الخميس 2018/12/20

آخر تحديث: 19:19 (بيروت)

فضيحة "دير شبيغل": أبرز صحافييها فبرك مقالاته لسنوات

الخميس 2018/12/20
فضيحة "دير شبيغل": أبرز صحافييها فبرك مقالاته لسنوات
فاز ريليوتيوس بجوائز عديدة عن عمله "الصحافي"
increase حجم الخط decrease
أعلنت مجلة "دير شبيغل" الألمانية، استقالة صحافي "قدير" كان يعمل لديها، بعدما ظهرت أدلة تُشير إلى أنه زيّف مقالاته وتقاريره على نطاق واسع وعلى مدار سنوات. واعترف مراسل المجلة، كلاس ريليوتيوس، أنه وعلى مدار 7 سنوات قام بتزوير معلومات في العديد من مقالاته، كما أنه قام باختراع قصص وتشويه بعض الحقائق.

ونشرت المجلة، التي تعتبر من أكثر الوسائل الإعلامية تقديراً في ألمانيا، تقريراً مطولاً أشارت من خلاله إلى  إجرائها تحقيقاً داخلياً أظهرت نتائجه الأولية أنّ ريليوتيوس، زيّف أجزاء من 14 تقريراً صحافياً على الأقل. وأوضحت أن ريليوتيوس (33 عاماً)، الذي اشتُهر بعمله في مجال الصحافة الاستقصائية، استقال يوم الإثنين الماضي، بعدما اعترف بفبركة مقابلات لم تحدث قط، في بعض من مقالاته.

ووفقاً للمجلة، نشأت في البداية شكوك حول سوء نية الصحافي من قبل زميله خوان مورينو. إذ أخبر مورينو إدارة الصحيفة بشكوكه نحو زميله، بعدما نشرت "دير شبيغل" مقالة مشتركة بين كل من ريليوتيوس ومورينو، بعنوان "حدود الصياد". وتبين أن ريليوتيوس اخترع نصوصاً كاملة، ليس فقط في مقالة "حدود الصياد"، التي دارت حول دوريات الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة الأميركية، لكن أيضاً في عدد من المقالات الأخرى.

وكان ريليوتيوس قد ساهم في كتابة نحو 60 مقالاً، نُشرت في الموقع الالكتروني للمجلة، أو في نسختها الورقية منذ العام 2011، حيث بدأ يعمل كاتباً حراً، قبل منحه وظيفة كاملة في "دير شبيغل" العام الماضي. وفاز ريليوتيوس بجوائز عديدة عن عمله "الصحافي"، بما في ذلك جائزة "صحافي العام" من قناة "سي إن إن" الأميركية، عن مقال حول شباب سوريين ساهموا في إنطلاق تظاهرات العام 2011 ضدّ النظام.

وشمل اعتراف ريليوتيوس، بتزييف أجزاء مقالات عمل عليها، تقريراً روى فيه أن امرأة أميركية تطوعت لمشاهدة عمليات إعدام لسجناء في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى مقابلة يُفترض أنه أجراها مع والدي لاعب كرة القدم الأميركية الشهير، كولن كوبرنيك، الذي صعد نجمه خلال العامين الماضيين بعدما احتج على عنصرية الشرطة الأميركية تجاه المواطنين السود، وقتلها لهم، عن طريق رفضه الوقوف احتراماً للنشيد الوطني الأميركي خلال مباراة.

وفيما أقرّ ريليوتيوس أمام المسؤولين عنه في إدارة التحرير، أنه زيف هذه المعلومات عن سبق الإصرار والترصد، خشية من الفشل، أعربت المجلة عن صدمتها لهذا التلفيق الواسع النطاق، معلنة أنها تجري تحقيقاً معمقاً في القضية لمعرفة كيف تم نشر هذه القصص المفبركة رغم وجود طاقم متخصص للتدقيق في صحة الأخبار. كما أعلنت أنها ستعين لجنة داخلية وخبراء خارجيين، وأنها سوف تنشر التفاصيل بشكل كامل لاحقاً.

وأثارت قضية ريليوتيوس بلبلة واسعة في الأوساط الإعلامية الألمانية، ووصف اتحاد نقابة الصحافيين في ألمانيا القضية بأنها "أكبر فضيحة تزوير صحافي منذ يوميات هتلر" التي نشرتها مجلة "شتيرن" الألمانية العام 1983، وتبين في ما بعد أنها مزورة.

تجدر الإشارة إلى أنّ ريليوتيوس، وبموازاة عمله في "دير شبيغل"، فإنه كان ينشر مقالات في العديد من وسائل الإعلام بينها "سيسيرو"، "فاينينشال تايمز" و"ويلت".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها