الأربعاء 2016/09/14

آخر تحديث: 16:20 (بيروت)

الحياة في غزة مشرقة أيضاً.. بعدسة عادل الحواجري

الأربعاء 2016/09/14
increase حجم الخط decrease
الصورة عين الواقع. في غزة، تلك البلاد التي ليست إلا على مرأى أهلها، لا نرى إلا ما تنقله لنا الكاميرات. والصورة هنا، غالباً ما تكون وليدة الحرب، فتصبح برغم حداثتها، كأنها نسخة من صورة قديمة. لكن عادل الحواجري، الشاب الغزيّ، أخذ على عاتقه الخروج من الحرب، وتصوير السلم بروح انسانية، وذلك بتوثيق الحياة اليومية لأهالي غزة، بعيداً عن "ثيمة" الحروب.
عادل الحواجري، مصور فلسطيني شاب، يعتبر واحداً من المصورين والصحافيين الغزيين، الذي أخذوا على عاتقهم أن ينقلوا لنا حياة أهل غزة اليومية. إذ لا يمكن أن يكون هؤلاء يحيون حياة الحرب دائماً، بل ثمة أوقات يعيشون فيها كباقي البشر. 

إستطاع الحواجري رصد تلك اللحظات المليئة بالحياة عند أهل غزة. وإذ لم يحالفه الحظ بأن يشرع في هذه المهمة مبكراً، فإنه راكم منذ كان طالباً في الثانوية العامة، ما يكفي لأن يصقل عين المصور. تلك التي تعرف كيف تلتقط اللحظة.

يقول الحواجري في حديث لـ"المدن"، "كان الموضوع عندي هواية منذ الصغر. لم أكن أملك كاميرا حديثة لأقوم بتصوير ما أراه بالعين المجردة، وأسعى لأن أطبعه في صورة". ولذلك فقد انتظر حتى اشترى جوالاً "أخذت أصوّر بكاميرته ما شعرت أنه يجب أن يصوّر".

تلك الانطلاقة التي بدأت قبل ست سنوات، استطاع الحواجري أن يؤرخ فيها لمراحل من الذاكرة الجماعية والفردية للغزيين. والذاكرة الجماعية ترتبط في المحصلة، بالعدوان الإسرائيلي على القطاع. والحواجري هنا، بنقله الصورة التي تؤرخ للحدث، تهدف وفقه إلى "خدمة أصحاب الصورة ونقل ما يتعرضون له". علماً أنه لسبب لم يفصح عنه، عازياً إياه إلى "ظروف قاهرة"، لم يستطع تغطية العدوان ما قبل الاخير على غزة.

أما الذاكرة الفردية، فتلك التي يتشارك فيها البعض على قاعدة اللحظة الانسانية بكل تجلياتها والتفاعل المتنوع معها، من دون تلك الروابط التي تؤسس لذاكرة جماعية عابرة للكيان الفردي. هنا، يعمل الحواجري على التقاط تلك اللحظة الفردية ونثرها في فضاء التفاعل. 

هكذا نجد صوراً لأطفال وعجائز وحيوانات، ترصد تلك البرهة المملوءة بالحياة، على عكس ما قد يرسخ في أذهاننا، من صور الدمار والقتل والتشريد. ولذلك لم يعد يركن الحواجري إلى المصادفة لالتقاط صوره، بل صار يعمد إلى التجوال في أزقة المخيمات وشوارع غزة وأحيائها، ليتنشل من قعر الرتابة اليومية ما يضجّ بالحياة. 

المصور الفلسطيني الذي شارك في أكثر من معرض للصور في غزة، رصد في إحداها، والتي عرضت في بيت الصحافة، "صورة تتحدث عن الحياة التي يعيشها الاطفال داخل المخيمات". وعلى الرغم من محاولة التقاط تلك الومضات الكثيفة بالحياة، إلا أن الحواجري لم يستطع الخروج نهائياً مع فكرة معاناة سكان غزة. وهو بطبيعة الحال، واقع يفرض نفسه، ويظل يرخي بظلاله على أي صورة. 

تشهد صور الحواجري تفاعلاً في مواقع التواصل الاجتماعي. المصور الشاب الذي لم ينشىء صفحة خاصة للصور، مكتفياً بما ينشره على حسابه الخاص، يكشف أنه "فقد جزءاً كبيراً من أرشيفه" خلال الحرب. وهو حالياً يرزح تحت ثقل طموح يبدو وكأنه مستنسخ من طموحات الكثير من شباب غزة. الخروج من القطاع. 

"أسعى إلى الخروج من غزة"، يقول الحواجري، ويضيف "أريد أن أفتتح استديو خاصاً بي. أريد أن أعثر على أماكن أخرى أصوّر فيها. أريد أن أصبح مصوراً لإحدى وكالات الانباء العالمية". لكن يبدو أن الحواجري كما غيره، ستبقى أحلامه رهن الوقوف عند المعابر. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها