الخميس 2016/11/03

آخر تحديث: 18:20 (بيروت)

أين صكّ الاعتذار البريطاني عن #وعد_بلفور؟

الخميس 2016/11/03
أين صكّ الاعتذار البريطاني عن #وعد_بلفور؟
increase حجم الخط decrease
تسعة وتسعون عاماً مرت على وعد بلفور. الوعد المشؤوم شارف على بلوغ قرن من الزمن، ولا تزال الامور على حالها. فالفلسطينيون لا يفعلون اليوم سوى التذكر. صحيح أن فعل التذكر أساسي في الصراع مع إسرائيل، الخصم الذي يراهن دوماً على النسيان، إلا ان اللغة المعهودة نفسها في مواجهة المحتل، يبدو أنها لم تعد تفضي إلى شيء. 
"وعد من لا يملك لمن لا يستحق"، بهذه الجملة المتداولة بكثرة والتي أصبحت تشبه اللازمة، سعى الفلسطينيون والعرب في "تويتر" للتذكير بما حصل لفلسطين جراء وعد بلفور. 

جُملة تحمل الكثير من اللوم، لكنه بالتأكيد لوم سينتهي بعد أيام. سيكون مصيره كمصير الكثير من المحطات التاريخية التي غيّرت وجه فلسطين، والتي يتم استذكارها دورياً، حيث يركن إلى الذاكرة لاستعادة الماضي من دون اي استشراف للمستقبل. 

هذا ما حصل اليوم مع ذكرى #وعد_بلفور. اجترار الحدث نفسه متبوعاً بلوم يعلم الفلسطينيون جيداً أنه لن يقدم لهم أي شيء يُذكر. فهم ليسوا قادرين على محاسبة بلفور المتوفي، كما أنهم لن يستطيعوا رد المحتلين عن أرضهم. فالاحتلال أصبح أمراً واقعاً، وهو يفرض عليهم التصدي في أكثر من مكان وطريقة. 

وحدهم من يملكون خططاً عملية، يبدو أنهم قد يحرزون شيئاً لفلسطين. أي أولئك الناشطين، فلسطينيين وعرباً وأجانب، الذين يسعون إلى الحصول على صك رسمي يثبت الاعتراف البريطاني بالخطأ التاريخي ومترتباته السياسية والاخلاقية. 

ويتضح ذلك من خلال النقاشات التي أسفرت عنها حملة توقيعات نظمها "مركز العودة الفلسطيني" في لندن، وشملت نحو 100 ألف توقيع لمطالبة الحكومة البريطانية بتقديم اعتذار رسمي عن وعد بلفور. أهمية الخطوة العملية التي قام بها المركز، مدعوماً من ناشطين كثيرين، بينهم الديموقراطية الليبرالية جيني تونغ، أنها تفتح الطريق لتدرج مطالب الحملة على أجندة نقاشات البرلمان البريطاني. 

وحدها مثل هذه المطالب هي الرد العملي على الخطاب الإسرائيلي. فالأخير يمتلك ماكينة دعائية هائلة، داخل الأراضي المحتلة وخارجها. وهذا النوع من الردود لا يقتصر تأثيرها في الرأي العام الغربي فحسب، بل يتعداه إلى المجتمع الإسرائيلي، حيث يسهم في خلق توجهات وإن خجولة، أكثر "تصالحاً" مع فكرة الدولتين، وأفصح "اعترافاً" بأن ما يجري جريمة يجب التعويض عنها.

هذا التوجه يمكن أن نعثر على شذرات منه عند بعض الإسرائيليين في تعليق هنا أو هناك. إلا أن المنحى الخطابي الإسرائيلي المعهود بقي على حاله. وهو ما أثار رد فعل شعبياً وغربياً. فالكاتب الإسرائيلي شلومي بن مئير، غرد تحت وسم وعد بلفور باللغة الانجليزية، "منذ 99 سنة، وعد بلفور، يظل حجر الزاوية في عودة شعب المنفى إلى وطنه. إنها ظاهرة غير مسبوقة في التاريخ البشري"، ليأتيه الرد من أجنبي "تقصد قدومهم إلى موطن الفلسطينيين؟".

هنا جاءت ردود أخرى فتحت النقاش الذي شمل أكثر من موضوع، أبرزها ذلك الذي يتصل باليهود العرب. وهو جزء من الخطاب الإسرائيلي الذي يقدم تل أبيب بوصفها حامية يهود العالم. فقال "الايرلندي الصهيوني" إن، "العرب طردوا مليون يهودي. قل للعرب أن يسمحوا لهم بالعودة إلى فلسطين. إقرأ عن الموضوع وتوقف عن أن تصبح مسخرة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها