الإثنين 2018/11/12

آخر تحديث: 19:30 (بيروت)

مسؤولو "الحياة" لا يبالون بالصحافيين المُضرِبين!

الإثنين 2018/11/12
مسؤولو "الحياة" لا يبالون بالصحافيين المُضرِبين!
(الصورة من أرشيف غيتي)
increase حجم الخط decrease
بعد مرور خمسة أيام على إضراب الصحافيين اللبنانيين في جريدة "الحياة"، والذين يعملون بلا عقود عمل ولا ضمانات منذ أن أقفلت الصحيفة السعودية مكاتبها في بيروت، لم يلق هؤلاء حتى الآن آذاناً صاغية ولا اهتماماً. ولم يقم أحد من المسؤولين السعوديين، وفي مقدمتهم المدير العام للجريدة، ابراهيم بادي، أو من المسؤولين اللبنانيين العاملين في دبي، ومنهم رئيس التحرير زهير قصيباتي، ومدير التحرير محمد فرحات، بأي تحرك أو ردّ فعل، ولم يهتموا بتاتاً بالإضراب والحالة التي يعانيها الصحافيون الذين باتوا مهددين في لقمة عيشهم.

وقد بدا واضحاً أن قصيباتي وفرحات يقبضان راتبهما شهرياً، بينما سائر الموظفين في مكتب دبي لا يقبضون حتى سُلفاً صغيرة، وقد تراكمت الديون عليهم ولم يعودوا قادرين على الاستقالة لأنهم يخشون عدم دفع رواتبهم المتراكمة. وفي هذا الوقت، يعمل قصيباتي وفرحات ليلاً ونهاراً لتأمين مقالات ومواد للجريدة بعد الإضراب، وقد لوحظ تكرار مقالات وزوايا قديمة ونشر صفحات إعلانية غير معهودة، ما ساهم في هبوط مستوى الجريدة التي كانت سابقاً من أهم الصحف العربية.

كما بدا واضحاً لمن يتابع قراءة الجريدة الكترونياً، أو في طبعتها الإماراتية، أن جواً جديداً يسيطر عليها، هو جو الممانعة الذي يختلف عن توجهات السياسة السعودية، وقد ظهر هذا الجو في المقالات والمانشيتات. وردّ البعض هذا الجو الى الميول السياسية "العروبية" التي تتحكم في رئاسة وإدارة التحرير، وهذا ما يؤكد أيضاً أن المسؤولين السعوديين لا يقرأون الجريدة، ولا يهتمون بها.

وقد انضمت أخيراً إلى الإضراب، مجموعة من الصحافيين العاملين في مجلة "لها" التابعة لشركة "الحياة". لكن رئيسة تحرير "لها"، فاديا فهد، التي، وبحسب صحافيين في "لها"، هي الوحيدة التي تقبض راتبها الشهري في المجلة، كانت قد حضّرت فريقاً آخر ليعمل بدلاً من المُضرِبين.

والآن، يعمل الصحافيون المضربون في بيروت على توسيع حجم الإضراب، وقد اتصلوا بزملائهم في مكتبَي القاهرة وبغداد وسواهما، ليدعموهم في الإضراب الذي لن يتراجعوا عنه قبل تلقي مستحقاتهم، بحسب ما قال لـ"المدن" أحد العاملين في "الحياة" طلب عدم ذكر اسمه. فهم تلقوا وعوداً كثيرة لم ينالوا منها شيئاً. وسيبدأون، خلال أيام، تحركاً إعلامياً واسعاً، وسيتصلون بسائر الأفرقاء السياسيين والسفير السعودي في بيروت. كما سيحاولون الوصول إلى الأمير خالد بن سلطان، ناشر الجريدة والمجلة، لإبلاغه بأمر إضرابهم، وإطلاعه على معاناتهم التي لم تعد تطاق وسط الحياة الصعبة التي يشهدها لبنان. فالمسؤولون السعوديون واللبنانيون في مكتب دبي يخفون عنه الحقائق ولا يطلعونه عليها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها