الأربعاء 2016/09/14

آخر تحديث: 19:36 (بيروت)

مراسل"بي بي سي"في سوريا.. لماذا وافق على هذه الصورة؟!

الأربعاء 2016/09/14
مراسل"بي بي سي"في سوريا.. لماذا وافق على هذه الصورة؟!
التقطت الصورة الجدلية في الراموسة على أطراف حلب
increase حجم الخط decrease
منذ أن ظهر مراسل قناة "بي بي سي" العربية، في سوريا، عساف عبود، في صورة واحدة مع عدد من ضباط النظام السوري الذين قادوا معركة الحصار على أحياء حلب الشرقية، ضاحكاً مبتهجاً، يثير المراسل "المخضرم" جدلاً واسعاً، والحق أن هذا الجدل لم يتوقف منذ العام 2011، بسبب طبيعة تغطياته الميدانية في الداخل السوري، والتي يراها كثيرون "مستترة بالحيادية والموضوعية" لتكون منحازة للنظام السوري.

والصورة التي انتشرت بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، منذ مساء السبت الماضي، حُمّلت تعليقات متشابهة تشي باستياء عام، مثل: "هل كان عساف عبود ليجرؤ على التقاط هذه الصورة الضاحكة مع المجرمين لولا أنه مالئ يديه من انحياز القناة الفاضح لنظام الأسد؟!"، ليطالب آخرون القناة العريقة بضرورة التخلي عن عبود فوراً، باعتبار الصورة "تظهر اصطفافه السياسي وموقفه الموالي لطرف على حساب طرف آخر، بشكل يناقض المبادئ المهنية التي تنص على الحياد والمصداقية في تغطية النزاعات".

وقال البعض إن الصورة أتت "احتفالاً" بإعادة سيطرة النظام السوري على دوار الراموسة، وسط مخاوف من فرض حصار جديد على أحياء حلب الشرقية من جديد. لكن آخرين أكدوا إن عساف كان يصور الاستعدادات لوقف إطلاق النار، بتكليف من "بي بي سي"، وذلك غربي حلب حيث المنطقة واقعة تحت سيطرة الجيش السوري، وهناك بالطبع التقى ضباطاً. ثم أتت صحافية تدعى لمى كيالي، وطلبت التقاط "سيلفي" معهم ومع عساف باعتباره نجماً تلفزيونياً، ثم ألقى أحدهم نكتة فأضحك الجميع.

وبغض النظر عن الرواية الأدقّ، فإن السؤال يبقى: لماذا يوافق مراسل "بي بي سي" على أن يظهر في صورة من هذا النوع أصلاً؟ وإذا كانت الصحافية من معجبيه كنجم تلفزيوني، لماذا لم يشترط عليها أن تلتقط لهما صورة وحدهما؟ وكيف يكون تأثير ظهور جنود النظام، في صورة كهذه، في سمعة "بي بي سي" ومصداقية مراسلها؟ بصرف النظر عن سبب الضحك في الصورة!  

وتنوعت الأوصاف التي استخدمها المغردون للحديث عن عساف في "تويتر"، بين "رجل الاستخبارات السوري" و"الشبيح الإعلامي" و"مصاص الدماء"، فيما رآه أخرون السبب الأول لتردي مهنية "بي بي سي" "لتصل مستوى إعلام إي ديكتاتور بروباغندي"، فيما تابع آخرون تقاريره الأخيرة حول الهدنة في البلاد وصلاة الرئيس السوري في داريا: "للأسف تقرير عساف عبود الذي بثته القناة اليوم يفتقد المهنية فهو عملية دعائية للنظام؛ لتكمل المسرحية بوَصلة مديح للاسد بالاستديو!"، علماً أن ناشطين سوريين ينشئون منذ العام 2011، حملات وصفحات ضد عبود بوصفه "بوقاً للنظام".

وكانت "هيئة الإذاعة البريطانية" قد سحبت كافة مراسليها الأجانب من البلاد، وتعتمد نسختها الانجليزية على تقارير وكالة أخبار النظام الرسمية "سانا"، كمصدر أول للمعلومات، حيث تعتبر الأخبار المنشورة من قبل ناشطي المعارضة عبر السوشيال ميديا "فاقدة للمصداقية"، والتقارير القليلة التي قدمتها القناة من الداخل السوري لجمهورها العالمي كانت مقيدة بشروط النظام الذي يفرضها على الإعلام العالمي، وغالباً ما تظهر البلاد في حالة "تمرد" على "الحكومة الشرعية"، وهي المفردات التي تتكرر في تقارير عبود تحديداً.

فيما أجرى محرر شؤون الشرق الأوسط، جيريمي بوين، مقابلة مع بشار الأسد، قبل بضعة شهور، نشرها تحت عنوان "يوم مع الدكتاتور".

وكانت الاحتجاجات ضد تغطية "بي بي سي" في سوريا بلغت ذروتها في أيار/مايو الماضي، عندما استقالت الإعلامية السورية ديما عز الدين من القناة، على خلفية تقرير قلبت فيه القناة الحقائق بعرضها قصف قوات النظام على حلب بأنه قصف للمعارضة على المدينة، لتعتذر القناة عن سقطتها المهنية، ويطلق ناشطون حينها بياناً يشكك في مصداقية القناة، في حين طالب آخرون، البرلمان البريطاني، بإجراء تحقيق حول حيادية "بي بي سي" العربية مقارنة بنظيرتها الانجليزية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها