وظهرت الحشود التي كانت تلوح بشاشات الهواتف المحمولة المتوهجة في الساحات الرئيسية في أماكن منها بانه وسانندج وماهاباد، التي كانت عاصمة جمهورية قصيرة العمر أعلنها الأكراد في العام 1946. وتم نشر تلك الصور والمقاطع عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي أظهرت أن المتظاهرين غنوا معاً النشيد الوطني الكردي، وهم يرددون "الحرية! "وفي بعض الحالات كانوا يسيرون بجوار قوات الأمن الإيرانية، حسبما نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
Tens of thousands of Kurds in #Iran'ian occupied #Kurdistan celebrate the independence referendum in Bashur. #Twitterkurds #Rojhelat pic.twitter.com/ZFgCqCLXih
— PDKI (@PDKIenglish) September 25, 2017
وتعتبر هذه المظاهرات نوعاً من التحدي للحكومة في طهران التي أدانت الاستفتاء وحذرت من الفوضى الإقليمية وحثت المجتمع الدولي على الحفاظ على وحدة أراضي العراق حسب تعبيرها، علماً أن إيران تعتبر حليفاً رئيسياً للحكومة الشيعية في بغداد، وإن كانت أسباب قلق طهران داخلية إلى درجة كبيرة، مع خوفها من توسع الاضطرابات داخل حدودها، حيث يشتكي الأكراد الإيرانيون منذ فترة طويلة من التمييز وانتهاكات حقوق واسعة النطاق.
Kurds in Iran marching in support of today's KRG referendum on Kurdish independence - which Tehran strictly opposes. pic.twitter.com/RR0a4wuvM2
— Tobias Schneider (@tobiaschneider) September 25, 2017
وكان الجناح العسكري للحزب الديموقراطي الكردستاني في إيران الذي يتخذ من العراق مقراً له، أنهى وقف اطلاق النار الذى استمر عاماً مع الحرس الثوري الإيراني العام الماضي. وقد شارك الجانبان فى اشتباكات على مستوى منخفض، وقام الحزب يوم الاثنين بتوزيع صور من الاحتجاجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، إلى جوار مقاطع نشرها ناشطون إيرانيون ووسائل الإعلام الإيرانية المعارضة في المنفى.
Kurds in East-Kurdistan (Iran) or #Rojhelat are marching through the streets, chanting: "Freedom! Freedom! Freedom!" pic.twitter.com/tMkEQcDDYK
— Polla Garmiany (@PollaGarmiany) September 25, 2017
وقال رئيس العلاقات الخارجية للحزب لقمان أحمدي في رسالة لـ "واشنطن بوست" عبر البريد الالكتروني الثلاثاء، أن الاكراد الإيرانيين أعربوا عن رغبتهم في حق تقرير المصير، مضيفاً أن الاحتجاجات كانت علامة قوية على التضامن مع كردستان العراق، محذراً أن الأكراد الإيرانيين سوف يردون على الحكومة الإيرانية في حال اتخاذها إجراءات عسكرية ضد الأكراد العراقيين مثلما تهدد.
ويجب القول أنه رغم كل هذا الحماس الكردي في إيران، إلا أن الأحزاب الكردية الإيرانية مازالت ضعيفة بعد أن قضت عقوداً في المنفى، ومن غير الواضح ما إذا كان بوسع القادة الأكراد الإيرانيين حشد حملتهم الذاتية من أجل الحكم الذاتي على غرار الدول المجاورة، علماً أن الحزب الديموقراطي الكردستاني أعلن في الماضي أنه يسعى لتحصيل الحكم الذاتي للأكراد الإيرانيين في إطار "إيران الديموقراطية".
#Iran-ian Security forces were ordered to move into protests and the Kurds have pushed back continuing celebrations for #KurdistanReferendum pic.twitter.com/Z0AKTgYTVL
— Rising Sun (@RojhelatRising) September 25, 2017
في السياق، أشار غالب دالاي، مدير الأبحاث في منتدى الشرق في اسطنبول والمتخصص في الشأن الإيرانية، في مقال نشرته مجلة "فورين أفيرز" في وقت سابق هذا الشهر، أنه على الرغم من استمرار النظام الإيراني في تنفيذ أحكام الإعدام بحق عشرات أو مئات من المنشقين الأكراد كل عام، إلا أن الأكراد الإيرانيين لم يسعوا فعلياً إلى تغيير مصيرهم أو استخدام قوتهم كعامل بشري كبير، مضيفاً أن السياسة الكردية الإيرانية ظلت لا تستجيب إلى حد كبير للاضطرابات الإقليمية العامة وحتى للتطورات الكبرى داخل إيران,
ولهذا السبب يعتبر المشهد الحالي نقطة تحول لافتة، وبالتالي فإن المظاهرات التى جرت في إيران وتم توثيقها عبر السوشيال ميديا "قوضت الخرافات" حول الاكراد فى ايران والمنطقة، لأن الأسطورة الوحيدة كانت تقول بأن شعب شرقي كردستان، أي كردستان إيران، يريد أن يعيش تحت الحكم الإيراني، كما تحطمت أسطورة أخرى وهي ان حركة التحرير الوطني الكردي فقدت الدعم الشعبي لها. وقد تم تحطيم هاتين الخرافتين خلال 24 ساعة فقط، ما يظهر أثر استفتاء كردستان العراق على المنطقة ككل عموماً.
Iranian Kurds in the town of #Sine marched in support of the #Kurdistan Region, protesting Iran. Via @RojhelatRising pic.twitter.com/yIYL5l9PKY
— Aylina Kılıç (@AylinaKilic) September 25, 2017
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها