إيران تتبنى تصفية علي عبد الله صالح.. إعلامياً

ولم تكن قناة "العربية"، أو اي من وسائل الإعلام اليمنية التابعة الحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، على دراية كاملة بالتطورات. بثت قناة "الميادين" الخبر، قبل أن تنفيه "العربية"، ما يشير الى ضبابية تحيط بالمشهد الذي أكدته وكالة "تسنيم" الايرانية مرة أخرى، مدعوماً بالصور. وعليه، سحبت "العربية" خبر النفي الأول من موقعها الالكتروني، لتؤكد مقتل صالح، بعد أقل من نصف ساعة على بدء تداول مقطع فيديو يوثق مقتل صالح. 

وكانت مصادر عسكرية رفيعة في صنعاء أكدت لمراسل قناة "العالم" مقتل علي عبد الله صالح في أثناء هروبه إلى مأرب.

والحال، إن الدلائل الإيرانية على مقتل صالح، تشير الى فرضيتين: إما أن إيران أعطت الضوء الأخضر لقتله، وحازت الصور التي تؤكد تصفيته، كدليل ملموس، وإما أن العلاقة بين وسائل الإعلام الإيرانية ومليشيات الحوثي بلغت حداً متقدماً يؤمن لها السَّبق. وبالمناسبة، هو "السّبق" الذي لم يتورع الإعلام الإيراني والعربي، على حد سواء، عن تداوله رغم فظاعته البصرية وخرقه لقدس أقداس أخلاقيات المهنة، أي تظهير جثة صالح وتفاصيل دموية أنفت وسائل الإعلام الغربية، الشعبوية منها والمحترمة، من بثها. 

لكن، في الحالتين، فإن علاقة أمنية تربط إيران بالحوثيين كما هو معلوم، وبأثر منها تتسرب المعلومات إلى وسائل الإعلام الإيرانية والممانعة، ضمن المعطى الأمني نفسه، ويحمل الإخراج الأمني الذي يتوافق مع التوجه السياسي. فلو تبنت وسائل الإعلام الإيرانية فرضية قتل صالح برصاص القنص، فإنها ستكون عرضة للاتهام باغتياله. وقالت مصادر في جماعة الحوثي إنه قُتل إثر هجوم بالقذائف الصاروخية والرصاص على سيارته، وهي الفرضية التي نفتها حكومة عبد ربه منصور هادي، قائلة انه تعرض لكمين، فيما ذكرت "العربية" انه قتل برصاص القنص.