الأربعاء 2018/12/12

آخر تحديث: 14:31 (بيروت)

روحاني وراء حجب "تيليغرام" في إيران

الأربعاء 2018/12/12
روحاني وراء حجب "تيليغرام" في إيران
increase حجم الخط decrease
اتهم السياسي الإيراني المتشدد عزت الله ضرغامي، عضو المجلس الأعلى للفضاء السيبراني، الثلاثاء، الرئيس حسن روحاني بأنه المسؤول الأول عن حجب تطبيق "تيليغرام" داخل إيران، خلال التظاهرات التي شهدتها البلاد في كانون الأول/ديسمبر الماضي.


وأشار ضرغامي، في كلمة له في ذكرى يوم الطالب، إلى تفاصيل كان شاهداً عليها، العام الماضي، حين كان يشغل رئاسة هيئة الإذاعة والتلفزيون، وقال: "أثناء تظاهرات واحتجاجات كانون الثاني/يناير الماضي، قام المتظاهرون بتنسيق التظاهر والاحتجاج من خلال تطبيق تيليغرام، فاجتمع مجلس الأمن القومي لمناقشة كيفية مواجهة الأمر، وذلك في اجتماع حضره الرئيس بنفسه، وانتهى الاجتماع بعدما أمر الرئيس روحاني بحجب تيليغرام".

ورأى ضرغامي أن قطاع "الفضاء السيبراني في إيران متواضع جداً، وأن برامج المراسلات متخلفة، كما أن السبب في تزايد شعبية تطبيقات مثل تيليغرام بين الإيرانيين، هو مراوغات السياسيين الذين يعلنون أنهم ضد مثل هذه التطبيقات، في حين أنهم في حقيقة الحال يدعمون مثل هذه البرامج دعماً خاصاً، فدعم تطبيق تيليغرام في الحقيقة يأتي من داخل إيران"، في إشارة على ما يبدو إلى مسؤولين حكوميين، إذ يعتقد ضرغامي وغيره من معارضي حكومة روحاني، أن هذه الحكومة هي المسؤولة عن أي ثغرات في هذا المجال.

في السياق، قال ضرغامي أنه طلب من وزير الاتصالات محمد جواد آذري جهرمي، بأن يراجع برامج المراسلات الداخلية ويحل مشاكلها، واصفاً جهرمي بأنه "شخص ينتمي للفكر التعبوي المتشدد، وقادر على تنفيذ هذا الأمر بنجاح".

أما عن وجوده المكثف واليومي في "تويتر"، فبرر ضرغامي ذلك بالقول: "تويتر فضاء للنخبة الإيرانية، ومن واجبي أن أكون موجوداً، خصوصاً بعدما رأيت المسؤولين من كل الاتجاهات موجودين فيه"، مضيفاً أن الموقع محجوب في البلاد "وهو أمر على الأجهزة القضائية أن تفتح تحقيقاً فيه"، بحسب وصفه.

ويعد تطبيق "تيليغرام" من أكثر وسائل التواصل الاجتماعي انتشاراً في إيران، حيث يستخدمه ناشطو المجتمع المدني والسياسيون من أجل تبادل الأفكار والمعلومات، خصوصاً أنه الأكثر أماناً قياساً بمواقع التواصل وخدمات المراسلة الأخرى مثل "فايسبوك" و"تويتر" و"واتس آب"، بسبب مستوى التشفير العالي فيه.

وحاول القضاء والجهات الأمنية الإيرانية، كالحرس الثوري، خلال السنوات الأخيرة، حجب "تيليغرام" بالكامل بسبب كثرة المعلومات المتبادلة بين الناشطين من خلاله، خصوصاً أن غالبيتها تخص القضايا الإنسانية وتكشف الفساد المستشري بين الجهات الحكومية في إيران. كما قامت السلطة القضائية والحرس الثوري باعتقال المئات من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي خلال السنوات الأخيرة، كان أشهرهم الناشط الشاب ستار بهشتي، الذي فقد حياته إثر تعذيب مبرح تعرض له في السجن على يد القوات الأمنية.

وتحاول طهران جاهدة السيطرة على الفضاء الإلكتروني في البلاد، عبر إغلاق المواقع التي وصل عددها مطلع هذا العام إلى نحو 160 ألف موقع وحساب. وفي الوقت نفسه، ترد شركات مثل "فايسبوك" و"تويتر" بحجب مواقع وحسابات شخصية تقف وراءها الحكومة الإيرانية للترويج لأهداف سياسية ودعائية، ويرى بعض المراقبين أنها تستخدم لأغراض تدعم الجماعات الإرهابية.

وكانت طهران أعلنت في نيسان/أبريل الماضي عن خطتها لاستبدال تطبيق "تيليغرام" بآخر محلّي الصنع، بعد إيقافه بشكل نهائي لدواعي الأمن القومي وبسبب "الدور المدمر" الذي لعبه التطبيق خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في كانون الأول/ديسمبر 2017، علماً أنه تم حجب التطبيق خلال المواجهات التي شهدتها البلاد حينها، بين المتظاهرين وقوات الأمن، وقتل خلالها ما لا يقل عن 21 شخصاً. واستخدم العديد من المتظاهرين التطبيق لتنظيم الاحتجاجات، فيما لعبت القنوات العامة للتطبيق دوراً أساسياً في بث المعلومات لجمهور أوسع، بينما ساهمت الرسائل المشفّرة في نقل الصور ومقاطع الفيديو للمواجهات الدموية.

ويضمّ "تيليغرام" حوالى 40 مليون مستخدم في إيران، حيث 45 مليون مستخدم للإنترنت، وفقاً للاتحاد الدولي للاتصالات "ITU". وفي العام 2009، استُخدم موقع "تويتر" لتنسيق وتنظيم ما سمي بـ"انتفاضة الحركة الخضراء الإيرانية"، والتي سميت أيضاً بـ"انتفاضة تويتر"، وقد حجبت السلطات أيضاً قدرة الوصول إلى "تويتر للحد من التظاهرات.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها