خسر ريفا إدلب الجنوبي والشرقي 2 مليون شجرة، تتنوّع بين الزيتون والفستق الحلبي والتين، جراء قطعها وحرقها على أيدي قوات النظام البائد خلال السنوات الخمس الفائتة.
وعُرفت محافظة إدلب بلقب "إدلب الخضراء"، بسبب كثافة غطائها النباتي التي تسيطر عليه أشجار الزيتون بشكل رئيسي، حيث قدر عدد أشجارها خمسة عشر مليون شجرة زيتون.
مسح الأراضي الزراعية
وتعليقاً على واقع إدلب الزراعي أوضح مدير المكتب الإعلامي في مديرية زراعة إدلب لـ"المدن" عبد الغني زبيدة أنه بعد التحرير قامت مديرية الزراعة بإجراء مسح اولي للمناطق المحرّرة من قبل الفنيين المختصين، وقد تبيّن أن الضرر الحاصل لم يشمل البشر والحجر فقط وإنما شمل الشجر بالحرق والقطع والقلع، حيث قدرت المساحة المتضررة 47 الف هكتار نسبة الضرر فيها 40 – 50 في المئة، حيث بلغ عدد الأشجار المتضررة 1.5 مليون شجرة زيتون و350 الف شجرة فستق حلبي و100 الف شجرة تين.
ويُضاف ذلك إلى "تأثر الأشجار المتبقية نتيجة نزوح أصحابها وقلة الخدمة وإصابتها بالحشرات ومنها حشرة الكابنودس وكذلك حفار الساق ذو القرون الطويلة وحشرة التين الشمعية على التين، يقول زبيدة.
كلفة الأضرار
قُدّرت كلفة الشجرة الواحدة بنحو 75 دولاراً أميركياً، تشمل مراحل الزراعة والإنتاج مع احتساب الفاقد في الإنتاج خلال السنوات الماضية، ليصل إجمالي حجم الأضرار إلى نحو 147 مليون دولار. وتحتاج الأشجار المتضرّرة إلى قرابة عشرة أعوام للعودة إلى مرحلة الإنتاج الكامل. وتشير مديرية الزراعة إلى أن هذه الخسائر تسبّبت بها قوات النظام السابق وعناصر تابعة له خلال فترة سيطرتهم على تلك المناطق.
ويعد زيتون إدلب مصدر دخل أساسي لأهلها، حيث أن المحافظة كانت تنتج سنوياً حوالي 70 ألف طن من زيت الزيتون، كما يستخدم حطبه للتدفئة وتُستخرج منه مواد لصناعة صابون الغار، عدا عن كونه مكون أساسي في كل بيت سوري عموماً وإدلبي خصوصاً.
دعم القطاع الزراعي
تنفذ مديرية زراعة إدلب العديد من اللقاءات وورش العمل مع كل الجهات إن كانت حكومية او منظمات عاملة في القطاع الزراعي، على ما يؤكد زبيدة، وذلك بما يصب في خانة دعم القطاع الزراعي ضمن المناطق المتضررة، من مشاريع تشجير أو توزيع غراس مجاناً أو تأمين غراس بسعر مدعوم أو تعويض المزارعين المتضررين ولو جزئياً، إضافة إلى إطلاق حملات تشجير في الحراج.
وأوضح أن مديرية الزراعة، تعمل على تسليط الضوء على واقع المناطق المتضررة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي كل المناسبات والاجتماعات واللقاءات، لكون تكلفة إعادة المنطقة إلى سابق عهدها مكلف جداً وتحتاج إلى تضافر كل الجهور حتى المبادرات المجتمعية للمساهمة في البناء.
وتتجه مديرية الزراعة في إدلب، إلى تقديم 200 ألف شجرة زيتون، للمزارعين في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، لكونها أكثر المناطق تضرراً بخسارة الأشجار، بحسب مسح مديرية الزراعة.
مرارة العودة
يقول أحد الفلاحين جنوبي إدلب لـ"المدن": خلال الساعات الأولى لسقوط نظام الأسد، عدت فوراً الى بلدتي بريف إدلب، لأتفاجأ بعدم وجود أي شيء منها سوى اسمها. ويضيف "لم أجد من حوالي 500 شجرة أي شيء وكأنني في صحراء حيث لا طائر ولا شجر ولا بشر، وكأن تعب 40 سنة في الأرض ذهب هباء منثوراً".
يشار الى أن مصدر الدخل الوحيد لمئات الالاف من أهالي محافظة إدلب وريفها هو الأراضي الزراعية سواء الشجرية او البعلية، وتتفاوت زراعاتها باختلاف كل منطقة.
