لاجئة سورية: 15 عاماً.. وأمّ لطفلتين

المدن - ميدياالجمعة 2017/10/13
syrian-turkey-school_custom-f9e15d4d4b7513aff6ae75799a03b2d56b4c14a8-s900-c85.jpg
حجم الخط
مشاركة عبر
"أتمنى لو كنت في سوريا وأذهب إلى المدرسة مع صديقاتي"، هي الأمنية الوحيدة للطفلة السورية أسماء، اللاجئة في تركيا مع عائلتها، والتي باتت أماً لطفلتين صغيرتين رغم أن عمرها لا يتجاوز 15 عاماً، وتنقل قصتها منظمة "Their World" البريطانية، عبر فيلم وثائقي قصير في إطار حملة ضد تسرب الأطفال اللاجئين من المدارس.
وفي خمس دقائق تروي أسماء كيف تحولت حياتها فجأة من تلميذة في الصف السادس تعيش حياة طبيعية روتينية في مدينة حمص، إلى لاجئة تتنقل من مدينة سورية إلى أخرى مع ملاحقة القنابل وتمدد نطاق القصف الذي يقوم به النظام ضد المدنيين لإخماد الثورة الشعبية في البلاد، قبل أن يزوجها أهلها وهي في الصف الثامن، من "شاب فقير"، وافقت عليه "كي تساعد أهلها في النفقات اليومية".

الفيلم جزء من سلسلة أفلام وثائقية مشابهة عن فتيات سوريات لم يتلقين أي تعليم بسبب النزاع الدائر في سوريا، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للفتاة والذي يصادف في 11 تشرين الأول من كل عام. علماً أن بقية الأفلام تصدر تباعاً خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري، فيما تشير المنظمة إلى أن أسماء هي واحدة من أربعة أطفال لاجئين تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عاماً، منحوا كاميرات من أجل توثيق حياتهم بمفردهم خلال الأشهر الستة الماضية "لتسليط الضوء على السبب الذي من أجله يجب أن يكون جميع الأطفال اللاجئين في المدرسة".

وتقول المنظمة إن نصف الأطفال اللاجئين في تركيا والأردن ولبنان يتلقون تعليماً، لكن ما يقرب من نصف مليون طفل آخرين محرومون من التعليم. ولذلك تسلط المنظمة في مشروعها الضوء على "الظلم والأخطار التي يواجهونها، بما في ذلك الزواج المبكر وحمل المراهقات وعمالة الأطفال والاستغلال". وقالت رئيسة منظمة "عالمهم" سارة براون: "يمكننا أن نرى من هذه الأفلام أن حرمان الأطفال الذين يعانون أزمة، من التعليم، كانت له تداعيات خطيرة جدا على حياتهم".
وتقول أسماء إنها تعاني من إجهاد ما بعد الصدمة بعدما فرت عائلتها من سوريا وهربت إلى تركيا بحثًا عن مكان آمن، مشيرةً إلى أنها دائماً تكافح من أجل التعامل مع ضغوط الزواج المبكر ورعاية طفلتيها، مضيفة: "أتمنى أن أكون في بلدي، في مدرستي مع أصدقائي، كان حلمي أن أصبح معلمة فنية. أشعر بغصة في قلبي عندما أرى أخي الصغير يذهب إلى المدرسة"، حسب تعبيرها.
في شباط/فبراير2016، تعهد قادة العالم بمساعدة الأطفال السوريين لمواصلة تعليمهم، إلا أن البيانات تشير إلى عدم الالتزام بذلك الوعد مع تسرب مليوني طفل سوري في الداخل والخارج من المدرسة، على الأقل حالياً، ولهذا فإن مشروع الأفلام الوثائقية يشكل انطلاقاً لحملة أكبر تروج لها المنظمة عبر هاشتاغ #YouPromised من أجل الضغط على قادة العالم للالتزام بوعودهم.

إلى ذلك نددت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" بزواج الفتيات القاصرات، مشيرة في تقرير أصدرته قبل أيام، يفيد بأن فتاة من كل سبع فتيات، تتراوح أعمارهن بين 15 و19، تتعرض للزواج القسري على مستوى العالم، في حين يصل العدد في الدول النامية إلى فتاة من كل ثلاث، علماً أن إحصائيات الأمم المتحدة تشير إلى وجود 62 مليون طفلة لا يذهبن إلى المدرسة حول العالم، و16 مليوناً أخريات معرضات لمخاطر بشأن مواصلة تعليمهن. ويبلغ عدد الفتيات الصغيرات حول العالم 1.1 مليار فتاة، وفق الإحصائية نفسها.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث