السبت 2018/11/03

آخر تحديث: 16:50 (بيروت)

اللبنانيات.. سبايا!

السبت 2018/11/03
اللبنانيات.. سبايا!
رئيسة اثيوبيا ساهلي ويرك زويدي (غيتي)
increase حجم الخط decrease
كيف يمكن أن ننظر الى إجماع الإثيوبيين على اختيار سيدة لرئاسة للبلاد، بلادهم التي نراها بعين المتعالي المتكبّر، تلك البلاد التي وضعت ثقتها في حكومة نصف وزرائها من النساء، وفي امرأة لتولي وزارة سيادية (على الطريقة اللبنانية) هي وزارة الدفاع؟
كيف يمكن أن ننظر في عيون مساعداتنا المنزليات أو "خادماتنا" (كما يحلو لبعض المرضى تسميتهن) الآتيات من بلاد فقيرة تفوق، برقيّها بلادنا بأشواط.

وليس خجلنا من نظرة "الحبشيات" لنا كنساء لبنانيات سوى هروب من حقيقة أنهن الحُرّات ونحن السبايا. 

نعم، نحن اللبنانيات السبايا اللواتي يتم اقتيادهن باسم قانون شوّهَه سياسيو بلدنا، وباسم الأديان التي شوّهها، وما زال، فقهاؤنا من مسلمين ومسيحيين وغيرهم من الجماعات والطوائف والمذاهب والزُمر المتكاثرة.

نعم.. نحن اللبنانيات سبايا، أسيرات الجهل والذكورية والرجعية. ففي بلادي قلة تجرأت على تبني ترشيح نساء الى السدة البرلمانية، وقلة القلائل تجرأت على تقليد نساء مناصبَ وزارية "خجولة". فلا نساء في وزارات سيادية، ولا نساء في مناصب قرار، ولا نساء وصيّات على أولادهن، وكأن نساء لبنان أقل نضجاً وقدرة على القيادة، من نظيراتهن في إثيوبيا وأوروبا والولايات المتحدة وغيرها.

يتصدّقون علينا بنائبة من هنا ووزيرة من هناك، ويجاهرون بدفاعهم عن حقوق المرأة، ثم يحاربون بكل طاقاتهم للإبقاء على قوانين بائسة تُمارس تمييزاً بالغاً في حق النساء وتحرمهن من أبسط حقوقهن وحقوق أبنائهن.

من قال أننا لسنا سبايا؟ من قال إننا أحرار؟ لا، لم تلدنا أمهاتنا أحراراً في هذا البلد، أمهاتنا اللواتي عانين كما نعاني اليوم، من سبي وحَجر، ليس من هيمنة ذكورية على كافة جوانب المجتمع فحسب، بل من قبل قوانينا المدنية والشرعية أيضاً.

بإسم القانون الإلهي ينتزعون الطفل من حضن والدته اللبنانية، وبإسم القانون نفسه تُعامل النساء ككائن دخيل على المجتمع. لا مبالغة في التوصيف. فقوانين الأحوال الشخصية والمدنية والعقوبات والجنسية وحتى قانون التجارة وغيرها.. كلها قوانين مجحفة بحق المرأة.

إنهضنَ..  فليس سبي النساء اللبنانيات سوى خوف من نهضتهن. انهضن، لكسر قيود القوانين والمجتمع، انهضنَ، اقتدين بالإثيوبيات، لعل نهضتكن تعفي بناتكن مستقبلاً من ركوب قافلة السبايا، فكوني "أثيوبية" حرة ولا تكوني "خادمة" لقوانين عنصرية. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها