حذر الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة "أرامكو" السعودية أمين الناصر من أزمة وشيكة في إمدادات النفط العالمية، في ظل تراجع الاستثمارات في عمليات الاستكشاف والإنتاج على مدى السنوات العشر الماضية، مكرراً وجهة النظر الصادرة عن عدد من اللاعبين الأساسيين في الصناعة.
وفي مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز"، أشار إلى أن العالم يُواجه أزمة إمدادات إذا لم يُستأنف الاستثمار بشكل جدي، مؤكداً أن حجم الإنفاق الحالي منخفض للغاية، في وقت يستمر فيه الطلب العالمي على النفط في النمو.
وأوضح الناصر أن شركات الطاقة الكبرى قلّصت إنفاقها على الاستكشاف والإنتاج منذ انهيار أسعار النفط عام 2014، متأثرةً بتوقعات الانتقال السريع إلى الطاقة النظيفة وضغوط المستثمرين لزيادة العائدات.
ووفقاً لتقديرات "وكالة الطاقة الدولية" من المتوقع أن تنخفض استثمارات النفط والغاز هذا العام بنسبة 6% لتصل إلى 420 مليار دولار، في أول تراجع سنوي منذ جائحة "كورونا".
وتابع الناصر في المقابلة: "مررنا بعقد من الزمان لم يستكشف فيه الناس. سيكون لذلك تأثير... إذا لم يحدث ذلك (الاستثمار)، فستكون هناك أزمة في المعروض".
ولفت إلى أن أزمة الإمدادات لا تلوح في الأفق البعيد فقط، بل ستبدأ آثارها بالظهور في حال لم تتخذ الشركات قرارات استثمارية عاجلة، كاشفأً أن تطوير المشاريع الجديدة يستغرق من 5 إلى 7 سنوات.
كما حذّر رئيس "أرامكو" من أن الطفرة النفطية في قطاع النفط الصخري الأميركي، التي أغرقت العالم بالنفط على مدى عقد ونصف، من غير المرجح أن تتكرر.
وقال: "80 إلى 90 في المئة من النمو جاء من النفط الصخري. إذا نظرت إلى السنوات الخمس عشرة المقبلة، فمن المرجح أن يصل النفط الصخري إلى مرحلة الاستقرار ثم التراجع. من أين ستأتي البراميل الإضافية لتلبية الطلب؟".
