newsأسرار المدن

استفتاء الاستقلال يحرك أكراد إيران

المدن - ميدياالأربعاء 2017/09/27
تظاهرات واسعة.jpg
حجم الخط
مشاركة عبر
المشاهد الأخيرة التي انتشرت لإيرانيين يصرخون بكلمات "الحرية" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلال اليومين الماضيين ليست ضرباً من الخيال أو ذكريات للثورة الخضراء العام 2009، بل صدى لاستفتاء الاستقلال في كردستان العراق، حيث هلل آلاف الأكراد الإيرانيين لأقاربهم ونظرائهم في العراق ونظموا مظاهرات لتاييد الاستفتاء في مدن وبلدات غربي إيران. التي تعتبراً موطناً لحوالي 8 ملايين كردي، فيما ينتشر بقية الأكراد في العراق وسوريا وتركيا.


وظهرت الحشود التي كانت تلوح بشاشات الهواتف المحمولة المتوهجة في الساحات الرئيسية في أماكن منها بانه وسانندج وماهاباد، التي كانت عاصمة جمهورية قصيرة العمر أعلنها الأكراد في العام 1946. وتم نشر تلك الصور والمقاطع عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي أظهرت أن المتظاهرين غنوا معاً النشيد الوطني الكردي، وهم يرددون "الحرية! "وفي بعض الحالات كانوا يسيرون بجوار قوات الأمن الإيرانية، حسبما نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.


وتعتبر هذه المظاهرات نوعاً من التحدي للحكومة في طهران التي أدانت الاستفتاء وحذرت من الفوضى الإقليمية وحثت المجتمع الدولي على الحفاظ على وحدة أراضي العراق حسب تعبيرها، علماً أن إيران تعتبر حليفاً رئيسياً للحكومة الشيعية في بغداد، وإن كانت أسباب قلق طهران داخلية إلى درجة كبيرة، مع خوفها من توسع الاضطرابات داخل حدودها، حيث يشتكي  الأكراد الإيرانيون منذ فترة طويلة من التمييز وانتهاكات حقوق واسعة النطاق.


وكان الجناح العسكري للحزب الديموقراطي الكردستاني في إيران الذي يتخذ من العراق مقراً له، أنهى وقف اطلاق النار الذى استمر عاماً مع الحرس الثوري الإيراني العام الماضي. وقد شارك الجانبان فى اشتباكات على مستوى منخفض، وقام الحزب يوم الاثنين بتوزيع صور من الاحتجاجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، إلى جوار مقاطع نشرها ناشطون إيرانيون ووسائل الإعلام الإيرانية المعارضة في المنفى.


وقال رئيس العلاقات الخارجية للحزب لقمان أحمدي في رسالة لـ "واشنطن بوست" عبر البريد الالكتروني الثلاثاء، أن الاكراد الإيرانيين أعربوا عن رغبتهم في حق تقرير المصير، مضيفاً أن الاحتجاجات كانت علامة قوية على التضامن مع كردستان العراق، محذراً أن الأكراد الإيرانيين سوف يردون على الحكومة الإيرانية في حال اتخاذها إجراءات عسكرية ضد الأكراد العراقيين مثلما تهدد.

ويجب القول أنه رغم كل هذا الحماس الكردي في إيران، إلا أن الأحزاب الكردية الإيرانية مازالت ضعيفة بعد أن قضت عقوداً في المنفى، ومن غير الواضح ما إذا كان بوسع القادة الأكراد الإيرانيين حشد حملتهم الذاتية من أجل الحكم الذاتي على غرار الدول المجاورة، علماً أن الحزب الديموقراطي الكردستاني أعلن في الماضي أنه يسعى لتحصيل الحكم الذاتي للأكراد الإيرانيين في إطار "إيران الديموقراطية".


في السياق، أشار غالب دالاي، مدير الأبحاث في منتدى الشرق في اسطنبول والمتخصص في الشأن الإيرانية، في مقال نشرته مجلة "فورين أفيرز" في وقت سابق هذا الشهر، أنه على الرغم من استمرار النظام الإيراني في تنفيذ أحكام الإعدام بحق عشرات أو مئات من المنشقين الأكراد كل عام، إلا أن الأكراد الإيرانيين لم يسعوا فعلياً إلى تغيير مصيرهم أو استخدام قوتهم كعامل بشري كبير، مضيفاً أن السياسة الكردية الإيرانية ظلت لا تستجيب إلى حد كبير للاضطرابات الإقليمية العامة وحتى للتطورات الكبرى داخل إيران,

ولهذا السبب يعتبر المشهد الحالي نقطة تحول لافتة، وبالتالي فإن المظاهرات التى جرت في إيران وتم توثيقها عبر السوشيال ميديا "قوضت الخرافات" حول الاكراد فى ايران والمنطقة، لأن الأسطورة الوحيدة كانت تقول بأن شعب شرقي كردستان، أي كردستان إيران، يريد أن يعيش تحت الحكم الإيراني، كما تحطمت أسطورة أخرى وهي ان حركة التحرير الوطني الكردي فقدت الدعم الشعبي لها. وقد تم تحطيم هاتين الخرافتين خلال 24 ساعة فقط، ما يظهر أثر استفتاء كردستان العراق على المنطقة ككل عموماً.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث