الجمعة 2017/03/03

آخر تحديث: 17:09 (بيروت)

"لاجئون منسيون" لمكافحة شيطنة النازحين

الجمعة 2017/03/03
"لاجئون منسيون" لمكافحة شيطنة النازحين
تحاول أقسام الموقع تغطية مختلف جوانب حياة اللاجئين
increase حجم الخط decrease
كل دقيقة، يضطر 24 شخصاً إلى النزوح بسبب الحرب أو الاضطهاد. وشخص واحد من أصل 113 في العالم، هو إما طالب لجوء، أو نازح أو لاجئ، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

هذه الأرقام، التي تنبىء بكارثة إنسانية شهدتها الألفية الثانية، تختصر حجم المأساة التي تواجه أكثر من 65 مليون لاجئ حول العالم، أكثر من نصفهم ينتمي إلى بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا... وهي الأرقام نفسها التي دفعت مجموعة من الصحافيين والناشطين العرب المتطوعين لإطلاق موقع إلكتروني أطلق عليه اسم "لاجئون منسيون".

تقول الصحافية اللبنانية جمانة فرحات، المساهمة في المشروع لـ"المدن": "التحضيرات الفعلية للموقع بدأت منذ نحو شهرين، تخللها بشكل رئيسي العمل اللوجستي من تحديد مصادر المعلومات الموثوقة، التي يمكن الاستعانة بها، ثم التواصل مع متطوعين قد يكونون مهتمين بالانضمام إلينا، اعتماد الشكل النهائي للموقع، تزويده بالتقارير والأخبار، ولذلك كان لدينا لحظة إطلاق الموقع 700 مادة إخبارية منوعة بين تقارير وأخبار وقصص وترجمات خاصة".

يعرف الموقع عن نفسه بأنه منصة إخبارية إلكترونية، مختصة بتغطية قضايا نازحي/ات ولاجئي/ات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سواء في بلدانهم، وبلدان الجوار التي يتواجدون فيها، أو الدول الغربية التي يتنقلون إليها، بما يعكس مختلف نواحي حياتهم من تحديات، ونجاحات وإخفاقات، وانتهاكات يتعرضون لها.

وترى فرحات بأن "ظاهرة شيطنة اللاجئين، تنامت خصوصاً في الأعوام الثلاثة الماضية، التي ترافقت مع أكبر موجات التدفق للاجئين. مما انعكس في انتشار روايات مغلوطة أو ما يمكن وصفه بالخرافات، التي تنطوي في جزء منها على محاولة التحريض على اللاجئين، ووضعهم بشكل دائم موضع اتهام وشك".

وتشير إلى أن ذلك يحدث، على الرغم من أن الوقائع على الأرض، والبيانات والتقارير الدورية الصادرة عن وكالات أممية ومنظمات حقوقية، تؤكد أن اللاجئين والنازحين يعدون اليوم الفئة الأضعف، والأكثر تهميشاً، وحاجةً إلى المساندة. لكنهم للأسف يتحولون في بلدان اللجوء إلى مستهدفين في بعض الأحيان، ومنسيين في أحيان أخرى بفعل تكاثر الأزمات وتشعبها".

ترافق هذا الوضع، مع غياب استراتيجيات واضحة لدى العديد من وسائل الإعلام في تغطية قضايا اللاجئين والنازحين والتعامل معها كحدث خبري فقط.

انطلاقاً من كل ما سبق، تضيف فرحات، "ولدت فكرة المبادرة والموقع، الذي يمكن القول إنه يسعى إلى أكثر من هدف، منها السعي إلى نقل قضايا اللاجئين والنازحين بمختلف نواحي حياتهم". 

كما يستهدف الموقع الوصول إلى تغطية تدمج بين مناصرة قضايا النازحين واللاجئين، وبين تقديم تغطية مهنية تغطي مختلف الآراء. أما الهدف الثالث فهو السعي والعمل على تعميم هذه التجربة. مما دفع القائمين على المبادرة إلى الإعداد أيضاً لمشروع لتدريب الصحافيين والناشطين على تغطية قضايا اللاجئين من منظور إنساني.

وفي حين يسعى الموقع إلى تقديم مقاربات دقيقة حول أوضاع اللاجئين، الذي يحتاج إلى إحصاءات دقيقة، وبينما توفر دول ومنظمات عديدة رصداً شبه يومي لقضايا محددة حول اللجوء والنزوح، لكن في الدول العربية، يعد الحصول على المعلومات في بعض الأحيان، مهمة شبه مستحيلة، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بأرقام وإحصاءات. وقد شكّل ذلك تحدياً مهماً أمام القائمين على الموقع أثناء التحضير للإطلاق.

وبينما شددت جمانة فرحات على فكرة العمل التطوعي بالكامل في الموقع، أكدت أن التمويل أيضاً لم يأت من أي جهة، فالمشروع غير ممول من أي جهة، أو منظمة على الإطلاق.  
 تغطية الموقع مستمدة من إعداد تقارير خاصة، ومن خلال رصد ما يصدر في مختلف المنصات الإلكترونية ووسائل الإعلام.

تحاول أقسام الموقع تغطية مختلف جوانب حياة اللاجئين. وبينما يختص قسم "حريات" برصد القضايا الحقوقية المرتبطة بقضايا النازحين، يعد قسم "من المخيمات" نافذة على حياتهم في المخيمات المؤقتة أو الدائمة، التي يتوزعون عليها. أما قسم "عبور صعب" فيجسد من خلال الشهادات المصاعب التي تواجه النازحين خلال رحلة نزوحهم داخل بلدانهم، أو اللاجئين خلال لجوئهم إلى دول أخرى. كما يخصص الموقع قسماً خاصاً لتغطية قضايا النازحين واللاجئين عبر الرسوم البيانية (إنفوغراف)، معتمداً مبدأ تبسيط الأرقام.

ويخطط الموقع، في الفترة المقبلة، تحويل قضايا اللاجئين إلى حدث يومي، يتم التطرق إليه بأسلوب مهني في وسائل الإعلام. ويسعى إلى توسيع شبكة المتطوعين التي تتعاون مع فريق العمل في دول المنطقة، لذلك يمكن ملاحظة وجود صفحة مخصصة على الموقع للتطوع، يمكن من خلالها التواصل مع الفريق. كما يخطط القائمون على الموقع خلال الفترة المقبلة لمحاولة تعميم تغطية قضايا اللاجئين في وسائل الإعلام من منظور يناصر قضاياهم، ولذلك يعمل على مشروع التدريب لتعزيز التغطية في وسائل الإعلام من منظور إنساني أولاً. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها