الأربعاء 2015/11/04

آخر تحديث: 17:11 (بيروت)

تأنيث القيادة في الإعلام العالمي: جاري التنفيذ

الأربعاء 2015/11/04
تأنيث القيادة في الإعلام العالمي: جاري التنفيذ
مارغريتا سيمونيان رئيسة تحرير روسيا اليوم
increase حجم الخط decrease
قد لا يمر عام جديد من دون أن يحمل تقدماً لافتاً على مستوى تخفيف الفوارق الجندرية في الوظائف عالمياً. للوهلة الأولى، لا يغرق المرء في تفاصيل هذه الفروق التي قد لا تظهر للعلن، انما تُعاد صياغتها مع كل خبر عن تولي امرأة منصباً رفيعاً في مجال ما. ويتجه الإعلام بدوره الى تأنيث المواقع القيادية فيه، وذلك بالتوازي مع مدى قابلية المجتمعات لتقبل الأفكار الجديدة من جهة، وتلبيته لهذه القابلية من جهة أخرى، ليفتح المجال أمام شبه إلغاء لهذا الاحتكار.

انضمت أيلين بالوك، مؤخراً، الى نادي مدراء التحرير العالمي، منهية بذلك 85 عاماً من احتكار الرجال لهذا المنصب في مجلة "Business Week " الأميركية المتخصصة بالاقتصاد. أما في المعادلة، فيضاف اسم بالوك الى كثيرات سبقنها في هذه المهنة، في وسائل إعلام أخرى. لكن على الرغم من ذلك، لا يبدو جليا هذا التقدم في أرقام التمثيل النسوي في هذا المجال. وبحسب التقرير السنوي للعام 2014، والصادر عن Women’s Media Center، لا تزال نسبة مشاركة النساء في مجال الاعلام الأميركي مستقرة على 36% منذ العام 1999. على أن الملاحظ، بحسب التقرير نفسه، هو ارتفاع هذه المشاركة في نواحٍ اعلامية كانت مقتصرة على العنصر الذكوري، كالرياضة والسياسة والاقتصاد.

في مجال الاعلام الاقتصادي، تكمل بالوك ثلاثية ذهبية كانت قد كرستها زاني بيدويس في مطلع العام، عندما أصبحت أول امرأة تتولى ادارة تحرير The Economist بعد 171 سنة من تأسيسها. في حين كانت أيمي كوسبر أولى ركائز هذه الثلاثية برئاستها لتحرير Entrepreneur  منذ العام 2007.

المنحى التصاعدي لتولي محررات أعلى هرمية التوظيف في اعرق الجرائد والمجلات العالمية، لم يقتصر على تلك الاقتصادية. The Guardian البريطانية العريقة، عينت في آذار/مارس الماضي، كاثرين فاينر، كمديرة للتحرير لتكون بدورها أولى المحررات منذ تأسيس الجريدة في العام 1821، والأولى في بريطانيا أجمع. فاينر التي ذاع صيتها بعد مشاركتها في اخراج المسرحية المثيرة للجدل "My name is Rachel Corrie" التي تحاكي يوميات ناشطة السلام الأميركية راشيل كوري والتي قتلتها قوات الاحتلال الاسرائيلي في غزة خلال الانتفاضة الثانية 2003.  

بالرغم من عدم تلقيها ضوءاً إعلامياً قوياً، فإن مارغريتا سيمونيان، لا تزال تعتبر الأبرز بين الأسماء. فالمحررة الثلاثينية كانت أصغر مدراء التحرير عالمياً، عندما عينت محررة لقناة الروسية RT، بقسميها الانكليزي والروسي، عند تأسيسها العام 2005. وما لبثت أن تولت منصب تحرير وكالة الأخبار الروسية في العام 2013.

أهمية سميونيان لا تقتصر على جنسها فقط، بل تتعداه الى الأبعاد السياسية للوظيفة. فبالرغم من إصرار المصادر الروسية الرسمية، على عدم ترابط وكالة الأنباء والقناة حتى مع تشابه الأسماء، الا أن تعيين مارغريتا كمديرة للوسيلتين يشكل البرهان على تلاقيهما وتنسيقهم في اطار خطة موسكو الاعلامية لاظهار وجه آخر للدولة غير المعروف بها.

ولا ينعكس التحسن العالمي على الصعيط العربي، حتى مع تواجد أسماء مشهورة ومؤهلة في مجال الاعلام والكتابة. وتبقى السعودية، سمية جبارتي، الأولى، محققة الصدمة ربما للكثيرين، بعدما تولت منصب إدارة تحرير Saudi Gazette في العام 2014، لتكون بذلك أولى المحررات السعوديات في وظيفة قرار، وربما أولى العربيات أيضاً في العصر الحديث.

تحمل تلك القضية مؤشرات على الانتقال من الوراثة في هذه المجالات الى المؤهلات، ما قد يفتح الباب على مصراعيه أمام تساوي الفرص بين الجنسين. يضاف الى ذلك انخراط الكثيرات في أقسام كانت لوقت قريب حكراً على الرجل، فلم يعد يقتصر عمل المرأة على أقسام الصحة او الموضة والمجتمع كما كان متعارفاً، في ميدان الإعلام. فإلغاء الفوارق الجندرية، تسلل الى اكثر المهن والمهام تعقيداً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها