الجمعة 2018/11/16

آخر تحديث: 21:58 (بيروت)

تدريبات الجيش اللبناني تزعج مغردين:"كيف لو مستقلين عن جد؟"

الجمعة 2018/11/16
تدريبات الجيش اللبناني تزعج مغردين:"كيف لو مستقلين عن جد؟"
من احتفالات عيد الاستقلال في 2016
increase حجم الخط decrease
لم يتعرض الجيش اللبناني، منذ سنوات، لموجة انتقاد شبيهة بتلك التي تعرض لها اليوم. في مواقع التواصل، أشهر الناس انتقاداتهم للمؤسسة الوطنية الجامعة، وأخرجوا سيوفهم في وجه "عيد الاستقلال". يسأل البعض: "عن اي استقلال نتحدث؟"، فيما تساءل آخرون عن العيد نفسه، وكيف يمكن أن يتحول عيداً للمعاناة، نتيجة ملازمة السيارات أماكنها لأربع ساعات على الأقل، في خضم ازدحام السير، بسبب التدريبات على العرض العسكري. 

ومع ان الجيش، في نظر شريحة واسعة جداً من اللبنانيين، هو فوق النقد، ومؤسسة جامعة للتشرذم اللبناني، إلا أن الخروج بالانتقاد اليوم ينطلق من أن إجراء المؤسسة، تعارض مع مصلحتهم الشخصية. عادة ما يبقى الطرف الآخر المحبوب منزهاً عن النقد، طالما أن اجراءاته لا تمسهم شخصياً. وحينما يصل "الموس" الى "اللحى"، تسقط الهالات والقدسيات والمقدسات، ما يشير حكماً الى ان الولاء الأول بالنسبة للبناني، هو لنفسه، لمصلحته، لحركته، ولحريته الشخصية. وربما لا يكون ذلك استثناء في الطبيعة البشرية، بل وحق المواطن.
 
فالمؤسسة، منذ وصول العماد جوزيف عون الى قيادتها قبل عامين، أحيطت بقدسية والتفاف كبيرين في الاوساط اللبنانية، كونها أنهت الوجود الارهابي في لبنان عبر خوض معركة الجرود، واتخذ قائدها اجراءات لمنع التوسط للراغبين بالدخول الى الكلية الحربية. حافظ الجيش، في عهد العماد جوزيف عون، على صورة القوي، الذي اكتسب ثقة المواطن بنزاهة الامتحانات للكلية الحربية، وقدم له في المقابل الحماية والامان. 

لكن هذه الصورة، تعرضت اليوم لخدش صغير. فالمغردون، وللمرة الاولى، يقدمون اقتراحات لقيادة الجيش، مثل "اجراء التدريبات في وزارة الدفاع" أو "اختيار ايام العطل في بيروت"، أو تحديد توقيت ليلي "كي لا يتعارض مع مصالح الناس ويعطل أشغالهم".

استجابت قيادة الجيش لبعض تلك الاقتراحات بتعديل برنامج التدريبات. وهو ما دفع آخرين للانطلاق بتغريد مضاد، ينتقد منتقدي الجيش. يقول مغرد: "الجيش سكّر شوي الطريق خربت الدنيا وحتقلبو عليه ... لما احزابكن تسكر الطرقات ما بيسترجي حدا يفتح تمو .."، كما قال آخر: "الى كل مواطن صالح انزعج اليوم ، الجيش اللبناني عم يتبهدل كل السنة كرمالك معليش اذا انزعجت نهار واحد كرمالو". 

لكن ذلك لم يمنع الانتقادات التي طاولت "الاستقلال" في حدّ ذاته، وعبّر عنه أحد المغردين تحت هاشتاغ "عيد الاستقلال" بالقول: "كيف لو مستقلين عنجد.."

أوحت التغريدات بأن اللبناني لا ينتمي الى ذكرى الاستقلال، ولا يؤمن به بالضرورة. ثمة اسئلة كثيرة عن مغزى الاستقلال في ظل التدخلات الخارجية في السياسة اللبنانية. اسئلة كثيرة شرّعتها زحمة السير، وأطلقت ألسنة مغردين كانوا يحتفظون بتلك الاسئلة كي لا تتعارض مع العاطفة القائمة تجاه المؤسسة العسكرية، أو تجاه استقلال لبنان. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها