الأربعاء 2017/10/04

آخر تحديث: 15:54 (بيروت)

سوريا: اعتقال ناشطة موالية انتقدت متنفذين في اللاذقية

الأربعاء 2017/10/04
سوريا: اعتقال ناشطة موالية انتقدت متنفذين في اللاذقية
increase حجم الخط decrease
اعتقلت قوات النظام السوري، الاثنين، الناشطة الإعلامية ندى عدنان مشرقي، التي تدير واحدة من أكبر مجموعات الأخبار الموالية للنظام في "فايسبوك"، وسط تضارب في الأنباء عن الأسباب.


وذكرت حسابات وشبكات إخبارية موالية، أن قوات الأمن اعتقلت مشرقي، مديرة مجموعة "شبكة أخبار اللاذقية"، بعد ساعات من تعرض زوجها للضرب والإهانة والتهديد، قبل اعتقاله هو الآخر، على خلفية انتقادها لتجاوزات متنفذين في اللاذقية، فيما ذكر آخرون أنها شكلت مع زوجها شبكة نصب واحتيال، وزعمت أنها إعلامية وتملك علاقات واسعة، في سبيل إقناع ضحاياها بقدرتها على تأمين مبالغ مالية لـ"أسر الشهداء"، واستجلاب موافقات وقرارات توظيف.

ونشرت مشرقي عدة منشورات في حساباتها الشخصية والعامة وعبر مجموعة الأخبار تشرح فيها ما حدث، وهي تروي حادثة الاعتداء على زوجها، بعد أن تلقت تهديدات بالقتل، على حد زعمها، مؤكدة أنه "مهما حاولوا أن يسكتوا كلمة الحق فلن يستطعيوا" متعهدة أنها لن تتوقف عن "النطق بالحق" بالرغم من الشتائم ومحاولات تشويه السمعة، على حد تعبيرها.


ونشر وائل علي، وهو أحد زملاء مشرقي في إدارة المجموعة واسعة الانتشار، أن توقيف زميلته لم يكن على خلفية جنائية كما زعمت بعض الشبكات الإعلامية الموالية، مؤكداً أنه سينشر الحقيقة والسبب الحقيقي لاعتقالها في وقتٍ لاحق، مضيفاً في منشور عبر المجموعة: "غوالي اخواتي محبين المدام ندى عدنان مشرقي بطمنكن مهما تكالب اللاعقين انتظرو مني بوست التفاصيل بالتنسيق مع الصفحات الوطنيه الي تضامنت مع مدام ندى انا بعرف كل التفاصيل ولكن لن انشر الا موثق واتاكدو خازوق موجه لكل نابح ولاعق ودليل على انها انسانه كما عهدتموها انا ادمن بالصفحه من زمان ولكن معتكف ترقبا لهيك موقف لانو متوقع من فتره اتحملوني وادعولها".

وتهتم المجموعة بأخبار مدينة اللاذقية وتعكف على "انتقاد المسؤولين الفاسدين، وتؤكد جميع منشوراتها أنها تهدف إلى "مساعدة الرئيس في الوقوف بوجه الفاسدين"، ما جعلها تكسب تعاطفاً واسعاً من الصفحات الموالية عموماً، فيما ذكر موقع "سناك سوري" المحلي أن مديرة المجموعة خضعت للتحقيق أكثر من مرة في السنوات الماضية بسبب "منشوراتها الناقدة".

ومن المعروف أن معظم الصفحات الإخبارية والشبكات المحلية الموالية التي تحظى بمتابعة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تتبع لأفرع المخابرات النظامية، وتعمل تحت إشرافها، كما أن سلطات النظام تقوم بين الحين والآخر بجمع المسؤولين عنها في ورش عمل تقوم من خلالها بتزويدهم بالتعلميات اللازمة.

يأتي ذلك بعد ساعات قليلة من انطلاق ورشة عمل في العاصمة دمشق، برعاية "القيادة القطرية لحزب البعث" وشارك فيها "مدراء الصفحات الوطنية"، علماً أن قيادة الحزب الذي يستأثر بالسلطة في البلاد منذ أكثر من خمسة عقود أعلنت في وقت سابق الشهر الماضي عن نيتها تدريب مدراء الصفحات "الوطنية" ونشرت إعلانات مكثفة بهذا الصدد.

وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها مدير صفحة موالية للاعتقال، إذ تعرض مدير صفحة "الفساد في اللاذقية" للاعتقال سابقاً، كما تم اعتقال إعلاميين موالين وإيقاف برامج نقدية عبر التلفزيون السوري أيضاً. علماً أن النظام كان متساهلاً في عقاب الصفحات الموالية التي تنتقد الحكومة على أدائها الخدمي، كنوع من تخفيف الاحتقان في المناطق الموالية للنظام، لكن انتقاد المنظومة الأمنية أو العسكرية مازال محرماً، ويمكن أن يعرض الناشطين عبر الصفحات التي تتجرأ في تقديم اتهامات من هذا النوع، إلى المحاكمة بتهم تتعلق بـ "جرائم أمن المعلومات"، مثلما حصل مع الممثل السوري مصطفى الخاني الشهر الماضي في قضية انتقاده لسفير النظام لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها