الخميس 2017/08/31

آخر تحديث: 18:44 (بيروت)

رعد "أَمَليّ".. وأمين الجميل مقاوم؟

الخميس 2017/08/31
رعد "أَمَليّ".. وأمين الجميل مقاوم؟
هذه واحدة من المرات القليلة التي يظهر فيها رعد المعروف بجديته مبتسماً
increase حجم الخط decrease
الصورة التي أظهرت رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد يرتدي قبعة عليها علم "حركة أمل" في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر التي أحيتها "أمل" مساء الاربعاء، لا تخرج من اطار أدبيات الظهور الاعلامي لتوحيد الصف الشيعي التي يعمل عليها حزب الله وأمل منذ زلزال الاغتيال عام 2005، وتُجرى لها العمليات الجراحية من وقت لآخر على أساس أن الطرفين بحاجة ماسة لها أقله في الوقت الحاضر.
وهذه واحدة من المرات القليلة التي يظهر فيها رعد المعروف بجديته مبتسماً. مازح عناصر "كشافة الرسالة" التابعة لـ"أمل" المحيطين فيه، لكن هدف وضع القبعة يتعدى المزاح أو التماهي بمنطق "أمل" السياسي، كما حاول البعض من جمهور الحركة تصويره. فإشارته تثبت اعتقاد حزبه إن الصدر، وإن كان مؤسس "أمل"، فإن إرثه امتد الى عمق الحزب وساهم في تكريس إيديولوجية المقاومة التي احتكرها حزب الله منذ فترة طويلة، وعبّد لها طريقاً إيديولوجياً شيعياً بحتاً لا يلتقي في الكثير من الأحيان مع المقاومة التي صاغها الصدر.

ورعد ليس المفارقة الوحيدة في الذكرى الجامعة. ثمة مشهد سوريالي آخر الى حد كبير. رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل، الذي ينظر اليه الجمهور الشيعي على انه وقع اتفاق 17 أيار، يقف دقيقة صمت حداداً على "أرواح شهداء الجيش والمقاومة"، كما ظهر في البث المباشر على الشاشات. المشهد، ولو كان احتراماً للمناسبة، يمثل تطوراً لافتاً يكشف براغماتية الجميل، علماً أن الكثير من أعضاء حزب "الكتائب" الذي كان يتزعمه الجميل قبل أن تنتقل رئاسته الى ابنه، لم ينفكوا يرون في "المقاومة" ميليشيا موازية للجيش، تنتقص من صورة الدولة اللبنانية وهيبتها. 

لا يمكن أن يفهم من الصورة أن الجميل وما يمثله من الشارع المسيحي، أنه تخطى هواجسه من حزب الله تحديداً، وبات يرى فيه امتداداً وطنياً يقاوم الإرهاب على حدود لبنان الشمالية والشرقية ويحمي القرى المسيحية والسنية والشيعية، كما يقدم نفسه، أو بات يرى فيها عامل استقرار بعدما اعتبرها لوقت طويل عامل تهديد لكيان لبنان الذي يراه هو.

أقصى ما يمكن أن تعنيه الصورة أن بري أراد، كما دائماً، أن يكون جامعاً، وهو أمر بات له باع طويل فيه، بعدما راكم عبر سنواته الطويلة في العمل السياسي خبرة طويلة في فكفكة تناقضات الأحزاب اللبنانية وتحويلها الى منطلقات هجينة للجمع، وحده من يجيد لملمتها والمحاولات العديدة الفاشلة في هذا الإطار من جهات آخرى أبرز شاهد.

فيما الجميل بأمسّ الحاجة الى دفعة سياسية بعدما تركت باقي الأحزاب نجله الرئيس الجديد لحزب الكتائب وحيداً خارج الحكومة وبكتلة نيابية صغيرة، يحاول تشكيل معارضة تشكل له حائط دعم في الانتخابات المقبلة، لكنها لا زالت حتى الساعة تقتصر على مواقف بلا مفاعيل، ويتوقع أن تبقى كذلك حتى موعد الاقتراع.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها