الثلاثاء 2018/05/08

آخر تحديث: 20:03 (بيروت)

السجون.. معسكرات تجنيد بالمجان!

الثلاثاء 2018/05/08
السجون.. معسكرات تجنيد بالمجان!
increase حجم الخط decrease
"نترك المناطق للنظام الأسدي والمليشيات الإيرانية، أفضل من أن تكون لصالح فصائل الجيش الحر... احتلال النظام الأسدي لريف حلب الشرقي يعني أن من تبقى سيكون داخل معسكر تدريبي بالمجان وسيلتحق بعناصر الخلافة عندما يحين الوقت". 
ما سبق كان رداً من أحد مناصري تنظيم "داعش" على منشور لي في موقع "فايسبوك"، استغرب فيه، السرعة التي سيطر بها النظام على مدينة مسكنة بريف حلب الشرقي بلا مقاومة تذكر من قبل مقاتلي تنظيم داعش الذين كانوا إذا ما قرروا الانسحاب من قرية من قرى ريف حلب الشمالي حيث يقاتلون فصائل الجيش الحر بالجهة المقابلة، كانوا يلغمون كل شيء، من جثث مقاتليهم وصناديق للذخيرة وصولاً إلى معلبات مربى المشمش وغيرها. 

عاد بي تعليق أحد أنصار التنظيم الى تشييد السجون وحملات الاعتقال التعسفية التي تمارسها الجهات المتصارعة على أرض سوريا. بداية من قوات الأمن والشرطة التابعة للنظام الأسدي، مروراً بسجون الفصائل الجهادية بشقيها السلفي والشيعي، نهايةً بما تمارسه فصائل الجيش الحر في مدينة عفرين إثر طرد قوات سورية الديموقراطية بعد عملية "غصن الزيتون" في مارس/آذار من هذا العام. 

إذ تعتمد الجهات العسكرية على أول فعل في مواجهة من تبقى أو من يعارضها في المدن التي تسيطر عليها، وتعتمد على الاعتقال التعسفي وتغييب السجين لفترات طويلة لا تعتمد على أي قانون، إنما على مزاجية هذه الجهة أو تلك.

تتم، خلال فترات الاعتقال، صناعة إنسان يسهل إقناعه بالانضمام إلى الجهات الأخرى المعادية لهذه الجهة التي تم اعتقاله في سجونها. فيترك بيته ومنزله ويذهب بماله طوعاً للانضمام لأكثر الجهات التي تكرهها وتعاديها الجهة التي اعتقلته وعذّبته وأذلّته بأبشع طرق التعذيب النفسي والجسدي.

هذا ما حصل مع علي بقرص، وهو مقاتل مع فصيل أحرار الشرقية بريف حلب، إذ يقول أنه ومع اشتداد المعارك بين فصائل الجيش الحر وتنظيم الدولة "داعش" في ريف دير الزور العام 2014، قرر البقاء في منزله بعد بسط تنظيم "الدولة" سيطرته على بلدته. لكن سرعان ما تم اعتقاله من قبل الجهاز الأمني للتنظيم. وبعد اطلاق سراحه، قرر ترك منزله وعمله في بلدته، والتحق بفصائل الجيش الحر التي تحارب التنظيم في ريف حلب. يقول علي: "عندما وصلت إلى ريف حلب، سألت عن أكثر جهة تقاتل داعش؟ والتحقت بها لأقاتل التنظيم وانتقم من عناصره". 

عند إعلان أي جهة عسكرية عن بدء معسكر تدريبي للانضمام إليها، تعتمد هذه الجهات على الإغراء المادي، ومن ثم يتم ترتيب المكان وزمان المعسكر وتجهيز أرض كي يتم فيها التدريب وشراء ملابس للمنضمين وتجهيز مطابخ لإطعامهم وشراء صهاريج مياه.. ناهيك عن الذخيرة من كافة أنواع الأسلحة بحسب نوع التدريب والكثير من المحاضرات الفكرية لإقناع المقاتلين.

وفي النهاية إذا ما استمر 50 متدرب من أصل 500 متدرب مع هذه الجهة، فهذا يكون إنجازاً بالنسبة للقائمين على المعسكر. والحال إن الكلفة المادية والجسدية المذكورة، يدّخرها الاعتقال والتعذيب من قبل الجهات المعادية لمنظّمي المعسكر. ولا يعود هناك داعٍ لإنفاق "فرنك واحد" لإقناع الشباب بالانضمام إليهم. واحتمالية الدفاع المستميت من قبل هؤلاء المعتقلين المفرج عنهم، هي أكثر بكثير ممن دفعته الحاجة المادية إلى الانضمام لهذه الجهة أو تلك. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

مقالات أخرى للكاتب