يتعدى إعمار ما تدمر في سوريا بسبب الحرب ما يحتاجه من زمان وموارد مالية ضخمة، إلى الحاجة لخبرات كبيرة في مجال إعادة الإعمار تقدمها بلدان صاحبة تجربة وشركات وأفراد ساهموا ونجحوا في ذلك.
من هنا جاءت الحاجة إلى تنظيم المعرض الدولي لإعادة إعمار سوريا "إعمار 2025″، الذي يقام على أرض مدينة المعارض في دمشق برعاية وزارات الاقتصاد والصناعة، والطاقة، والأشغال العامة والإسكان، بهدف تسليط الضوء على أحدث المشاريع والخطط المتعلقة بمرحلة إعادة الإعمار.
تأكيد رسمي
ما يؤكد هذه الحاجة هو مدى الدمار الكبير الذي طال محافظات بأسرها مثل ريف دمشق وإدلب والرقة وقطاعات معينة مثل الخدمات والبنى التحتية، ويتطلب انفتاحاً أكبر أمام المشاريع الاستثمارية الكبيرة والمبتكرة كما أكد وزير الأشغال والإسكان في سوريا مصطفى عبد الرزاق، الذي أشار إلى أنّ هذا المعرض ليس مناسبةً احتفاليةً أو فعاليةً اقتصاديةً؛ بل رسالة بأنّ سوريا بدأت مرحلة جديدة من الشراكة والانفتاح.
هدف المعرض
تكتمل الرؤية الحكومية مع الشركة المنظمة للمعرض، من حيث أهمية المشاركات الخارجية في معرض إعادة إعمار سوريا -23 دولة مشاركة-، حيث يبيّن باسل السيد مدير الشركة المنظمة للمعرض أنّ المشاركات الخارجية ستدخل خبرات وتقنيات وتخصصات مختلفة سوريا في حاجة إليها، لاسيما بعد انقطاعها عن التطورات العالمية في هذا المجال لسنوات طويلة وحاجتها الكبيرة في مرحلة إعادة الإعمار. ويوضح أنّ من أهم أهداف المعرض أن يكون منصةً للشراكات بين المستثمرين العرب والأجانب، والقطاعين العام والخاص في سوريا.
دول خبيرة
تظهر في هذه المرحلة جليةً أهمية مشاركة الدول التي تعرضت لدمار ولديها تجربة في إعادة بناء الإعمار، مثل الزلزال الذي ضرب تركيا وأدى إلى دمار 11 مدينة. وفي هذا الإطار، يشير لـِ "المدن" غزوان المصري نائب رئيس منتدى الأعمال الدولي في تركيا إلى أن من أهم القضايا التي يجب أن يطرحها المعرض إعادة الناس من المهجر والمخيمات إلى منازلهم وأعمالهم. وهذا يحتاج إلى مشاركة دول خبيرة وشركات صاحبة خبرة في الإعمار.
وأشار المصري إلى التجربة التركية التي استطاعت خلال سنتين ونيف أن تعيد إعمار معظم ما دُمّر بسبب الزلزال، مؤكداً أنّ الشركات التركية المشاركة تتميز بأنّها من أهم الدول المجاورة لسوريا، التي تكتمل فيها جميع جوانب الصناعة، وتنتج أهم المواد اللازمة لإعادة الإعمار.
شركات أوروبية وعربية
ويوضح المهندس السوري سامر عياش، وهو المدير الإقليمي لشركة إسبانية مشاركة في المعرض ضمن ائتلاف شركات محلية مساهمة (سايبكس)، أنَّ حضور شركته في المعرض يقدم حلولاً متكاملة لكل ما يتعلق بالبناء، إضافة إلى المنتجات المتطورة. وتهدف الشركة بهذا الحضور إلى نقل المعرفة والمساهمة في تشكيل رؤية سوريا المكتملة لإعادة الإعمار.
وترى شركات عربية أن سوريا أرض خصبة للاستثمار، وفيها فرص كبيرة، وفق تعبير المهندس محمد فتحي من شركة سعودية تقدم خدمات في الأنظمة التقنية. ويبينً أن الشركة ستسخر جهودها وخبرتها منذ العام 2014 للمشاركة في نهضة سوريا، وستكون من المشاركين في مشاريعها.
