newsأسرار المدن

جندي عراقي يطلق النار على عَلَم كردي.. لماذا؟

المدن - ميدياالأربعاء 2017/10/18
GettyImages-861346616.jpg
حجم الخط
مشاركة عبر
ينتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يظهر جندياً عراقياً يطلق النار على العَلَم الكردي، كتأكيد على تفاقم التوترات الإثنية في العراق، بعد أيام من سيطرة الحكومة العراقية المدعومة بميليشيات إيرانية على مدينة كركوك المتنازع عليها والتي تضم مواطنين من أعراق مختلفة.


المقطع يظهر عمق الانقسامات الإثنية في المجتمع العراقي الممزق، كما أنه تجسيد رمزي للمخاوف من انزلاق البلاد نحو حرب أهلية جديدة بعد الانتهاء من الحرب ضد تنظيم "داعش"، كونه يشبه تهديداً بإبادة عرقية تذكر بالمجازر التي ارتكبت بحق أكراد العراق في السابق، وتحديداً تحت حكم الرئيس السابق صدام حسين الذي أباد قرى كردية بالكامل باستخدام السلاح الكيماوي.


والحال أن هناك العديد من الخلافات بين الحكومة المركزية في بغداد، وحكومة إقليم كردستان العراق، حول ملكية الأراضي وتقاسم السلطة السياسية، خصوصاً أن بعض بنود الدستور العراقي الذي وضع بعد العام 2003 لم تطبق بسبب الحرب الأهلية في البلاد ثم ظهور تنظيم "داعش". وتفاقمت المشاكل مع إصرار إربيل، ليس على تنظيم استفتاء بشأن الاستقلال الشهر الماضي، بل على أن يشمل الاستفتاء مناطق متنازع عليها خارج حدود إقليم كردستان العراق، وتحديداً مدينة كركوك الغنية بالنفط، رغم معارضة بغداد وواشنطن ودول الجوار والاتحاد الأوروبي لتلك الخطوة.

ويبدو المشهد العراقي ككل في حقبة ما بعد "داعش" قاتماً، بدليل الفيديو والحرب الكلامية بين الأكراد والعرب عبر مواقع التواصل والتشنج في الخطاب السياسي، وكلها عناصر جديدة تضاف إلى الكثير من المشاكل الأخرى المتعلقة بالطائفية العراقية، أهمها تفاقم مشاكل قائمة، حيث لم تفعل الحكومة التي يقودها الشيعة سوى القليل لإعادة بناء المدن السنية التي دمرت في الحرب ضد "داعش"، بما في ذلك الفلوجة والموصل، ولم تقدم شيئاً لتفويض مزيد من السلطة لقادة تلك المدن المحليين. والنتيجة هي أن السنة العراقيين، الذين يؤيدون أو يتسامحون مع تنظيم "داعش" لأسباب طائفية، قد يكونون منفتحين على دعم مسلحين سنّة آخرين، بما في ذلك تنظيم "القاعدة" أو "داعش" القادرَين على الانبعاث من جديد.

ورغم أن رئيس الوزراء حيدر العبادي وعد منذ فترة طويلة بمعالجة الانقسامات الطائفية في البلاد لكن تمت عرقلته من معارضيه المتشددين الشيعة المدعومين من إيران، ويبدو منجرفاً اليوم نحو التصعيد ضد الأكراد، في وقت تم فيه تهميش المعتدلين الأكراد الذين يعتقدون أن منطقتهم ذات الحكم الذاتي يجب أن تقوم بإصلاح نظامها السياسي المتداعي عبر التفاوض مع بغداد.

ووسط كل هذه الفوضى لا تقدم الولايات المتحدة، وهي شريكة لكافة الأطراف العراقية، أي جهد للتوسط في النقاشات داخل البلاد، بل انسحبت من هذه المهمة الشاقة قبل سنوات لعدم جدواها، وادّعت إدارتا أوباما وترامب على حد سواء بأن المصلحة الأميركية الوحيدة في العراق هي هزيمة "داعش"، ويمكن الآن رؤية عواقب هذا الرأي الممزق بوضوح في كركوك.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث