حجم الخط
مشاركة عبر
يشكك باحثون وخبراء من معهد "ميدلبري" للدراسات الدولية في مونتيري بولاية كاليفورنيا الأميركية، بصحة الرواية الرسمية حول الصاروخ الباليستي الذي أطلقه المتمردون الحوثيون في اليمن، نحو مطار في العاصمة السعودية الرياض، الشهر الماضي، ما اعتبر على نطاق واسع حينها انتصاراً للسعودية والولايات المتحدة الأميركية، التي زودت الرياض بنظام الدفاع الصاروخي "باتريوت".
وأظهر تحليل الصور ومقاطع الفيديو للضربة التي نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعية أن تلك الرواية قد تكون خاطئة بشكل متعمد أو عرضي. وتشير الأدلة التي حللها فريق بحثي من خبراء الصواريخ أن الصاروخ حلق من دون عوائق فوق الدفاعات الجوية السعودية وكاد يضرب هدفه بدقة تقريباً وهو مطار الملك خالد الدولي في الرياض، حيث تفجر الصاروخ بالقرب من محطة إقلاع طائرات، كما تظهر الخرائط التوضيحية ذات الصلة.
ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نتائج التحقيق بشكل حصري، والذي أشرف عليه الباحث جيفري لويس معتبراً في تصريحات للصحيفة بأن "الحكومات تكذب حول فعالية هذه النظم. أو أنهم مخطئون. يجب أن نقلق بشدة حول ذلك"، وهو ما يتناقض بشدة مع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب "الترويجية" في اليوم التالي من قاعدة تابعة لسلاح الجو في طريقه إلى اليابان، وهي إحدى الدول الـ14 التي تستخدم هذا النظام حول العالم، وقال فيها: "لقد ضرب نظامنا الصاروخ في الجو. نحن جيدون إلى هذا الحد. لا أحد يصنع ما نصنعه والآن نحن نبيعه إلى جميع أنحاء العالم".
في السياق، تؤكد نتائج التحقيق أن إسقاط صاروخ "سكود" أمر صعب للغاية رغم ادعاء حكومات مختلفة بشكل خاطئ نجاحها في ذلك المسعى. ويعتقد أن الصاروخ، الذي شوهد في الفيديو الذي أصدره الحوثيون، هو "بركان -2"، وهو بديل صواريخ "سكود" المستخدم في جميع أنحاء الشرق الأوسط. ويعتقد أنه قطع مسافة تقدر بحوالي 600 ميل (965.6 كيلومتر) إلى حين هبوطه.
وفي تصريحات صحافية، أثار مسؤولون أميركيون الشكوك حول ما اذا كان السعوديون أصابوا أي جزء من الصاروخ اليمني أم لا، بالنظر إلى أنه لا يوجد أي دليل مادي يثبت ذلك. وطرحوا نظرية بديلة تفيد بأن جسم الصاروخ القادم والرأس الحربي تفرقا بسبب سرعته وقوة إطلاقه. وتظهر نتائج التحقيق هنا أن الحوثيين المدعومين من إيران، طوروا قدرات متسارعة بما يكفي لضرب أهداف رئيسية في المملكة العربية السعودية، ما قد يحول ميزان القوة لصالحهم في الحرب المستمرة منذ 3 سنوات. ويؤكد ذلك أيضاً الشكوك التي طال أمدها حول تكنولوجيا الدفاع الصاروخي، وهي محور استراتيجيات الدفاع الوطني الأميركية والقوى المتحالفة معها، ولا سيما ضد تهديدات قادمة من دول كإيران وكوريا الشمالية.
إلى ذلك، يتهم المسؤولون السعوديون والأميركيون إيران بتزويد الحوثيين بالصواريخ، وهي تهمة نفتها طهران عدة مرات. وقال دبلوماسي غربي في مجلس الأمن أن تقريراً أصدرته الامم المتحدة مؤخراً أوجد دليلاً على أن ايران صممت وصنعت الصواريخ المستخدمة من طرف الحوثيين في اليمن.
وانطلق التحقيق المستقل من شكوك طويلة الأمد لدى لويس وفريقه البحثي بشأن مبالغة الحكومات في فعالية أنظمة الدفاع الصاروخي في الماضي، بما في ذلك ضد صواريخ "سكود"، فخلال حرب الخليج الأولى، ادعت الولايات المتحدة امتلاكها سجلاً شبه كامل في إسقاط الصواريخ العراقية. ووجدت التحليلات اللاحقة أن جميع عمليات الاعتراض فشلت تقريباً، ما أثار شكوكاً جديدة حول مزاعم السعودية بشأن إسقاطها الصاروخ الباليستي باستخدام "باتريوت" تحديداً.
وفحص الباحثون ما نشر عبر وسائل الإعلام الاجتماعي بعناية بالغة بحثاً عن أي أي شيء نشر في تلك المنطقة ضمن نفس الإطار الزمني، بحثاً عن أدلة. وكان نمط حطام الصاروخ اليمني يوحي بواحد من أمرين، الأول أن الدفاعات الجوية أصابت فقط الجزء الخلفي من الصاروخ، والثاني أن النظام فشل في إصابة الصاروخ كلياً. وبمجرد إطلاق السعوديين للدفاعات الصاروخية، بدأ الحطام في التساقط وسط مدينة الرياض. ويثبت مقطع فيديو نشر عبر السوشيال ميديا هبوط قسم كبير من ذلك الحطام في موقف للسيارات بجوار مدرسة ابن خلدون. فيما تظهر مقاطع فيديو أخرى بقايا من الصاروخ سقطت في عدد من المواقع الأخرى تغطي مساحة 500 متر تقريباً على طول طريق سريع.
وهنا، قال مسؤولون سعوديون أن الحطام الذي يبدو أنه ينتمي إلى صاروخ من طراز "بركان -"2 الذي تم اسقاطه أظهر نجاحاً كبيراً، لكن تحليل الحطام يظهر أن مكونات الرؤوس الحربية، جزء الصاروخ الذي يحمل المتفجرات، كانت مفقودة. وتشير الرؤوس الحربية المفقودة إلى شيء مهم للمحللين وهو أن الصاروخ قد يكون قد هرب من الدفاعات السعودية بنجاح.
ومن المؤكد أن الصاروخ، من أجل الاستمرار طويلاً في الجو، صمم بالتأكيد كي ينفص إلى قطعتين عندما يصبح بالقرب من هدفه. والأنبوب، الذي يدفع الصاروخ لمعظم مساره، يقع بعيداً. أما الرؤوس الحربية، الأصغر والأصعب استهدافاً فتواصل مسارها لإصابة الهدف. وهذا يفسر لماذا يبدو أن الحطام في الرياض يتكون فقط من الأنبوب الخلفي، ويقترح أيضاً أن السعوديين قد فشلوا في إصابة الصاروخ، أو ضربوا الأنبوب فقط بعد أن انفصل وبدأ يسقط ويتباطأ بلا جدوى تجاه الأرض. وقال بعض المسؤولين الأميركيين أنه لا يوجد دليل على أن السعوديين أصابوا الصاروخ. وبدلاً من ذلك، قد يكون الحطام قد تفكك تحت ضغط الطيران الطويل فقط. وبالتالي ما قدمه السعوديون كدليل على اعتراضهم الناجح قد يكون ببساطة أن الصاروخ خرج من أنبوبه كما هو مقصود له تماماً عند تصميمه.
ويشير مكان الانفجار الواقع على بعد 12 ميلاً عن مطار الرياض، إلى أن الرؤوس الحربية استمرت من دون عائق باتجاه هدفها. وفى حوالى الساعة التاسعة مساء، في نفس وقت سقوط الأنقاض في الرياض، هز انفجار صاخب المحطة الداخلية فى مطار الملك خالد الدولي بالرياض. وقال رجل في شريط فيديو التقط بعد لحظات من الانفجار أن "انفجاراً وقع في المطار"، وهرع مع آخرين إلى النوافذ أثناء تدفق سيارات الطوارئ على المدرج. كما أظهر فيديو آخر، مأخوذ من المدرج، مركبات الطوارئ في نهاية المدرج ووراءها عمود من الدخان، ما يؤكد حصول الانفجار.
من جهته، قال متحدث باسم الحوثيين أن الصاروخ استهدف المطار، لكن هنالك سبباً آخر يدفع المحللين للاعتقاد بأن الرؤوس الحربية نجت من الدفاعات الصاروخية، حيث وجدوا في مقطع فيديو آخر أن بطاريات باتريوت التي أطلقت النار على الصاروخ لم تطل الرؤوس الحربية للصاروخ الذي طار بشكل آمن فوق الجزء العلوي منهم. وقال مسؤولون سعوديون أن بعض الحطام من الصاروخ المعترض هبط في المطار. ولكن من الصعب تصور كيف يمكن أن قطعة واحدة خاطئة ستطير لمسافة 12 ميلاً بعد استهدافها أو لماذا سوف تنفجر كنتيجة لذلك بعد سقوطها.
إلى ذلك يشير الدخان والأضرار الأرضية إلى أن الرؤوس الحربية ضربت بالقرب من محطة المطار المحلية. كما تظهر صور الاستجابة الطارئة ودخان الدخان معلومات عن طبيعة التأثير الحاصل. وتظهر صورة عمودية مأخوذة من موقع مختلف على المدرج نمطاً متسقاً من أعمدة الدخان التي تنتج في ضربات الصواريخ المماثلة، ما يشير إلى أن الانفجار لم يكن قطعة مخطئة من الحطام أو حادثاً غير ذي صلة.
ومن خلال تحديد المباني في الصورة والفيديو، تمكن فريق الباحث لويس من تحديد المواقع التي تم التقاط الصور منها، وكشف عن الموقع الدقيق لأعمدة الدخان عبر الأقمار الصناعية: بضع مئات من الياردات من المدرج 33R، وعلى بعد كيلومتر واحد من المحطة المحلية المزدحمة. وقال المحللون ان الانفجار كان صغيراً، وأن صور القمر الصناعى للمطار التي تم التقاطها مباشرة قبل الانفجار وبعده ليست مفصلة بما فيه الكفاية لفحص الحفرة الناجمة عن الانفجار. ولكنها تظهر وجود أضرار أرضية، مؤيدة النتيجة السابقة بأن الرؤوس الحربية ضربت المدرج.
وفي حين أن الحوثيين فشلوا في إصابة هدفهم، إلا أن لويس يؤكد أن ذلك الصاروخ كان قريباً بما يكفي لإظهار أن صواريخهم يمكن أن تهرب من الدفاعات السعودية، مضيفاً أن "الكيلومتر هو معدل طبيعي جداً للخطأ بالنسبة لصاروخ سكود".
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها مواقع التواصل الاجتماعي وصور الأقمار الصناعية بهذه الطريقة، بل استخدمتها "نيويورك تايمز" نفسها في السابق من أجل إثبات حصول الهجوم الكيماوي من طرف النظام السوري في مدينة خان شيخون في شهر نيسان/أبريل الماضي، وكذلك تم استخدام نفس الأسلوب من أجل إثبات وجود الطفلة بانا العبد في مدينة حلب، كرد على المزاعم الروسية التي حاولت تكذيب وجودها العام 2016.
وأظهر تحليل الصور ومقاطع الفيديو للضربة التي نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعية أن تلك الرواية قد تكون خاطئة بشكل متعمد أو عرضي. وتشير الأدلة التي حللها فريق بحثي من خبراء الصواريخ أن الصاروخ حلق من دون عوائق فوق الدفاعات الجوية السعودية وكاد يضرب هدفه بدقة تقريباً وهو مطار الملك خالد الدولي في الرياض، حيث تفجر الصاروخ بالقرب من محطة إقلاع طائرات، كما تظهر الخرائط التوضيحية ذات الصلة.
ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نتائج التحقيق بشكل حصري، والذي أشرف عليه الباحث جيفري لويس معتبراً في تصريحات للصحيفة بأن "الحكومات تكذب حول فعالية هذه النظم. أو أنهم مخطئون. يجب أن نقلق بشدة حول ذلك"، وهو ما يتناقض بشدة مع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب "الترويجية" في اليوم التالي من قاعدة تابعة لسلاح الجو في طريقه إلى اليابان، وهي إحدى الدول الـ14 التي تستخدم هذا النظام حول العالم، وقال فيها: "لقد ضرب نظامنا الصاروخ في الجو. نحن جيدون إلى هذا الحد. لا أحد يصنع ما نصنعه والآن نحن نبيعه إلى جميع أنحاء العالم".
في السياق، تؤكد نتائج التحقيق أن إسقاط صاروخ "سكود" أمر صعب للغاية رغم ادعاء حكومات مختلفة بشكل خاطئ نجاحها في ذلك المسعى. ويعتقد أن الصاروخ، الذي شوهد في الفيديو الذي أصدره الحوثيون، هو "بركان -2"، وهو بديل صواريخ "سكود" المستخدم في جميع أنحاء الشرق الأوسط. ويعتقد أنه قطع مسافة تقدر بحوالي 600 ميل (965.6 كيلومتر) إلى حين هبوطه.
وفي تصريحات صحافية، أثار مسؤولون أميركيون الشكوك حول ما اذا كان السعوديون أصابوا أي جزء من الصاروخ اليمني أم لا، بالنظر إلى أنه لا يوجد أي دليل مادي يثبت ذلك. وطرحوا نظرية بديلة تفيد بأن جسم الصاروخ القادم والرأس الحربي تفرقا بسبب سرعته وقوة إطلاقه. وتظهر نتائج التحقيق هنا أن الحوثيين المدعومين من إيران، طوروا قدرات متسارعة بما يكفي لضرب أهداف رئيسية في المملكة العربية السعودية، ما قد يحول ميزان القوة لصالحهم في الحرب المستمرة منذ 3 سنوات. ويؤكد ذلك أيضاً الشكوك التي طال أمدها حول تكنولوجيا الدفاع الصاروخي، وهي محور استراتيجيات الدفاع الوطني الأميركية والقوى المتحالفة معها، ولا سيما ضد تهديدات قادمة من دول كإيران وكوريا الشمالية.
إلى ذلك، يتهم المسؤولون السعوديون والأميركيون إيران بتزويد الحوثيين بالصواريخ، وهي تهمة نفتها طهران عدة مرات. وقال دبلوماسي غربي في مجلس الأمن أن تقريراً أصدرته الامم المتحدة مؤخراً أوجد دليلاً على أن ايران صممت وصنعت الصواريخ المستخدمة من طرف الحوثيين في اليمن.
وانطلق التحقيق المستقل من شكوك طويلة الأمد لدى لويس وفريقه البحثي بشأن مبالغة الحكومات في فعالية أنظمة الدفاع الصاروخي في الماضي، بما في ذلك ضد صواريخ "سكود"، فخلال حرب الخليج الأولى، ادعت الولايات المتحدة امتلاكها سجلاً شبه كامل في إسقاط الصواريخ العراقية. ووجدت التحليلات اللاحقة أن جميع عمليات الاعتراض فشلت تقريباً، ما أثار شكوكاً جديدة حول مزاعم السعودية بشأن إسقاطها الصاروخ الباليستي باستخدام "باتريوت" تحديداً.
وفحص الباحثون ما نشر عبر وسائل الإعلام الاجتماعي بعناية بالغة بحثاً عن أي أي شيء نشر في تلك المنطقة ضمن نفس الإطار الزمني، بحثاً عن أدلة. وكان نمط حطام الصاروخ اليمني يوحي بواحد من أمرين، الأول أن الدفاعات الجوية أصابت فقط الجزء الخلفي من الصاروخ، والثاني أن النظام فشل في إصابة الصاروخ كلياً. وبمجرد إطلاق السعوديين للدفاعات الصاروخية، بدأ الحطام في التساقط وسط مدينة الرياض. ويثبت مقطع فيديو نشر عبر السوشيال ميديا هبوط قسم كبير من ذلك الحطام في موقف للسيارات بجوار مدرسة ابن خلدون. فيما تظهر مقاطع فيديو أخرى بقايا من الصاروخ سقطت في عدد من المواقع الأخرى تغطي مساحة 500 متر تقريباً على طول طريق سريع.
وهنا، قال مسؤولون سعوديون أن الحطام الذي يبدو أنه ينتمي إلى صاروخ من طراز "بركان -"2 الذي تم اسقاطه أظهر نجاحاً كبيراً، لكن تحليل الحطام يظهر أن مكونات الرؤوس الحربية، جزء الصاروخ الذي يحمل المتفجرات، كانت مفقودة. وتشير الرؤوس الحربية المفقودة إلى شيء مهم للمحللين وهو أن الصاروخ قد يكون قد هرب من الدفاعات السعودية بنجاح.
ومن المؤكد أن الصاروخ، من أجل الاستمرار طويلاً في الجو، صمم بالتأكيد كي ينفص إلى قطعتين عندما يصبح بالقرب من هدفه. والأنبوب، الذي يدفع الصاروخ لمعظم مساره، يقع بعيداً. أما الرؤوس الحربية، الأصغر والأصعب استهدافاً فتواصل مسارها لإصابة الهدف. وهذا يفسر لماذا يبدو أن الحطام في الرياض يتكون فقط من الأنبوب الخلفي، ويقترح أيضاً أن السعوديين قد فشلوا في إصابة الصاروخ، أو ضربوا الأنبوب فقط بعد أن انفصل وبدأ يسقط ويتباطأ بلا جدوى تجاه الأرض. وقال بعض المسؤولين الأميركيين أنه لا يوجد دليل على أن السعوديين أصابوا الصاروخ. وبدلاً من ذلك، قد يكون الحطام قد تفكك تحت ضغط الطيران الطويل فقط. وبالتالي ما قدمه السعوديون كدليل على اعتراضهم الناجح قد يكون ببساطة أن الصاروخ خرج من أنبوبه كما هو مقصود له تماماً عند تصميمه.
ويشير مكان الانفجار الواقع على بعد 12 ميلاً عن مطار الرياض، إلى أن الرؤوس الحربية استمرت من دون عائق باتجاه هدفها. وفى حوالى الساعة التاسعة مساء، في نفس وقت سقوط الأنقاض في الرياض، هز انفجار صاخب المحطة الداخلية فى مطار الملك خالد الدولي بالرياض. وقال رجل في شريط فيديو التقط بعد لحظات من الانفجار أن "انفجاراً وقع في المطار"، وهرع مع آخرين إلى النوافذ أثناء تدفق سيارات الطوارئ على المدرج. كما أظهر فيديو آخر، مأخوذ من المدرج، مركبات الطوارئ في نهاية المدرج ووراءها عمود من الدخان، ما يؤكد حصول الانفجار.
من جهته، قال متحدث باسم الحوثيين أن الصاروخ استهدف المطار، لكن هنالك سبباً آخر يدفع المحللين للاعتقاد بأن الرؤوس الحربية نجت من الدفاعات الصاروخية، حيث وجدوا في مقطع فيديو آخر أن بطاريات باتريوت التي أطلقت النار على الصاروخ لم تطل الرؤوس الحربية للصاروخ الذي طار بشكل آمن فوق الجزء العلوي منهم. وقال مسؤولون سعوديون أن بعض الحطام من الصاروخ المعترض هبط في المطار. ولكن من الصعب تصور كيف يمكن أن قطعة واحدة خاطئة ستطير لمسافة 12 ميلاً بعد استهدافها أو لماذا سوف تنفجر كنتيجة لذلك بعد سقوطها.
إلى ذلك يشير الدخان والأضرار الأرضية إلى أن الرؤوس الحربية ضربت بالقرب من محطة المطار المحلية. كما تظهر صور الاستجابة الطارئة ودخان الدخان معلومات عن طبيعة التأثير الحاصل. وتظهر صورة عمودية مأخوذة من موقع مختلف على المدرج نمطاً متسقاً من أعمدة الدخان التي تنتج في ضربات الصواريخ المماثلة، ما يشير إلى أن الانفجار لم يكن قطعة مخطئة من الحطام أو حادثاً غير ذي صلة.
ومن خلال تحديد المباني في الصورة والفيديو، تمكن فريق الباحث لويس من تحديد المواقع التي تم التقاط الصور منها، وكشف عن الموقع الدقيق لأعمدة الدخان عبر الأقمار الصناعية: بضع مئات من الياردات من المدرج 33R، وعلى بعد كيلومتر واحد من المحطة المحلية المزدحمة. وقال المحللون ان الانفجار كان صغيراً، وأن صور القمر الصناعى للمطار التي تم التقاطها مباشرة قبل الانفجار وبعده ليست مفصلة بما فيه الكفاية لفحص الحفرة الناجمة عن الانفجار. ولكنها تظهر وجود أضرار أرضية، مؤيدة النتيجة السابقة بأن الرؤوس الحربية ضربت المدرج.
وفي حين أن الحوثيين فشلوا في إصابة هدفهم، إلا أن لويس يؤكد أن ذلك الصاروخ كان قريباً بما يكفي لإظهار أن صواريخهم يمكن أن تهرب من الدفاعات السعودية، مضيفاً أن "الكيلومتر هو معدل طبيعي جداً للخطأ بالنسبة لصاروخ سكود".
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها مواقع التواصل الاجتماعي وصور الأقمار الصناعية بهذه الطريقة، بل استخدمتها "نيويورك تايمز" نفسها في السابق من أجل إثبات حصول الهجوم الكيماوي من طرف النظام السوري في مدينة خان شيخون في شهر نيسان/أبريل الماضي، وكذلك تم استخدام نفس الأسلوب من أجل إثبات وجود الطفلة بانا العبد في مدينة حلب، كرد على المزاعم الروسية التي حاولت تكذيب وجودها العام 2016.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها