هل تحظر أميركا استخدام منتجات "كاسبرسكي لاب"؟

على الرغم من إنكار "كاسبرسكي لاب" مراراً صلتها مع أي حكومة، وتأكيدها أنها لن تساعد حكومة ما في نشاطات للتجسس الالكتروني، إلا أن الشركة الروسية تواجه مؤخراً اتهامات أميركية تصبّ في هذا الإطار. إذ كشفت وكالة "رويترز" أنها اطلعت على وثائق تفيد أن لجنة في الكونغرس الأميركي طلبت الأسبوع الماضي من 22 وكالة حكومية أن تزودها بوثائق عن شركة "كاسبرسكي لاب" (مقرها موسكو)، قائلة إن منتجات الشركة يمكن أن تستخدم لتنفيذ "نشاطات شريرة ضد الولايات المتحدة".

ووفقاً لـ"رويترز" فإن "لجنة العلوم والفضاء والتكنولوجيا" في مجلس النواب الأميركي أرسلت الطلبات الخميس الماضي، في أحدث ضربة إلى الشركة المتخصصة في البرامج المضادة للفيروسات والتي تواجه تهماً من مسؤولين أميركيين في أنها ربما تكون عرضة لنفوذ الحكومة الروسية.

وطلبت اللجنة من الوكالات كل الوثائق والاتصالات في شأن منتجات "كاسبرسكي لاب" التي يرجع تاريخها إلى كانون الثاني/ يناير 2013، بما في ذلك تقييمات للمخاطر الداخلية. كما طلبت أيضاً قوائم بالأنظمة التي تستخدم منتجات "كاسبرسكي لاب" وأسماء متعاقدين مع الحكومة الأميركية أو متعاقدين من الباطن يفعلون ذلك.

في السياق، قال رئيس اللجنة الجمهوري لامار سميث في الرسائل إن اللجنة "قلقة من أن تكون كاسبرسكي لاب عرضة للاستغلال من جانب الحكومة الروسية، وأن منتجاتها قد تستخدم أداة للتجسس أو التخريب أو نشاطات شريرة أخرى ضد الولايات المتحدة". في حين أبلغ  مساعد في اللجنة نفسها وكالة "رويترز" أن عملية الاستجلاء هذه تعدّ خطوة أولى تهدف إلى استطلاع رأي الإدارة الأميركية، وأن إجراءات أخرى سيجري اتخاذها لاحقاً اعتماداً على النتائج. علماً أن اللجنة طلبت رداً في موعد أقصاه 11 آب/ أغسطس المقبل.

ونقلت "رويترز" عن مصدرين مطلعين أن ضباطاً في مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" زاروا منازل موظفين في "كاسبرسكي لاب" في إطار تحقيق لمكافحة التجسس. واتخذت إدارة الرئيس دونالد ترامب أيضاً خطوات لاستبعاد الشركة من قائمة الموردين المعتمدة لدى الحكومة. وسيحظر مشروع قانون في شأن سياسة الإنفاق الدفاعي يناقشه مجلس الشيوخ الأميركي حالياً على وزارة الدفاع استخدام منتجات "كاسبرسكي لاب".

تجدر الإشارة إلى أن "كاسبرسكي لاب" تأسست عام 1997، ولديها الآن ما يزيد على 400 مليون زبون حول العالم. وحاولت الشركة، لكن من  دون جدوى إلى حد كبير، أن تبيع منتجاتها إلى الإدارة الأميركية أحد أكبر المشترين لأدوات الإنترنت في العالم.