الثلاثاء 2016/10/25

آخر تحديث: 14:25 (بيروت)

نجدة أنزور ينجز فيلماً عن معركة سجن حلب

الثلاثاء 2016/10/25
نجدة أنزور ينجز فيلماً عن معركة سجن حلب
وزير الثقافة السوري محمد الأحمد زار موقع تصوير "رد القضاء"
increase حجم الخط decrease
في البرومو الترويجي لفيلمه الجديد "ردّ القضاء"، يؤكد المخرج السوري نجدة أنزور أنه لم يعد مجرد فنان أو مثقف يعبر عن رأيه، بل أنه الأداة البصرية الدعائية الأولى للنظام السوري، من أجل إيصال رسائله السياسية ضمن قوالب فنية، سواء للجمهور الداخلي أو العالمي على حد سواء.


ويتحدث الفيلم الذي صوّر في مدينة طرطوس الساحلية، وفي مدينة داريا بريف دمشق للاستفادة من مناظر الدمار الشامل فيها منذ حزيران/يونيو الماضي، عن معركة سجن حلب المركزي في نيسان/أبريل العام 2013 التي انتهت لصالح النظام السوري، علماً أنه من تأليف ديانا كمال الدين وإنتاج المؤسسة العامة للسينما، مع فريق تمثيل ضخم يتجاوز 100 ممثل منهم أسماء معروفة تتكرر في الأعمال الدرامية المحلية (الليث مفتي، لجين اسماعين، مروان شاهين، ..) من دون حضور نجوم كبار وبمشاركة الممثلة الأردنية جولييت عواد، فيما تصف وسائل إعلام رسمية الإنتاج بأنه أضخم إنتاج في تاريخ وزارة الثقافة السورية.



ومنذ الأيام الأولى للثورة السورية، توالت أعمال أنزور الدعائية، وعند إخراجه فيلم "ملك الرمال" العام 2012، والذي تحدث فيه عن نشأة المملكة العربية السعودية، التي يصنفها النظام السوري كأبرز أعدائه، بدا أن أنزور نال ترقية ما لينتقل من إخراج المسلسلات الدرامية التلفزيونية، نحو العمل في السينما، وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، تعاون للمرة الأولى مع المؤسسة العامة للسينما التابعة لوزارة الثقافة الرسمية، لإنتاج فيلم "فانية وتتبدد" الذي يتحدث عن تنظيم "داعش" التكفيري في سوريا بأسلوب شديد المباشرة.

وباتت إنتاجات أنزور السينمائية كثيفة مقارنة بوتيرة السينما الجادة المتأنية، مثل ألبومات المغنية اللبنانية نجوى كرم التي كانت تصر حتى فترة قريبة على طرح ألبوم كل 9 أشهر بانتظام لجمهورها. وهذه الكثافة ليست عبثية بل مقصودة لأغراض دعائية خارجية بالدرجة الأولى، حيث تشكل الإنتاجات السينمائية "الإبداعية" منفذاً إعلامياً للنظام لعرض أفكاره أمام جمهور يتخطى النطاق المحلي عبر أسماء أقل رسمية من حالة مسؤولي النظام في لقاءاتهم الإعلامية مثلاً.

تحويل أنزور نحو السينما له أبعاد أخرى ترتبط أيضاً بالركود الذي أصاب الدراما السورية، وأزمة التسويق التي تعاني منها المسلسلات السورية عبر المحطات العربية، ليس بسبب "المؤامرة" كما يروج النظام ونقابة الفنانين السورييين، بل بسبب انخفاض جودة المسلسلات مقارنة بحالتها قبل الثورة، إضافة للمباشرة الكبيرة التي يتبعها النظام في مسلسلاته الدعائية المباشرة (بلا غمد، ..)، والتي ترفض المحطات العربية عرضها، علماً أن آخر مسلسلات أنزور، "امرأة من رماد" من بطولة الممثلة سوزان نجم الدين، كان مسيساً إلى درجة عالية رغم جودته الفنية النسبية مقارنة بالإنتاجات الرسمية الأخرى.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها