تسببت الغارات التي شنّتها إسرائيل صباح اليوم على طريق المصيلح– الزهراني، بأضرار قدّرت مبدئياً بمئات ملايين الدولارات بين أضرار خاصة وعامة. فالغارات استهدفت بشكل مباشر مجموعة من معارض الجرافات والحفارات وحوّلت المنطقة إلى كتلة نارية هائلة، ما أدى إلى تدمير واحتراق مئات الجرافات والحفّارات والآليات الثقيلة المرتبطة بأعمال البناء، وخلّفت دماراً واسعاً في منشآت المعارض من مبان وخيم حديدية وسيارات كانت مركونة في الموقع.
وإلى جانب الأضرار البشرية التي خلّفها العدوان، ثمة أضرار مادية جسيمة، فقد أدت الغارات إلى تدمير أكثر من 800 آلية منها جرافات وحفارات، بحسب ما يؤكد صاحب أحد المعارض في الجنوب علي دياب في حديثه إلى "المدن".
وإذ يلفت دياب إلى صعوبة تقدير حجم الأضرار بشكل دقيق لاسيما أن أحد الصواريخ لم ينفجر بعد وهو ما يصعّب عملية المسح الأولي، يؤكد أن الأضرار في المنطقة عموماً قد تبلغ مئات ملايين الدولارات لاسيما أن المعارض الأخرى المحيطة تضرّرت كثيراً "فالمنطقة كبيرة وتحتوي العديد من المعارض فقد تحوّلت إلى ركام وحفر عميقة منها ما يزيد قطرها عن 20 متراً بعمق نحو 10 أمتار".
وإلى جانب معرض دياب تعرّضت أيضاً معارض طباجة، جعفر، صفاوي وترحيني لتدمير كامل، وهي تُعد من أكبر معارض الآليات في لبنان. كما طالت الأضرار معارض عمار، فرحات، سلامة، خاتون وخلدون، وقد قدرت الخسائر بعشرات ملايين الدولارات.
معارض دُمرت بالكامل
ويقول أحمد طباجة وهو صاحب معرضين آخرين في حديث إلى "المدن" إن معارضه دمرت بالكامل وأن الآليات التي كانت تحويها لا تقل قيمتها عن 6 إلى 7 ملايين دولار من دون احتساب قيمة المباني وأضرار أخرى، ويلفت طباجة في حديثه إلى أن أسعار الآليات مسجّل لدى الجمارك اللبنانية باعتبار أن جميعها مستورد حتى أن تواريخ استيرادها معروف، مؤكداً أن عدداً كبيراً من آلياته لم يمض على استيرادها عام واحد، فقد استوردها بعد انتهاء حرب الـ66 يوماً. مقدّراً الأضرار التي لحقت بمعارضه وممتلكاته بنحو 15 إلى 20 مليون دولار.
ويفيد طباجة بأن ثمة معارض كميونات "وونش" تدمرت أيضاً بالكامل ولا يمكن تحديد عدد الآليات التي كانت تحتويها حالياً، بانتظار إجراء مسح شامل للأضرار.
وتسبب القصف أيضاً بأضرار البنية التحتية في المنطقة وتم إقفال طريق المصيلح – النبطية نتيجة الحفر وتسرب كميات كبيرة من الزيوت من الآليات المدمّرة. كما أحدثت الغارات حُفراً ضخمة، إحداها في معرض دياب بعمق نحو ثمانية أمتار، فضلًا عن أضرار جسيمة في شبكة التوتر العالي (66 ك.ف.) وتحطم زجاج عشرات المنازل والمحال التجارية في محيط المنطقة المستهدفة.
وفي سياق متصل، اتصل وزير المال ياسين جابر مع رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر، بحسب ما أوردت قناة LBC، مؤكداً استعداد الحكومة ووزارة المال لدعم المجلس في تقديم المساعدة للمتضررين من هذا العدوان.
