إتسع نموذج مواقع التواصل الإجتماعي، الى محاولة تأسيس ما يشبهها، ويكون قادراً في الوقت عينه على تخطي تقنيات الكتابة في "تويتر" و"فايسبوك". ومن هنا، تأتي علة وجود موقع "
مقال كلاود" الذي يحاول، من حيث المحتوى، محاكاة المواقع الإلكترونية للصحف، فتشتمل مواده على السياسي والإقتصادي والإجتماعي والرياضي والعلمي والديني والأدبي. ويسعى "كلاود" إلى تثبيت نموذج تقني جديد يسهّل عملية الكتابة الإلكترونية، ويعرّف عن نفسه بأنه "منبر ومجال حر للنشر والتدوين بلغتنا العربية المجيدة، وهو مفتوح للجميع للتعبير ونشر إبداعاتهم بلا قيد أو شرط بسرعة مضمونة".
يبدو من السابق لأوانه الحديث عن مستقبل هذا النوع من المواقع أو الدخول في مقارنة حول جودة محتوى المواد التي تُنشر في صفحاتها، وتلك المنشورة في الصحف. ذلك أن فكرة قيام الموقع، كما يقول أحد مؤسسي "كلاود" عبد الله العبوس لـ"المدن"، "جاءت بالدرجة الأولى لحل المشاكل التقنية التي يواجهها هواة التدوين وأهمها إنشاء مدونة شخصية"، وتُضاف إليها الشروط التي تفرضها الصحف والمجلات وأبرزها "جودة المادة ما يحرم الكثير من "الكتاب" فرصة النشر".
يهدف الموقع، الذي أسسه شابان مغربيان هما عبد الله العبوس وعماد درباوي، إلى "خلق مجال حر للنشر يبسط تجربة الكتابة والتدوين". عمل المبادران المغربيان على إخفاء التعقيدات التقنية للكتابة، من إضافة الصور والفيديو إلى النص. فـ"تويتر" مثلاً، لا يمنحك فرصة كتابة نصوص كبيرة إلا باستخدام "منصة Medium "، في حين ان غالبية مستخدمي هذه المنصة هم أجانب.. وبالتالي فإن المحتوى في أكثره بالإنكليزية. أما "فايسبوك"، فيتيح كتابة المقالات بالنص فحسب، ولا يمكن تضمينه صوراً ومقاطع فيديو وتغريدات.
قبل ظهور مواقع التواصل والمدونات، كانت عوائق كثيرة تحول دون أن يبصر أي نص النور. تمثلت في المشاكل التقنية، والخطوط الحمر، وضعف المحتوى، ومزاجية مسؤول الصفحة أو مدير التحرير... تلك المحاذير لا تعرف أن هذا الشخص ليس كاتباً بالضرورة. ربما يكون عاملاً على شق طريقه نحو عالم الكتابة.. وربما لا يسعى لذلك، لكنه يكتب لرغبة آنية وملحة للتعبير عن شيء ما. لذلك فإن مواقع التواصل الإجتماعي والمدونات منحت مطلق أي شخص هذه الفرصة. فرصة أن يكتب وينشر ويشارك ويناقش دون قيود.
وينضم "كلاود" الى منح هذه الفرصة، مع أدنى شروط النشر. يعترف العبوس بأن "مقال كلاود" لا ينافس "تويتر" و"فايسبوك" وغيرها، لكنه يبقى، بوصفه جزءاً من شبكة إجتماعية، "مجالاً جديداً قد يحقق سرعة إنتشار تساهم في التعرف إلى "كتّاب" جدد. ويقدم في الوقت ذاته "خدمة تكميلية لمواقع التواصل الإجتماعي"، كما يغني المحتوى العربي "عن طريق تعميم وفتح تجربة الكتابة والتدوين على الويب للجميع".
يلفت العبوس إلى أن الموقع "ذو بعد عربي"، وليس له أي توجّه سياسي، عازياً سبب وجود الكثير من المدونين المغاربة فيه إلى "حداثة عهد الموقع". ويقول: "لم يمض على تأسيس الموقع وقت طويل، ولهذا فإن غالبية زوارنا مغاربة، لكن لدينا كتاباً وزواراً بدأوا بالفعل بالكتابة من مصر وتونس والعراق وليبيا والأردن"، مشيراً الى أن "التوسع رهن بما سنعمل عليه من إشهار ضمن قدراتنا".
وتنشر مقالات "الكتاب" في صفحاتهم الشخصية على الموقع من دون أن يفرض عليها أي تدقيق، حيث "يتحمل كل كاتب مسؤولية ما سيُنشر في حائطه"، في حين أن المواد المختارة للصفحة الأولى في "مقال كلود" يجدر بها أن تستوفي الحد الأدنى من الجودة.
ويمكن لأي كان أن يؤسس حساباً بإسمه على الموقع ويشرع في الكتابة والنشر دون أي عناء يذكر. ويخطط العبوس ودرباوي لتطوير الموقع في المستقبل، عبر العمل على إضافة خاصية تتبع الكاتب لكي يظهر للمستخدم في الصفحة الرئيسية ما يهمه من المواضيع.
وتُحدّث المواد المنشورة بشكل يومي، ويقوم مؤسسا الموقع بمراجعة المواد وإنتقاء الأفضل من بينها لفائدة ما منها، ثم إبرازها في الصفحة الأولى.
وإكتشف العبوس أن عدداً لا بأس به من المدونين على الموقع لا يتمتعون بملكة الكتابة، وبالتالي فإن الكثير من المواد قد لا تستوفي شروط الجودة اللغوية. لهذا السبب، سيعمل العبوس ودرباوي على "خلق فريق تحريري خاص بالموقع لزيادة إغناء المحتوى وتوسيع قنوات التواصل".