السجن للصحافية حنين غدار.. بسبب "انتقاد" الجيش!

وتضامن عدد كبير من الصحافين والناشطين مع غدّار، مستنكرين "القرار المجحف" الذي يندرج في إطار "التعدّي على حرية التعبير". وأعلن مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية "سكايز" تضامنه مع غدار، معبّراً عن رفضه التام أي دور للمحكمة العسكرية في محاكمة صحافيين بسبب آرائهم، واصفاً قرار المحكمة العسكرية بأنه "رجعي، قمعي، وخطير يتعارض مع فرادة لبنان في المنطقة".

وفي تعليق على القرار، قال المدير التنفيذي لـ"مؤسسة سمير قصير"، أيمن مهنا، في منشور "فايسبوكي" إنّ ما صدر عن المحكمة العسكرية يعدّ "واحداً من أسوأ انتهاكات حرية التعبير منذ سنوات. وليس للمحكمة العسكرية دور ولا شرعية في محاكمة الصحافيين. انتقاد الجيش هو حق مضمون دستورياً، لن نتخلى عنه تحت أي ذريعة استقرار!".

الموقف نفسه عبّر عنه صحافيون وحقوقيون، بينهم المحامي فاروق المغربي، الذي اعتبر أنه أصبح من الواجب طرح موضوع تقليص صلاحيات المحكمة العسكرية على طاولة مجلس النواب، مضيفاً أنه "لم يعد مقبولاً في القرن الواحد والعشرين ان تتم محاكمة المدنيين والصحافيين امام محكمة عسكرية استثنائية خاصة، وهذه الصلاحيات هي مخالفة للاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وا سيما العهد المدني الخاص بالحقوق المدنية والسياسية".

إلى ذلك انتقد البعض في مواقع التواصل ممارسات العهد "القمعية"، معتبرين أن "البلد بات يحكمه حزب الله"، وأن قرار المحكمة العسكرية أتى بعد تحريض ممنهج ضدّ غدار، كانت قد بدأت به وسائل إعلام وصحف قبل أعوام من خلال شنّها حملة اتهامات ضدّها، على خلفية انتقادها ممارسات "حزب الله" والجيش اللبناني.

وفي السياق نفسه، علّقت الإعلامية ديانا مقلّد على قرار المحكمة العسكرية، قائلة:"في ندوة وتعليقاً على سطوة حزب الله على الحكم وعلى الجيش في لبنان، قالت حنين غدار إنّ الجيش اللبناني يفرق بين ارهاب سني وارهاب شيعي. بالأمس تم الحكم غيابياً على حنين بالسجن 6 اشهر بسبب قولها هذا.. حنين الآن في الولايات المتحدة حرة طليقة.. نحن هنا السجناء في بلد تخنقه ثلاثية "جيش وشعب ومقاومة" التي تريد أن تحكم ماذا نقول وماذا نشاهد وكيف نعيش.. كل التضامن مع حنين في قضية الحكم الجائر المستوحى من أدبيات البعث وأحكام ملالي طهران..".