الأربعاء 2015/07/22

آخر تحديث: 17:33 (بيروت)

سياسة نص كم: المسؤول بوجهه الخفيّ

الأربعاء 2015/07/22
increase حجم الخط decrease
بشار الأسد، لؤي حسين، خالد الخوجا، وغيرها من الشخصيات السياسية الفاعلة في المشهد السوري المعاصر، يلعبون دور البطولة في السلسلة الكارتونية الجديدة "سياسة نص كم" التي تقدم السخرية السياسية على أعلى مستوياتها بأسلوب ذكي وحرفية ملحوظة.

قد يكون أصحاب المشروع معروفين للجمهور السوري عموماً، حيث يتولى إيجاد الأفكار وكتابة سيناريو الحلقات آدمن صفحة "الثورة الصينية ضد طاغية الصين" الشهيرة على "فايسبوك" سمير المطفي أو سونغا، فيما يتولى صبحي مهمة إخراج العمل وتحريك الشخصيات، بينما يتولى الرسام حازم رسم الشخصيات، ويؤدي خالد أصوات الشخصيات كافة باستثناء صوت بشار الذي يُكرّس له سونغا بنفسه.

تطرح السلسلة القضايا السياسية السورية بكافة تجلياتها وتشابكاتها بخفة دم كبيرة وسخرية رفيعة المستوى، وتتوجه السلسلة بداية إلى "الجمهور السوري الثوري ونطمح لتوسيع استهدافنا ليشمل الجمهور العربي ككل ، فالحرية ليست مرتبطة بمكان" على حد تعبير سونغا.

من المسلي رؤية خطاب النصر المنتظر لبشار الأسد في عيد الشهداء، أو مشاهدة السبب الخفي وراء ضرب وليد العمري لخالد الخوجا الذي يكشفه "فريق سياسة نص كم للعمليات الخاصة". فيما تبلغ السخرية حداً لا يصدق في إعلان مبتكر لشوكولا "سنيكرز" مع لؤي حسين وحادثة علم الثورة الشهيرة الشهر الماضي: "انت مش لؤي وانت جوعان"، أما الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله فيحول فريق برشلونة الإسباني إلى فريق لخدمة قضايا الممانعة.

شخصية بشار الأسد هي الشخصية الأكثر هزلية في العمل، ويتم من خلالها كسر بقايا الهالة المحيطة بالدكتاتور السوري بالتركيز على خصائصه الجسدية وحركات يديه وتلعثمه الشهير، في سياق متناقض بين ما تقوله الشخصية وبين ما يحدث على الأرض من هزائم متتالية لجيش النظام اليوم.

"الأنيميشن"، هو أسلوب مبتكر للتعبير. يقول سونغا في حديثه مع "المدن": أردنا أن نبتعد قليلاً عن النمط الدارج في البرامج السياسية السورية والخوض في عمل مميز عن البقية من ناحية الشكل، إضافة إلى امتلاكنا لفريق متكامل قادر على صناعة هذا العمل بأفضل طريقة".

بدأ المشروع كحلقة تجريبية، قبل أن تتطور تدريجياً نحو فكرة سلسلة تشابه من ناحية السخرية أعمالاً سابقة غير كارتونية لأصحاب المشروع الذي تتم صناعته في أكثر من بلد لتشتت فريق العمل في أكثر كم بلد واحد يجمعهم التواصل عبر الإنترنت.

تنجح حلقات السلسلة حتى الآن بتقديم سخرية رفيعة المستوى، وتتميز الكوميديا في الدقائق الكارتونية القليلة بأنها شديدة السلاسة والبساطة من دون ابتذال أو مبالغات. هناك فقط أفكار ذكية يتم التقاطها من الأحداث السياسية اليومية وعكسها على النص بأسلوب غير مباشر. ويرى سونغا أن الكوميديا مهمة في هذا السياق لأنها "تستطيع تحويل مرارة الاخبار السياسية إلى مادة قابلة للاستماع والاستمتاع من جهة، وتحطم أي صنم قيد الإنشاء من جهة أخرى".

الأفكار السياسية طاغية على المشروع أكثر من الأفكار الاجتماعية واليوميات التي تشكل عادة المادة الأساسية للمشاريع الكوميدية السورية الأخرى، وهي نقطة إضافية تحسب لأصحاب المشروع والتزامهم منذ بداية الثورة بالنقد السياسي الساخر تحديداً عبر صفحة "الثورة الصينية"، مع تأكيدهم أن النواحي الاجتماعية والحياتية اليومية ستأخذ حيزاً من المشروع في المستقبل القريب.

"رسائلنا للجمهور هي أن زمن السكوت قد ولّى، ولن نعود إلى حظيرة الطاعة العمياء، ولن نخشى أن ننتقد المخطئ كائناً من كان، أما رسالتنا للسياسيين: فلسنا أعداءً لكم لكن عندما تخطؤون لن نكون فقط ألد أعدائكم بل أكبر كوابيسكم"، يضيف سونغا.

لا تتبع السلسلة لأي جهات سياسية أو اقتصادية، كما لا تحظى برعاية إحدى الجهات الداعمة للإعلام البديل: "فبرنامج من هذه النوعية لا يمكن أن تقوم جهة ما برعايته لأنه سيسبب مشاكل كبيرة لها، أما الجهات الراعية للإعلام البديل فهي انتقائية للأسف ولديها شروط أحياناً ونحن لم نخاطبهم أصلاً، أما تمويلنا في الوقت الحالي فمن أحد الأصدقاء الميسورين على أن تتحول المؤسسة للتمويل الذاتي من خلال إعلانات اليوتيوب و بيع البرامج للقنوات الفضائية، حتى نضمن بذلك استقلالية الرأي والقدرة على نقد أي جهة أو شخصية مخطئة".

الصعوبات التي تواجه السلسلة مادية بحتة مع تأكيد سونغا عدم تعرض الفريق لأية مضايقات من أي طرف حتى الآن، فيما تحظى السلسلة بنجاح واضح من عدد المشاهدات الكبير على حلقاتها التي تبث على "فايسبوك" و"يوتيوب" معاً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها