الأربعاء 2016/03/16

آخر تحديث: 19:33 (بيروت)

"فلسطين اليوم" لـ"المدن": سنتابع بثنا بشكل طبيعي

الأربعاء 2016/03/16
"فلسطين اليوم" لـ"المدن": سنتابع بثنا بشكل طبيعي
لا تخفي القناة قربها من "الجهاد الاسلامي" لكنها تؤكد انها تستضيف الخصوم قبل المقربين
increase حجم الخط decrease
"ما فعلته إسرائيل اليوم ينم عن سذاجة في التعامل مع الإعلام في عصر تكنولوجيا الاتصالات". بهذه الكلمات، يختصر المدير التنفيذي لقناة "فلسطين اليوم" نافذ أبو حسنة الإجراء الإسرائيلي الذي قضى بإقفال القناة في رام الله.

فالرواية الفلسطينية في الوقت الحالي، يمكن القول إنها تخطت جانب النوستالجيا التي زخرت بها الذاكرة العربية والفلسطينية. هكذا، صارت الرواية الأولى، أي رواية التهجير ثم الشتات، مجرد لبنة لعمل إعلامي أكثر اتقاناً يقارب القضية الفلسطينية في حاضرها. فالإعلام الذي ينقل الصورة بأشد ما يمكن من وضوح، معطوف على تطور تكنولوجي يتيح لأي صورة وصوت أن يصلا إلى عدد لا يحصى من الناس. وربما صار يقلق تل أبيب.

ما حصل مع قناة "فلسطين اليوم" يصب في هذه الخانة. إقفال مكتب القناة في رام الله واعتقال صحافييها هناك، يؤكدا أن إسرائيل قلقة من مدى انتشار الإعلام الفلسطيني المرئي والمسموع الذي يرفد الإعلام الاجتماعي وينهل منه في آن.

لعل هذا القلق أو الخوف، يتأتى من كون الدور الذي يلعبه الإعلام الفلسطيني اليوم، قد اجتاز رثاء الماضي، على الرغم من رمزية التذكير بها وأهميّته. إنتقل إلى العمل على تجيير الصورة والصوت لتوسيع حملات التضامن مع الشعب الفلسطيني وتمتينها، ومنها حملات المقاطعة الإقتصادية والثقافية لإسرائيل. والأهم من ذلك، مواكبة الإنتفاضة، من خلال تقديم المشهد الفلسطيني اليومي بما يخدم أهله.

يؤكد أبو حسنة "أننا سنتابع بثنا وعملنا بشكل طبيعي"، معتبراً في حديث لـ"المدن" ن "ما فعلته إسرائيل ينم عن سذاجة في التعامل مع الإعلام في عصر تكنولوجيا الاتصالات".

القناة التي تأسست في العام 2010، ثم بدأت البث الفعلي في العام 2011، ترصد الحالة الفلسطينية ساعة بساعة. يعرِّفها أبو حسنة بأنها "قناة فلسطينية وطنية وحدوية شعارها كل فلسطين". 

وإذا كانت وسائل الإعلام العربية غير المملوكة من القطاع العام، تحتاج إلى جهة داعمة، غالباً ما يُشاع أنها تعمل لمصلحتها ووفق أجندتها، فإن "فلسطين اليوم" مقربة من حركة "الجهاد الإسلامي". لا يخفي أبو حسنة هذا الأمر. يقولها صراحة: "نحن مقربون من الجهاد الإسلامي"، لكن "هذا القرب لم يفرض على القناة العمل على اتباع أجندة سياسية حزبية"، ذلك أن "القناة تتوجه لكل الجمهور الفلسطيني. وأغلب العاملين فيها غير محزبين".

يضيف: "في إمكاني القول إن الخصوم السياسيين للجهاد حاضرون على شاشة القناة أكثر من الحلفاء. ولعل هذا الأمر يمكن تفسيره من خلال حملة التضامن الواسعة مع القناة".

في ظل ما يسميه أبو حسنة "تفكك الحاضنة العربية"، تعمل القناة على تقديم الرواية الفلسطينية كما يحتاجها الفلسطينيون اليوم. "رواية تصل إلى الناس، ولها أثر واضح على مجريات الحياة اليومية للفلسطينيين"، في ظل مواكبة الإنتفاضة، سياسياً وميدانياً. قد يكون هذا التفصيل، مبدئياً، وراء قيام قوات الاحتلال بإقفال مكاتب القناة في رام الله، كما جاء في بيان جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي الذي قال فيه إن "القناة كانت تخدم "الجهاد الإسلامي" كونها أداة مركزية لتحريض سكان الضفة الغربية والدعوة إلى شن هجمات إرهابية على إسرائيل ومواطنيها"، مشيراً إلى أن "التحريض تم عبر البث التلفزيوني وعلى الانترنت".

لن تكون "فلسطين اليوم" آخر وسيلة إعلامية سيعمل الاحتلال على منع صوتها. فهو يفعل ذلك متى تسنى له ذلك، والأمر قد لا يكون له علاقة بمكان البث. فقد طال القناة في رام الله لأنه لا يستطيع إيقاف القناة عن العمل في غزة أو في بيروت، بالرغم من أن الخطوة الإسرائيلية مخالفة للإتفاقات الموقعة بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية، كون رام الله خاضعة للسطلة الفلسطينية الإدارية والأمنية، وفق وكيل وزارة الإعلام الفلسطينية محمود خليفة.

وسواء كانت القناة مقربة من "الجهاد" أم لا، فإن الإعلام الفلسطيني، حتى الرسمي منه، معرض لحملات تضييق إسرائيلي، ومنها اعتقال صحافيين. ويندرج ذلك "ضمن حملة التضييق التي تقودها السلطات الإسرائيلية ضد الإعلام الفلسطيني لأي جهة انتمى"، وفق أبو حسنة.

وتشهد الساحة الإعلامية حملة تضامنية مع القناة منذ أيام، على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام والنقابات الصحافية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها