قرر موقع "فايسبوك" إزالة رمز التحذير الأحمر الذي يظهر بجانب الأخبار الزائفة التي يتم مشاركتها في المنصة، وذلك بعدما تبيّن أن هذا الإجراء، الذي اعتمدته شركة "فايسبوك" في وقت سابق، لم يؤدّ الغرض المطلوب منه، كما كان يُتوقّع، حينما بدأت "فايسبوك" في كانون الأول/ديسمبر 2016 بوضع علامة تحذير إلى جانب مقالات تتضمن أخباراً ومعلومات زائفة.
وقال "فايسبوك" إن البحوث تشير إلى أن نهج "العلم الأحمر" في الواقع "رسّخ المعتقدات العميقة"، أي أنه يجذب الانتباه إلى هذه الأخبار ويجعل البعض يتمسك بحقيقة ما جاء فيها، وإنه سوف يعرض الآن "مقالات ذات صلة" إلى جانب الأخبار المثيرة للجدل، ما يعني أنه بدلا من عرض رمز تحذير في التعليق على الأخبار، "سيتم عرض مقالات تم التأكد من حقيقتها"، بجانب القصص محل الخلاف. ويأتي ذلك بعدما اختبر "فايسبوك" النهج الجديد، ووجد أنه لم يقلل عدد مرات النقر والدخول إلى الأخبار التي تكون مصدر خلاف، لكن بالمقابل فقد تراجعت مرات مشاركة هذه الأخبار من قبل مستخدمي الموقع.
في السياق، قالت تيسا ليونز من فريق "فايسبوك" إنّ الأبحاث الأكاديمية حول تصحيح المعلومات الخاطئة أظهرت أن وضع صورة قوية، مثل العلم الأحمر، بجانب مقال قد يرسخ في الواقع المعتقدات العميقة المتعلقة به، وهو تأثير معاكس لما نسعى إليه".
بموازاة ذلك، قال مصممو الموقع في تصريحات إنّ "استخدام لغة غير متحيزة ولا تعبر عن أحكام مسبقة يساعدنا في بناء منتج يخاطب جميع الأشخاص على اختلاف وجهات نظرهم وتنوعها". وأضافوا "تماما كما كان من قبل، بمجرد أن نعلم أن هناك مقال مختلف حوله من جانب مراجعي الحقائق، فإننا نرسل فورا إشعارا الى أولئك الذين سبق لهم مشاركة المقال".
وتعليقاً على إجراءات "فايسبوك" في هذا الشأن، قال تيم لوكهرست، أستاذ الصحافة في جامعة كينت البريطانية، إنّ "ما يحاول فايسبوك فعله هو الاستجابة للضغط الذي يجب أن يتعامل معه على أنه ناشر، بدلا من منصة تواصل اجتماعي"، وأضاف :"أعتقد أن تمسك فايسبوك بمقولة أنه منصة تواصل اجتماعي تختلف عن الإعلام التقليدي ليس إلا حجة واهية، فهو ناشر للأخبار، لذلك لا يكفي أن يقدم للناس قائمة من القصص الأخرى ذات الصلة لمكافحة الأخبار الكاذبة". وعليه "هناك حاجة إلى تنظيم عمل فايسبوك ضمن لوائح وأنظمة كتلك المفروضة على هيئات البث منذ بداية ظهورها".
"فايسبوك": وضع رمز التحذير بجانب الأخبار الزائفة.. لم ينفع!
المدن - ميدياالجمعة 2017/12/22

حجم الخط
مشاركة عبر
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها