الأحد 2017/05/14

آخر تحديث: 12:48 (بيروت)

نجوم الصف الثاني لإنقاذ الموسم الرمضاني

الأحد 2017/05/14
نجوم الصف الثاني لإنقاذ الموسم الرمضاني
آسر ياسين بطل مسلسل "30 يوم" (فايسبوك)
increase حجم الخط decrease

لم يعد خافياً على أي متابع لتفاصيل مسلسلات رمضان القادم، أن السياق السياسي والاقتصادي يؤثر بشكل مباشر على طبيعة الزخم الرمضاني، سواء في عدد المسلسلات المعروضة من ناحية، وتنوعها من ناحية أخرى. وكما أثّر الحصار الرقابي والتأويل السياسي الضيق على مساحة الحرية التي بلغت ذروتها العام 2012 في الدراما الرمضانية، فإن أزمة الدولار والتعويم وزيادة الأسعار أثرت على عدد المسلسلات منذ العام الماضي لتقل عن سابقتها بـ 7 أعمال. ويتكرر ذلك في الموسم الحالي الذي يقل فيه عدد الأعمال المنتجة من جديد بـ 4 مسلسلات فقط.

ورغم أن أربعة أعمال قد لا يعتبر رقماً كبيراً جداً، إلا أن العملية تمت بتحايل كبير من شركات الإنتاج ومحاولات موازية لتجديد دم السوق. فبداية، تبرز محاولات عديدة جرت عملياً وبجدية للتخلص من سطوة الموسم الرمضاني بعرض مسلسلات خارج رمضان، وهو تفكير له أسبابٌ أهمها الزحام الذي يقتطع من الكعكة الإعلانية الكبيرة، وحقيقة أن المكاسب الفعلية للمنتجين تأتي من إعادة بيع المسلسلات بعد نهاية الموسم. ولاقت تلك الأعمال نجاحاً ورواجاً كبيرين، ومن أبرزها "سلسال الدم" و"ساحرة الجنوب" على قنوات "إم بي سي"،و"الأب الروحي" و"اختيار اجباري" على "دي إم سي".

أما بالنسبة للموسم الرمضاني نفسه، فالتحايلات الإنتاجية لمحاولة إدراك الموسم مع التغيرات الاقتصادية أخذت أشكالا عدة. أبرزها وأكثرها إثارة للسجال والنقاش في أعوام مابعد الثورة هو الاستعانة بممثلين عرب (سوريون ولبنانيون وأردنيون وتونسيون) لبطولة المسلسلات، وتقديم وجوه جديدة ومواهب واعدة، بعيداً عن "بورصة النجوم" المصرية التي مازال عادل إمام يحتل صدارتها بأجر يقارب 3 مليون دولار تقريباً.

ومازال نجوم الصف الأول المصريون يحصلون على نصيب الأسد من الحصة الإنتاجية للمسلسلات، ولا يهادن النجم المصري في أجره تحت أي ظرف اقتصادي، بل إن المقابل المادي يزيد عاماً بعد عام مهما تأزم الوضع الاقتصادي. ويعتمد النجم في ذلك على فكرة بسيطة للغاية، أن المنتج لا يسوّق المسلسل بفكرته، بل باسم النجم الذي يلعب بطولته، لذلك جرى العرف في السوق أن يقال "مسلسل النجم فلان" لا أن يقال من تأليف وإخراج فلان وفلان، وهكذا.

لكنّ تواجد الممثلين العرب في الخريطة الدرامية لم يكن كافياً للتغلب على الأزمة الإنتاجية والأسعار الباهظة لنجوم الصف الأول، بل إن بعض الأسماء الصاعدة من النجوم العرب صار ينافس كتفاً بكتف في الأسعار، فهيفاء وهبي مثلاً تقترب بأجرها عن مسلسلها الجديد "الحرباية" من عادل إمام على سبيل المثال.

لذلك، لجأ المنتجون إلى رهان أكثر منطقية، بدأ خجولاً مع السنوات الأولى لثورة كانون الثاني/يناير، مع مسلسل "المواطن إكس" الذي امتاز بفكرة البطولة الجماعية لعدد كبير من الممثلين الشباب الذين بات كل منهم نجماً مستقلاً. وأهمهم عمرو يوسف صاحب المسلسل الأعلى مشاهدة العام الماضي "غراند أوتيل" ويوسف الشريف ومحمود عبد المغني.

وهذا العام يشهد الموسم بروز أسماء تخوض البطولة المطلقة للمرة الأولى، والمشترك بينهم أنهم ليسوا وجوهاً جديدة ولا أسماء منكرة، بل هم ممثلون لهم باع طويل وخبرة كبيرة في الدراما التلفزيونية قد تصل لعقود. ويأتي الرهان من أمرين: قوة السيناريو الذي إما سينجح في تقديم نجم جديد أو سينهي مشواره. والأجر الذي لن يقترب مهما علا من أجور المخضرمين. و من أبرز الأسماء في هذا السياق، ياسر جلال في مسلسل "لعبة الصمت"، وشريف رمزي في "سبع صنايع"، وآسر ياسين في "30 يوم" إلى جانب النجم السوري باسل خياط، ومحمد عادل إمام في "لمعي القط".

اتساع هذا الخيار بالاعتماد على مخضرمي الصف الثاني كسمة بارزة في الموسم الحالي، يأتي نتيجةً لتأثر المنتجين بنجاح الرهان على الممثل طارق لطفي في مسلسل "بعد البداية" قبل عامين، والذي جعل النظرة الإنتاجية تتجه إلى أولئك الممثلين الذين بقيوا في ظل نجوم الصف الأول لسنوات طويلة. وربما لن ينكسر قانون النجوم الجهنمي المسيطر على الدراما المصرية إلا بنهاية تجربة عادل إمام نفسها، كعلامة على نمط وأسلوب تعامل مع النجوم، تحتاج الدراما إلى أن ينتهي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها