انعقدت في العاصمة السعودية الرياض، يوم الاثنين، الطاولة المستديرة الاستثمارية السعودية – السورية المشتركة، بمشاركة مسؤولين كبار ومستثمرين من الجانبين، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية ونقل التعاون الاستثماري من مرحلة التفاهمات إلى مرحلة التنفيذ الفعلي.
وتركزت المناقشات خلال الاجتماع على تحسين المناخ الاستثماري في سوريا، واستكشاف فرص استثمارية جديدة في القطاعات ذات الأولوية، بما يشمل الطاقة والاتصالات والقطاع المصرفي، إلى جانب التطوير العقاري والتعدين والربط السككي والتقنية والتحول الرقمي.
من جانب ٱخر، قال وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، إن السعودية ستقوم بتنفيذ الربط البري بين الرياض والعاصمة السورية دمشق قريباً، مضيفاً أنه تم تفعيل ثماني اتفاقيات مع سوريا حتى الآن بقيمة 8 مليارات ريال (اي ما يقارب 2.13 مليار دولار)
وأضاف الفالح أن صندوق "إيلاف" المتخصص بالاستثمار داخل سوريا قد تم إنشاؤه، مشيراً إلى أن المملكة تعمل على تطوير قطاع الفوسفات السوري، وأن هناك فرقاً مختصة تقوم بدراسات لمشاريع جديدة في هذا القطاع.
ويأتي انعقاد الطاولة امتداداً لجهود السعودية في دعم تعافي الاقتصاد السوري، بعد المنتدى الاستثماري السعودي – السوري الذي عُقد في تموز 2025 برعاية الرئيس السوري أحمد الشرع، وشهد توقيع 47 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة 24 مليار ريال سعودي، يعمل الجانبان حالياً على تحويلها إلى مشاريع قيد التنفيذ.
وتعمل وزارة الاستثمار السعودية على دعم إنشاء صناديق استثمارية موجهة لتمويل مشروعات في سوريا، من أبرزها صندوق "إيلاف الاستثماري السعودي"، الذي يجري استكمال متطلبات إطلاقه بالشراكة بين القطاع الخاص السعودي والمستثمرين الإقليميين والدوليين.
وتندرج هذه الجهود ضمن مساعي المملكة لدعم تعافي الاقتصاد السوري عبر مبادرات شملت المساهمة في سداد متأخرات سوريا لدى البنك الدولي (15 مليون دولار)، وتقديم 1.65 مليون برميل من النفط الخام دعماً لقطاع الطاقة في البلاد.
بالتوازي، تسعى الرياض ودمشق من خلال هذه اللقاءات إلى بناء شراكة استثمارية مستدامة تحقق مصالح البلدين، وتدفع نحو مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي في المنطقة.
ويرى مراقبون أن هذا التقارب الاقتصادي يعكس تحوّلاً في المشهد الإقليمي، مع سعي الرياض لإعادة الانخراط في الملف السوري عبر بوابة الاستثمار والتنمية، بعد أعوام من القطيعة السياسية، في مؤشر على أن الاقتصاد بات المدخل الأهدأ لإعادة بناء العلاقات العربية مع دمشق.
