الإثنين 2018/12/17

آخر تحديث: 17:40 (بيروت)

#البشير_يزور_بشار والإعلام الرسمي يستعيد "عروبته"!

الإثنين 2018/12/17
#البشير_يزور_بشار والإعلام الرسمي يستعيد "عروبته"!
increase حجم الخط decrease
"كلهن رح يرجعوا يبوسوا صرمايتك يا أسد". بهذه العبارة النافرة، علق الموالون للنظام السوري على زيارة الرئيس السوداني عمر البشير، الى العاصمة السورية دمشق، ولقائه برئيس النظام بشار الأسد، في أول زيارة لرئيس عربي للبلاد منذ اندلاع الثورة السورية العام 2011.


واستعاد إعلام النظام السوري حسه العروبي الذي تخلى عنه طوال السنوات الماضية، لصالح ترسيخ هوية جديدة للسوريين بوصفهم مشرقيين لا عرباً، أو حلفاء للأصدقاء في روسيا وإيران بدلاً من "الخيانة العربية"، وتم الحديث في نشرات الأخبار الرسمية، عن دور سوريا المهم ضمن محيطها العربي، انطلاقاً من زيارة البشير، وهو خطاب نادر في السنوات الماضية.


وفيما رأى ناشطون موالون للنظام الزيارة تأكيداً على "الانتصار" الذي حققه النظام وأن بقية زعماء العالم "المهمين" سيأتون تباعاً، ذكّرت صفحات موالية بالشائعات الأخيرة حول رغبة عدد من الدول العربية بإعادة فتح سفاراتها في دمشق، وكانت المبالغة في الاحتفال الذي أظهره الموالون، بالزيارة، دليلاً من وجهة نظرهم على "انتصار" النظام في "الحرب الكونية".


وإن كانت الزيارة تطرح تساؤلات كثيرة حول مستقبل العلاقات العربية مع النظام السوري، بعد سنوات من القطيعة، إلا أن المشهد الذي أثاره الإعلام الموالي يبقى مبالغاً فيه. فقبول رئيس عربي واحد بالتطبيع مع النظام، لا يعني انفتاحاً عربياً شاملاً عليه، على الأقل في الفترة الحالية. خصوصاً أن البشير نفسه، عرف بمواقفه المتناقضة واللينة تجاه الأسد، منذ سنوات، فضلاً عن كونه يشترك في صفة أساسية مع الأسد، وهي أنه مجرم حرب بدوره.


ففي العام 2014 رفضت الخرطوم أن يمنح المقعد السوري في جامعة الدول العربية، لوفد الائتلاف الوطني السوري المعارض، ما أدى إلى ردود أفعال غاضبة. كما قال البشير العام 2016 في تصريحات صحافية، أن الأسد لن يرحل بشكل سلمي عن الحكم، وإنما سُيقاتل حتى يُقتل. في حين اعتبر خلال لقائه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 أنه "لا تسوية سياسية من دون بشار الأسد".


والحال أن الزيارة تأتي وسط تغييرات إقليمية، حيث يرغب النظام في كسر عزلته عربياً، وبدأ ذلك بالتنسيق مع الجارتين لبنان والأردن وفتح معابر حدودية كانت مغلقة، إلا أن ذلك التنسيق يبقى في حده الأدنى وقد لا يرتقي إلى مرحلة إعادة العضوية في الجامعة العربية لدمشق. خصوصاً أن التطبيع مع الأسد، يبقى فعلاً مستنكراً، من شريحة واسعة من السياسيين والناشطين السوريين والعرب، بعد كل هذه السنوات من الحرب والدم والثورة في البلاد.


يمكن تلمس الموقف السابق في هاشتاغ #البشير_يزور_بشار الذي تم تداوله على نطاق واسع، إثر الزيارة المفاجئة، حيث اعتبر الناشطون الزيارة محاولة لخرق العزلة العربية المفروضة على دمشق في محاولة لإعادة إحياء نظام قتل مئات الآلاف من السوريين واعتقل أضعافهم وشرد الملايين من بيوتهم، وإن كانت تلك المحاولة أقل مما تبدو عليه في الواقع. في وقت تحدث آخرون عن خوفهم على اللاجئين السوريين المتواجدين في السودان، في حال حدوث أي تقارب إضافي بين السودان والنظام السوري في الفترة القادمة.


والحال أن البشير نفسه ملاحق دولياً بتهمة "مجرم حرب"، وترفض معظم دول العالم استقباله، حيث أصدرت محكمة الجنايات الدولية بحقه مذكرة اعتقال بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة في 14 يوليو/تموز 2008. وبالتالي قد يشكل نظام الأسد الوجهة المثالية له من مبدأ أن "الطيور على أشكاله تقع"، كما قال أحد المغردين، علماً أن الأسد نفسه لم يزر منذ العام 2011 أي دولة سوى حليفته روسيا التي زارها ثلاث مرات والتقى خلالها بوتين.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها