الثلاثاء 2018/10/30

آخر تحديث: 18:55 (بيروت)

زواج القاصرات: لا أمل في التغيير.. واسألوا جو معلوف!

الثلاثاء 2018/10/30
زواج القاصرات: لا أمل في التغيير.. واسألوا جو معلوف!
نجاح الحملة موضعي ولم يلحظ المتدينين والريفيين
increase حجم الخط decrease
النقاش الذي ساد الحلقة الأخيرة من برنامج "هوا الحرية" على قناة "ال بي سي" ليل أمس، لمواكبة حملة Young 3arous، يثبت أن نجاح الحملة موضعيّ، ولا يزال لبنان يحتاج للكثير من التوعية والتثقيف، قبل تعميم فكرة العزوف عن الزواج المبكر. 
ما ورد في نقاشات، وتحديداً من قبل رجلين، أحدهما رجل دين، يشير بما لا يحمل الشك بأن أي قرار رسمي، أو قانون لبناني يجرم الزواج المبكر، ستتم مواجهته باعتقادات دينية. هي المعضلة نفسها المستمرة منذ عشرات السنين، وتطال كل محاولات التغيير الاجتماعي التي يسعى الناشطون في الحقل الاجتماعي الى تكريسها قانونياً. 

الدين والمتدينون، والطوائف والمتطيفون، يواجهون محاولات التغيير، ويقفون صداً منيعاً في وجه محاولات قوننة مطالب اجتماعية وانسانية مطلوبة في البلاد. تلك وقائع اختبرها اللنبانيون عندما وصل الحراك في ملف قوننة الزواج المدني في البلاد في زمن الرئيس الراحل رفيق الحريري، وبعدها إثر الحملة لتوقيع عقود الزواج المدني قبل سنوات قليلة. والمعضلة نفسها وقعت إثر الضغوط لمنح المرأة اللبنانية المتزوجة من أجنبي جنسيتها لأولادها، وفي قضية رفع سن حضانة الامالمطلقة لأولادها.. كما وقعت في الحلقة التلفزيونية أمس التي واكبت حملة  Young 3arous التي أطلقها "التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني". 

يُرفع لواء الدين عند كل منعطف لمواجهة المساعي لتحقيق خرق في منظومة اجتماعية، وعادات قاتلة. لا يتطرق هؤلاء المتدينون الى المتغيرات المحتملة في التشريع، بما يناسب البيئة الاجتماعية. فالدين ليس جامداً، وهو ما لوحظ في تونس وقبلها ليبيا، وفي ايران، وغيرها من البلدان الاسلامية، أو التي تسكنها أغلبية اسلامية، مثل تركيا. 

الثغرة في الحوار التلفزيوني، الذي شاركت فيه حياة مرشاد عن "التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني"، أن الطرف المقابل للطرف الذي يلوذ بالتشريع الديني ليبرر فكرته، لم يتطرق الى التشريع الديني، وتلك النماذج السابقة. كما أن ثغرة أخرى في النقاش، لم تلحظ ملف التوعية والتثقيف الاجتماعي والصحي، كأرضيّة اساسية للخروج من مأزق الموانع التي تبقي على الظاهرة باقية، ومستمرة. 

يحاول المتدينون ايهام الرأي العام بأن ما يصح في العلاقات غير الرسمية (صداقات وعلاقات جنسية عابرة)، يصح هو نفسه في "الزواج الشرعي". هي نقطة قوة يتمسك بها المتدينون، ولا يجدون رداً مقابلاً قادراً على دحض اسطورة "صحية الزواج الشرعي" أو "تعزيز فرص الانجاب". 

أمام هذه العقبات التي أنتجها النقاش، يصبح من السهل الاستنتاج بأن نجاح الحملة الالكترونية لـ Young 3arou، لجهة احداث صدمة، يفتقد الى الدقة، كونه لم يلحظ فئتين لا تردعها اعلانات مماثلة: فئة المتدينين، وفئة الريفيين، او المتمسكين بعادات بائدة. صحيح أن الصدمة ملأت مواقع التواصل، واثارت صدمة كبيرة، لكنها لم تلحظ سكان الأرياف والمتدينين، أولئك الذين يحتاجون الى دورات تأهيلية وجهود توعوية لمكافحة الظاهرة، حتى لو فشل الجميع في انتاج قانون يجرّم الزواج المبكر، وهو أمر متوقع، استناداً الى تجارب لبنانية سابقة. 

وكانت حملة Young 3arous انطلقت في مواقع التواصل خلال الاسبوع الماضي، عبر عبر حساب Instagram  وصفحة Facebook تحت إسم "Young 3arous" (عروس صغيرة)، على شكل موقع لتأمين عرائس جميعهنّ كنّ تحت سن الثامنة عشر أثارت صدمة، ظناً من أن الصفحة في "فايسبوك" حقيقية، ليتبين في ما بعد أنها حملة بهدف الضغط على أعضاء مجلس النواب، الإعلام، والمجتمع وذلك لإقرار قانون يحدّد سنّ الزواج في لبنان #مش_قبل_ال١٨ ويحمي الأطفال والطفلات من التزويج المبكر. كما تهدف الحملة إلى توعية المجتمع اللبناني على مخاطر تزويج الطفلات.

وترمي الحملة إلى الضغط من أجل الإسراع بإقرار مشروع القانون الذي تقدّم به التجمّع النسائي الديمقراطي اللبناني لمجلس النواب اللبناني عام ٢٠١٧ والهادف لحماية  الأطفال من التزويج المبكر عبر تحديد سن الزواج في لبنان ب18 سنة مكتملة للذكر والأنثى دون أي إستثناء.

في مرحلة الكشف عن الحملة، أطلق التجمع موقع www.young3arous.com والذي سلّط من خلاله الضوء على قصص حقيقيّة لفتيات ضحايا التزويج المبكر ودعا الزوّار على توقيع عريضة من أجل مطالبة المجلس النيابي بإقرار القانون المقترح من قبل التجمّع. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها