أوندريج هوجر (37 عاماً) هو واحد من هؤلاء السياح، الذي صرّح لصحيفة "نيويورك تايمز" عما تعني له هذه الشخصية التي تذكّره بطفولته في تشيكوسلوفكيا الشيوعية، إذ كانت "شيئاً مختلفاً ومميزاً على شاشة التلفزيون"، وكان معظم الأطفال يقتنون لعبة على شكل "كرتيك" يضعونها في أسرتهم وينامون إلى جانبها كل ليلة.
ويعود اختراع هذه الشخصية الكارتونية إلى العام 1956، من قبل رسام الرسوم المتحركة زدينيك ميللر، وظهر "كرتيك" للمرة الأولى في فيلم حائز على جائزة بتكليف من قادة الحزب الشيوعي كوسيلة لتعليم الأطفال حول صناعة السراويل. وقد وجدت الشخصية تفاعلاً إيجابياً واسعاً كونها تدعو للصداقة والأخلاق والروح الإنسانية، ما جعلها تكتسب في حينه شعبية واسعة في جميع أنحاء أوروبا الوسطى، كبديل عن شخصية "ميكي ماوس" التي أطلقتها شركة "والت ديزني"، والتي تم حظرها في جميع أنحاء الكتلة السوفياتية.
ويشرح كسابا شالو، أستاذ علم الاجتماع في جامعة "مساريك" التشيكية، أن "كرتيك" هو شخصية مبدعة ويمكن أن يثير الكثير من المشاعر للأطفال والكبار على السواء، إذ إن هذه الشخصية الكارتونية كانت فريدة من نوعها خلال الأزمنة الشيوعية، ولاحقاً تحولت إلى شخصية ثقافية. وبعد سقوط الشيوعية في تشيكوسلوفكيا العام 1989، انتشر "كرتيك" في كل من الصين والهند واليابان، من خلال الأفلام والكتب التي أدّت إلى عقود تجارية مربحة. وعلى الرغم من أنّ "كرتيك" لم يصل إلى الولايات المتحدة، إلا أنّه رافق رائد الفضاء الأميركي، أندرو ج. فوسيل، على مكوك الفضاء "ألديفور" في العام 2011.
واحتفالاً بأثر "كرتيك" الثقافي وبمناسبة الذكرى الستين لأول ظهور للشخصية، يُقام حالياً في براغ معرض رسومات أصلية له وكذلك للسيد ميللر مخترع هذه الشخصية الكارتونية. وبعد سنوات طوال من النجاح، إلا أن هذا الرمز من الحقبة الشيوعية تحوّل اليوم إلى موضوع معركة ذات طابع رأسمالي جداً، تتعلق بشروط وراثة السيد ميللر، الذي توفي العام 2011، والذي أثار لاحقاً أقاربه معركة قانونية للسيطرة على الامبراطورية التجارية، التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "نيويورك تايمز"، فإنّ السيد ميللر ترك حصّة موزعة على خمسة من أقاربه المباشرين، ومن بين هؤلاء حفيدته كارولينا ميليروفا، التي عاشت معه منذ أن كانت في سن الرابعة عشرة. وتقول ميليروفا، التي تبلغ اليوم من العمر 28 عاما، إنها حافظت على علاقة وثيقة مع السيد ميللر وتعاونت في مشاريع تخصّ "كرتيك"، مشيرة إلى أنه سلمها أيضاً السيطرة على جميع حقوق الطبع والنشر والكتابة، في الوقت الذي كان فيه على فراش الموت. وبعد فترة وجيزة أنشأت شركة جديدة بقصد حفظ إرث جدّها، بحسب ما قالت للمحكمة.
لكن المحكمة رفضت في 17 تشرين الأول/أكتوبر الجاري إدعاء ميليروفا، حيث قررت أن لغة العقد غامضة جدا. ويهدد هذا القرار العديد من التراخيص التي أصدرتها على مدى السنوات الست الماضية مما يسمح بإنتاج منتجات "كرتيك" الجديدة، في حين تصرّ ميليروفا على أنها الوحيدة التي يحق لها أن ترث جدّها في ما يتعلق بمنتجات "كرتيك" كافة.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها