"روسيا اليوم" تُحرج "يوتيوب": كيف نتعاطى مع التضليل؟

يدرس حالياً المحققون الأميركيون المعنيون بقضية التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية الرئاسية العام الماضي، العلاقة بين شبكة "روسيا اليوم" وموقع "يوتيوب"، خصوصاً بعد أن أصبحت الشبكة المدعومة من الكرملين، رائجة بشكل كبير في الموقع، حيث تحظى فيديوهاتها بشعبية كبيرة، ما يجعلها تنافس ضمن هذا الإطار كبريات وسائل الإعلام الأميركية مثل "سي إن إن".

ووفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" فإن "يوتيوب"، موقع الفيديو الأكثر زيارة فى العالم والمملوك لـ"غوغل" أقوى الشركات المؤثرة فى الولايات المتحدة، لعب دورا حاسما فى المساعدة على بناء نجاح "روسيا اليوم" وتوسعها، على الرغم من أن مجتمع الاستخبارات الأميركية يصفها بأنها مصدر "الدعاية الدولية الرئيسية للكرملين" و"اللاعب الرئيسي في عمليات الحرب الإعلامية الروسية في جميع أنحاء العالم".

لكن هذا الأمر لا يعدّ مصدر سعادة بالنسبة لمديري "يوتيوب"، الذي وجدوا أنفسهم أمام حيرة حول كيفية التعاطي مع "روسيا اليوم" التي تتهمها الولايات المتحدة ببث خطاب دعائي وتضليلي، في حين لا يمكن لـ"يوتيوب" تعليق نشاطها أو حذف موادها التزاماً بمعايير حرية النشر والتعبير. 

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" فإنّ الالتزام بمبادىء ومعايير حرية النشر وحماية حق التعبير، جعل من "فايسبوك" و"تويتر" و"غوغل" و"يوتيوب" في صف المدافعين عن "روسيا اليوم"، بل الموزعين الرئيسيين لموادها وفيديوهاتها. إذ حققت المنصة الروسية أرقاماً مذهلة في موقع "يوتيوب"، حيث بلغ عدد مشاهدات "آر تي أميركا" 2.1 مليون مشاهدة و2.2 مليون مشترك، في تشابه كبير مع الأرقام التي حققتها قناة "سي إن إن" في الموقع نفسه. كما حققت "آر تي" 3.3 مليار مشاهدة إضافية من خلال جميع قنواتها التي يصل عددها إلى الـ20، ما يجعلها من بين أكثر الشبكات الإخبارية مشاهدة في "يوتيوب".

ويشير حجم شعبية "روسيا اليوم" في المنصات الاجتماعية إلى كيفية مساهمة مواقع التواصل بالترويج للخطاب الدعائي والمواد المضللة، ما يجعلها مصدراً للأخبار غير الموثوقة، بحسب ما ترى "وول ستريت جورنال"، مشيرة إلى أن جهود الشركات في حذف المحتوى المتطرف والذي يتخطى معايير الاستخدام، لا يُسهم بحلّ جذري في مكافحة الأخبار الكاذبة والمواد الدعائية المضللة، التي تقوم وسائل إعلام مثل "روسيا اليوم" بدسّها بذكاء ضمن تقارير وأخبار لا تنتهك بالشكل والمضمون معايير استخدام "يوتيوب" وغيره من المنصات الاجتماعية.