السبت 2017/03/11

آخر تحديث: 12:24 (بيروت)

"سكسولوجي": الثقافة الجنسية المتحررة من الإيديولوجيا

السبت 2017/03/11
"سكسولوجي": الثقافة الجنسية المتحررة من الإيديولوجيا
increase حجم الخط decrease
الجنس ليس خطاً أحمر. هذا هو المبدأ الذي يعتمده القائمون على موقع "سكسولوجي"، الذي يعرّف عن نفسه بأنه أول مشروع علمي يهدف إلى نشر علم الجنس.
قد يكون المشروع في حدّ ذاته صعباً في العالم العربي، حيث الثقافة الجنسية متدنية عن دول أخرى. وفي الوقت نفسه، تتناول مواقع عربية كثيرة المواضيع الجنسية بطريقة غير علمية أو لإيحاءات تجذب القراء، من دون الوقوف غالباً عند رأي العلم أو إعطاء معلومات طبية حقيقية.

فكرة إنشاء الموقع مشتركة بين مصريَّين هما، الدكتور أحمد منصور، والباحث في علم الجنس محمد الجلالي. وبدأ الشريكان العمل على صياغة المعرفة العلمية بصورة واضحة ومبسطة، وبطريقة متزنة ومستقيمة، بهدف نشر الحرية الجنسية، ونشر المعرفة حول القضايا الجنسية المختلفة، والأمراض الجنسية، للتثقيف الجنسي بشكل عام.

ويقول الدكتور أحمد منصور لـ"المدن": "سكسولوجي هو كيان يهدف أساساً للتعريف بعلم الجنس من خلال آليات علمية صارمة بعيداً من أي ابتذال، ومن خلاله نحاول توفير معرفة علمية للرد أولاً على الخرافات المرتبطة بالجنس وللتثقيف الجنسي الصحي السليم ومحاولة تغيير الصورة النمطية الخاطئة عن الجنس وكسر التابو المنتشر في تلك المواضيع".

أما عن أهداف المشروع الذي بدأ منذ نحو سنتين، فيضيف منصور: "بالإضافة إلى ما سبق نهدف إلى تحويل المجتمع العربي عموماً إلى مجتمع مثقف جنسياً، وأكثر انفتاحاً وتحرراً في التعامل مع فكرة الجنس بطريقة توازي المجتمعات المتقدمة بشكل اجتماعي من خلال توفير معرفة علمية".

الشريحة التي يستهدفها الموقع متنوعة، تبدأ عند المراهقين ولا تنتهي عند أي شخص يستطيع ممارسة الجنس بشكل عام، بصورة قانونية وسليمة.

واجه المؤسَّسان صعوبات لبدء هذا المشروع في مصر والعالم العربي، ونجحا في تخطي العديد منها. أبرز تلك الصعوبات كانت الابتعاد عن الابتذال. والسؤال الأول الذي واجههما هو "كيف تتحول إلى كيان منظم محترم يتحدث عن الجنس بكل تفاصيله من دون أن تكون مبتذلاً أو سوقياً أو مشابهاً للنمط المجتمعي المستخدم للتعبير عن الجنس؟". 

كان ذلك السؤال هو الأهم، وإيجاد الجواب عليه هو الذي جعل الموقع ينجح في جذب أكثر من 85 ألف متابع في صفحته الخاصة في "فايسبوك".

ونجح الموقع في نشر مضمون علمي بحت، ليكون رائداً في نشر الثقافة الجنسية. كما نجح في كسب احترام المتابعين، من خلال نشر مقالات علمية، ودراسات وأبحاث، وإحصائيات وتحليلات موضوعية وحيادية.

قراء الموقع من مختلف الدول العربية. ورغم أن منصور يؤكد أن القارىء الأساسي للموقع من مصر، إلا أن الموقع استطاع جذب قراء من المتحدثين بالعربية في دول أميركية وأوروبية.

كيف تمكن الموقع من منافسة المواقع الأخرى التي تسعى إلى نشر مواضيع جنسية من دون هدف توعوي أو علمي؟ يجيب منصور: "أولاً من خلال تلافي الابتذال في المواضيع، ومن خلال تقديم مادة واضحة ومباشرة تستند إلى العلم، مصادرها معروفة وموثقة علمياً تهدف أساساً لتحسين الوضع الحياتي للإنسان من خلال المعرفة وتغيير نظرة الناس إلى حياتهم الجنسية والتطلع اليها بنظرة إيجابية للتصالح مع أنفسهم ومع أجسادهم وأجساد شركائهم".

تمكن منصور والجلالي من تحقيق هدفهما حتى الآن، من دون الوقوع في الأخطاء التي ترتكبها المواقع الأخرى. ويؤكد منصور أن طريقتهما في العمل، أكسبتهما مصداقية. ويشير إلى أن "المقالات التي ينشرها سكسولوجي باتت تستخدم كمرجعية علمية متحدثة باللغة العربية، للرد على أي شبهات تحيط بتابو الجنس في العالم العربي، بعيداً من شعور الأفراد بالخجل أو بأنهم يتابعون شيئاً مخلاً بأي آداب أو بصورتهم الاجتماعية".

اعتماد "سكسولوجي" الطريقة العلمية والحيادية، والمنطقية في سرد الأفكار والعناوين، والمعلومات، والرد على الأسئلة الموجهة من القراء بشكل علمي بحت، جعل للموقع الالكتروني طابعاً مميزاً، يتحدى ويتجاوز المواقع المنافسة، الملتزمة بالقيود المجتمعية والتي تقدم خطاباً محابياً للأيديولوجية الاجتماعية الموجودة أو تعتمد على "الإثارة" لزيادة عدد زوار الموقع.

في البلدان العربية، تقف القيود المجتمعية والقناعات الدينية بين الأفراد والمعرفة العلمية الصحيحة لعلم الجنس والثقافة الجنسية بشكل خاص، وقد تمكن سكسولوجي من تخطي هذه المشكلة، رغم الانتقادات التي قد يوجهها البعض للمحتوى. والعامل الأول الذي ساهم في تخطي هذه المشكلة هو الاعتماد على العلم وحده، فيتفادى القائمون على سكسولوجي الدخول في أي نقاشات دينية أو اجتماعية، لحماية هذا الكيان من أي محاولة لأدلجة المحتوى.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها