newsأسرار المدن

"متضامنون مع الشعب الإيراني": تحية للسوريين المظلومين من حكومتنا

المدن - ميدياالخميس 2018/01/04
تظاهرات متاضمنة مع الاحتجاجات الإيرانية في بروكسل (غيتي).jpg
حجم الخط
مشاركة عبر
ربما وجدت الاحتجاجات الحالية في إيران، والمستمرة لليوم السابع على التوالي في مناطق متفرقة في البلاد، صدى في الدول العربية أكثر من الأثر الذي أحدثته في المجتمع الإيراني نفسه، الذي مازال قسم كبير منه ينظر إلى الاحتجاجات الحالية بشيء من الحذر والتردد، وتحديداً ضمن الطبقة الوسطى المتعلمة والنخبة المثقفة في طهران التي مازالت تقف إلى جانب الرئيس الحالي حسن روحاني بوصفه قادراً على تحقيق إصلاحات حقيقية وفقاً لحملته الانتخابية قبل أشهر.


وتنشر صفحة في "فايسبوك" تحمل عنوان "متضامنين مع الشعب الإيراني"، منشورات باللغتين العربية والفارسية، لنقل أخبار الاحتجاجات من جهة، وإيصال انتهاكات النظام الإيراني لحقوق الإنسان في كيفية قمعه للاحتجاجات، عبر نشر الأنباء ومقاطع الفيديو القليلة المسرية من إيران عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأنشأها "ناشطون إيرانيون من الداخل وناشطون سوريون مؤمنون بحقوق الشعوب"، حسبما أفادت إدارة الصفحة في حديث مع "المدن".



وأضاف القائمون على الصفحة أن "الهدف منها توعية الرأي العام بكافة شرائحه بما يحصل في ايران من قمع بحق الشعب الايراني من قبل السلطات ومحاولة منها للوصول إلى مختلف الشرائح"، معتبرين أن الاحتجاجات الحالية هي امتداد لثورات الربيع العربي "بسبب الارتداد لما يعانيه الشعب الايراني من فقر نتيجة تدخل إيران في شؤون المنطقة وإنفاقها المليارات في حروب خارجية في حين يعاني الشعب من الفقر".

إلى ذلك، نشرت الصفحة بياناً جاء فيه: "في هذا الوقت وأثناء وجود الناس في الشوارع للوقوف ضد القتلة والمجرمين. نتمنى منكم الوقوف بجانب الشعب المظلوم في إيران. فهذه الحكومة المجرمة أرسلت القتلة والمجرمين إلى كل الدول المجاورة. ودفعت الأموال لكي تدمر الأمن والسلام. نحن ثوار إيران نعلن للعالم أجمع: نحن مع بناء دولة عادلة بعيدة كل البعد عن القتل والاجرام. ونتمنى أن تنال الشعوب حريتها في سوريا واليمن. ويعم السلام في الشرق الأوسط. تحية للشعب الإيراني الثائر. تحية للشعب السوري الثائر الذي ظلم من حكومتنا ولا يزال".


التضامن الذي تحمله الصفحة يتجاوز الخلافات العرقية والدينية والطائفية التي يمثلها ويروج لها النظام السياسي الإيراني، ويعكس التضامن بالتالي واقع الدور الإيراني في قمع الربيع العربي في الدول الإقليمية وتحويله من ثورات سلمية مطالبة بالحرية والديموقراطية إلى حروب أهلية وحروب بالوكالة، فضلاً عن نشر قوات تابعة للحرس الثوري الإيراني في سوريا تحديداً لصالح النظام السوري في حربه ضد شعبه.



ومن الأيام الأولى للاحجاجات الإيرانية المفاجئة، تفاعل الناشطون السوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقارنوا بين ردة فعل النظام الإيراني والنظام السوري قبل سبع سنوات عندما خرج السوريون إلى الشوارع في مشاهد مماثلة، من دون أن يكون هناك هامش للمفاجأة بأن ردة فعل النظامين متطابقة، ليس بسبب طبيعتهما الشمولية الواحدة بل لمستوى التنسيق والتحالف بينهما طوال السنوات الماضية.

ويظهر ذلك بوضوح في تعليق إدارة الصفحة عن قلة عدد مقاطع الفيديو التي تصور الاحتجاجات الإيرانية: "الحجب والحظر الذي تفرضه السلطات الإيرانية على وسائل التواصل الاجتماعي قوي جداً وهم معروفون بخبرتهم في هذا المجال، واساساً كانت ممارسات النظام السوري تنفيذاً لاستشارات إيرانية".

من جهة أخرى تنشط الصفحة على نقل المواقف بالاتجاه المعاكس، اي تعاطف الشعب الإيراني، الثائر والمحتج، مع الشعوب العربية التي فشلت ثوارتها بفعل التدخلات الإيرانية الخارجية، ولا يحمل ذلك مجرد احتجاج على الوضع الاقتصادي المتردي للمتظاهرين باعتباره نتيجة مباشرة للتدخل الإيراني المكلف في سوريا والعراق ولبنان واليمن، بل يعود أيضاً لقلق من أن القمع الإيراني للثورات العربية سيطال الاحتجاجات الحالية، لمنعها من التطور والانتشار إلى مستوى الثورة الشعبية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الاحتجاجات الحالية رغم إثارتها قلقاً واضحاً لدى القيادة الإيرانية، بشقيها الرئاسي والديني، إلا أنها مازالت "تحت السيطرة" مع الأنباء عن تراجع حدتها في الساعات القليلة الماضية.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث