"مرصد سوريا": تحذيراتنا خفضت قتلى الغارات بنسبة 27%

وأظهر مقطع فيديو تصويري نشرته المنظمة الإغاثية، عبر حسابها في "تويتر"، حصيلة مشاهدات الطائرات الحربية وعدد الغارات الجوية التي سجلتها خدمة "الراصد" منذ إطلاقها في شهر آب/أغسطس العام 2016.

فيديو يظهر حصيلة مشاهدات الطائرات الحربية وعدد الغارات الجوية التي سجلتها خدمة الراصد في المناطق المحررة، حسب الزمان ومكان الحدوث منذ شهر آب 2016.
نتمنى لكم السلامة.#مرصد_سوريا#الخوذ_البيضاء #سوريا pic.twitter.com/9K9w8L6HWY

— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) December 13, 2018

ويوضح المقطع التصويري كثافة حركة الطيران والغارات الجوية، بحسب زمان ومكان حدوثها، في شكل رسم بياني خطي. وكانت ذروة تسجيل الرسم البياني الخطي لحركة الطيران والغارات الجوية، في 25 حزيران/يونيو الماضي، خلال الحملة العسكرية التي شنها النظام السوري وحليفه روسيا على المعارضة في جنوب السوري ما بين أواخر شهر أيار/مايو وشهر تموز/يوليو 2018.

وتسود حالة من الهدوء النسبي الأجواء السورية، منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مع انخفاض مستوى العنف في البلاد، "لكن من غير الواضح إلى متى ستستمر على هذه الحال". علماً أن نظام "مرصد سوريا" يعتمد على مراقبين على الأرض وأجهزة استشعار لرصد انطلاق الطائرات الحربية السورية والروسية التي تقصف مناطق سيطرة الفصائل المعارضة.

وما إن يتم رصد طائرة ما، حتى يطلق النظام صفارات إنذار في المنطقة المعنية كما يرسل رسائل تحذيرية عبر تطبيقات مختلفة على الهواتف الخلوية. وتم تصميم الخدمة الشهيرة من قبل شابين أميركي وسوري لتنبيه المدنيين من الغارات الجوية القاتلة، وتوفير دقائق قليلة قد تكون كافية لنجاة بعض الأرواح.

ويتطلب النظام الممول حالياً، من بريطانيا وكندا وهولندا والدنمارك، تدخلاً من أشخاص على الأرض لمراقبة حركة الطيران من جهة ووضع أجهزة الاستشعار من جهة ثانية. ولذلك لم تشمل الخدمة مناطق سيطرة تنظيم "داعش" والتي كانت تستهدفها غارات التحالف الدولي بقيادة واشنطن وأسفرت أيضاً عن مقتل مدنيين، بحسب تصريحات سابقة لجون ياغر، أحد مؤسسي شركة أنظمة "هالا" التي طورت النظام المستخدم في "مرصد سوريا".

وياغر، هو دبلوماسي أميركي سابق، ومبرمج الكتروني، يصب جام اهتمامه في البحث عن وسائل تحمي المدنيين في سوريا، ومن هنا وضع نظام "مرصد سوريا" بالتعاون مع رجل الأعمال دايف ليفين ومبرمج سوري لم يُكشف عن هويته. فيما تقدر شركة أنظمة "هالا" أن "مرصد سوريا" متوفر لحوالى مليوني شخص في سوريا، غالبيتهم في محافظة إدلب، آخر أبرز معاقل الفصائل المقاتلة وهيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً).

ورغم عدم توافر إحصائيات دقيقة، يقول ياغر أن تحليل البيانات أظهر أن "مرصد سوريا" خفض عدد قتلى الغارات بنسبة 27 في المئة، حيث يمنح التحذير للمدنيين، الذين يعتمدون على الخدمة، إن كان عبر صفارات الإنذار أو وسائل التواصل الاجتماعي او محطات الراديو، معدل حوالى ثماني دقائق للفرار.