الأحد 2018/12/30

آخر تحديث: 18:09 (بيروت)

"إم البنات".. ترفّع درامي عن إذلال الفقراء

الأحد 2018/12/30
"إم البنات".. ترفّع درامي عن إذلال الفقراء
تحاكي كارين رزق الله بيئة محافظة خارجة عن التنميط الدرامي للمرأة اللبنانية
increase حجم الخط decrease
مآسي الواقع التي درجت وسائل الاعلام اللبنانية على تكريسها كنمط وحيد لأمسيات الاعياد والمناسبات ذات الطابع الديني، كسرته قناة "ام تي في" هذا العام بتحويله من قصص واقعية، الى دراما إفتراضية، ارتفعت فيها من الصور القاسية الى صورة رمزية، جسدتها الممثلة كارين رزق الله في مسلسل "إم البنات".

والمسلسل الذي كتبته كلوديا مارشيليان، يحاكي بيئة الفقراء وتضحيات الام، من غير ايذاء معنوي مباشر على الافراد، ناتج عن تصوير معاناتهم ومآسيهم، كما درجت العادة على الشاشات اللبنانية منذ سنوات. وعلى الرغم من أن نمط تلفزيون الواقع الرائج، يشجع على التكافل الاجتماعي، بما يعوّض تقصير الدولة وغياب المبادرات الحكومية عن اقرار ضمان الشيخوخة أو ضمان صحي للعائلات اللبنانية الأشد فقراً، إلا أن ذلك يترتب عليه ضرر نفسي لتلك العائلات التي تصور في أتعس حالاتها، بهدف استدراج المساعدات، أو اظهار "النخوة اللبنانية" لمساعدة المحتاجين. 

هذا الضرر، والاحراج في أدنى حالات توصيفه، عالجته مارشيليان في إطار عام، ربما يحاكي ثلث اللبنانيين على أقل تقدير، أولئك القابعون تحت خط الفقر، ويضحون في سبيل انقاذ عائلاتهم بصمت. فقد تطرق الى حالة ارملة فقدت معيلها قبل ست سنوات، وتعمل لتوفير سُبُل العيش لبناتها المحتاجات للمساعدة. 

تجسد كارين رزق الله دور الأرملة فرح بعد فقدان زوجها ليلة عيد الميلاد، ما دفعها لتحمل مسؤلية تربية  ثلاثة أطفال وحماتها. تدور أحدث القصة في زمن الميلاد الذي أصبح  عبئاً على فرح وعائلتها الصغيرة رغم مرور ست سنوات على فقدان زوجها بصاعق كهربائي ليلة الميلاد. ونتيجة الحادث، صارت تكره العيد والزينة وتحرم أولادها من فرح العيد وهي تعمل في المنزل وتصنع الحلويات لتعيل عائلتها.

غير أن هذه القصة، لا تقتطع جزءاً من الواقع لتظهره بهدف استدرار العطف. ثمة محاكاة أخرى لبيئة اجتماعية محافظة، تبدو خارج سياق التنميط الدرامي للمرأة اللبنانية. فهذه المرأة التي تجسد دورها كارين رزق الله، لم تخلع ثياب الحداد على زوجها منذ 6 سنوات. ولم تستدرجها الحاجة المادية للارتماء في حضن ثري (جيري غزال) يمكن أن يساعدها على تربية أطفالها. على العكس، رفضت تلك المغريات رغم الجانب العاطفي الذي أبداه رجل ثري تجاهها، وهي متمسكة بالحفاظ على تماسك عائلتها. وتبدأ قصة العشق المعقدة بين "فرح" و"مايكل". 

هذه الصورة، قليلاً ما تظهر في الاعمال الدرامية الاخيرة، وربما هي أقل قابلية للتصديق في المجتمع الآن، لكنها تمثل شريحة محافظة لا تزال موجودة. وقد يكون التفلت الدرامي من الشائع، بمعنى أن القصة تفاجئ الجمهور، هو الدافع الرئيس لمشاهدة العمل الذي حقق خلال الحلقات الـ17 الاولى منه، نسب مشاهدة مرتفعة، ويجذب مختلف الشرائح العمرية لمشاهدته. 

ورزق الله، التي عُرفت في وقت سابق بأدوار كوميدية عبر لعب دور البطولة في مسلسل "عيلة على فرد ميلة" مع زوجها فادي، تقدم دوراً تراجيدياً يختلف عن القسم الاكبر من تجاربها السابقة، علماً أنها كتبت أعمالاً تلفزيونية أخرى مثل مسلسل "حلوه وكذابة"، و"قلبي دق" وغيرهما. 

"إم البنات" يخرجه فيليب أسمر ويلعب فيه عدد من الفنانين أدوار بطولة مثل القديرة وفاء طربيه وختام اللحم وليليان نمري ومجدي مشموشي ومارينال سركيس وجيري غزال وغيرهم.


increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها