سجّل سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة السورية في السوق الموازية اليوم الأربعاء نحو 11950 ليرة للدولار الواحد، في حين تبيع شركات الصرافة الدولار للمواطنين بأسعار تتباين بين 11820 و11870 ليرة في دمشق وحلب، وهذا ما يعكس استمرار حالة التذبذب في الأسواق المالية المحلية.
وفي محافظة الحسكة، بلغ السعر حوالي 12000-12050 ليرة للدولار الواحد، في حين ظل السعر الرسمي المعلن من مصرف سورية المركزي عند مستوى يقارب 11000 ليرة للدولار في البنوك والمؤسسات الرسمية، وهو ما يزيد الفجوة بين السوق الرسمية والموازية، ويُعمّق حالة عدم اليقين لدى المواطنين والمستثمرين.
ويعزو محللون اقتصاديون هذا التراجع الطفيف إلى ضعف الثقة في العملة المحلية، وارتفاع الطلب على الدولار نتيجة استمرار الاعتماد على الاستيراد وارتفاع تكاليفه، إضافة إلى نقص المعروض من النقد الأجنبي الذي يحدّ من قدرة السوق على امتصاص الصدمات.
وقال الاقتصادي هادي غزلان في تصريح إلى "المدن"، إن "من أبرز أسباب تراجع الليرة خلال الفترة الأخيرة هو انخفاض حجم الصادرات السورية مقابل الارتفاع المستمر في حجم الاستيراد، وهو ما أدى إلى خروج كميات أكبر من العملة الأجنبية من السوق مقارنةً بما يدخل إليها"، مشيراً إلى أن هذا الخلل التجاري المستمر "يضع ضغطاً مباشراً على سعر الصرف، ويزيد من هشاشة الليرة أمام الدولار".
ويأتي هذا التراجع في الوقت الذي يواجه فيه السوريون ضغوطاً معيشية متزايدة، حيث أدى ارتفاع أسعار السلع والخدمات، ولا سيما المستوردة، إلى تآكل القدرة الشرائية للأسر، في حين يحاول التجار والمستوردون حماية استثماراتهم بالتحوّل نحو العملات الأجنبية.
كما تشير الملاحظات إلى أن تباين الأسعار بين المحافظات يعكس تأثير اختلاف تدفق الدولار في المدن والمناطق، إضافة إلى دور المضاربة في السوق الموازية التي تسهم في تقلبات الأسعار اليومية.
ويحذر اقتصاديون من أن استمرار هذا الاتجاه من تراجع الليرة، حتى لو كان تدريجياً، قد يؤدي إلى ارتفاع إضافي في معدلات التضخم وزيادة صعوبة تلبية الحاجات الأساسية للمواطنين، خاصة في ظل غياب أيّة إجراءات نقدية فعّالة لكبح الانهيار أو إعادة بناء الثقة بالعملة المحلية.