن الآلية التي فكك الرشاشان عنها، وصولاً الى الحديث عن عثور الاسرائيليين على آثار لدراجة نارية (كروس) بمحاذاة الآلية الاسرائيلية، وترجيحات بأن يكون مقاتلون من حزب الله استغلوا الضباب في المنطقة لتفكيك الرشاشين والاستحواذ عليهما.
 
هذه المعلومات، مضافة الى الصور الأولى، يريد منها حزب الله القول لاسرائيل بأنه قادر على استهداف الجنود أو خطفهم، وهو موجود ما وراء الحدود بوجود أنفاق ومن دونها، لكنه في الوقت نفسه لا يسعى للحرب. أما انعكاساتها على جمهوره في الداخل اللبناني، فكانت بالغة، لجهة الايحاء بأن الحرب المحتملة ستكون لصالح الحزب، وهو ما انعكس ارتياحاً لدى جمهور الحزب الذي حوّل المعطيات الاسرائيلية التي تفيد بتهديد محتمل، الى فرصة للتندر على اسرائيل، واطمئناناً لكون ذلك يشكل رادعاً ضد أي حرب لا يريدها الحزب الآن، بدليل خطابات مسؤوليه الأخيرة التي ربطت كل الترجيحات بالحرب بالقول "إذا فُرضت الحرب علينا".

من هنا، بدأت النكات التي تحيط بالحادثة، وكان أبلغها نكتة تناقلها الكثيرون: "الاسرائيلي: رجعولنا الماغ !!الشباب: الموضوع صار عند السيد"!

وتحت هاشتاغ #تعو_نضحك_عاسرائيل، قال مغرد: "الرشاشات قريبا بتلاقوهن بجناح جديد بمعلم مليتا"، فيما كتب آخر: "ما في وفا، قرطلي الماغ واختفى".


increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها