تتصاعد حدة التوتر بين الولايات المتحدة والصين مع اقتراب انتهاء الهدنة التجارية الممتدة لـ90 يوماً في التاسع من تشرين الثاني، بينما يستعد الرئيسان الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ للقاء مرتقب في سيول هذا الشهر على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك).
وقد فُسّر ذلك، بحسب CNN، على أنه تصعيد جديد قبل المفاوضات، وقد أعلنت بكين فرض قيود تصديرية جديدة على خمسة عناصر معدنية إضافية، تشمل الألماس الصناعي ومواد الجرافيت الاصطناعية المستخدمة في صناعة أشباه الموصلات والأجهزة الكمية والإلكترونيات المتقدمة، على أن تدخل حيّز التنفيذ في 8 تشرين الثاني، أي قبل يوم واحد فقط من انتهاء الهدنة الحالية.
المعادن النادرة وأشباه الموصلات في قلب الصراع
ويأتي التصرف الصيني في إطار سعي بكين لتعزيز سيطرتها على سلاسل التوريد العالمية في القطاعات عالية التقنية، خصوصاً بعدما فرضت واشنطن قيوداً على صادرات الرقائق المتقدمة إلى الصين بدعوى منع استخدامها في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والتطبيقات العسكرية.
وتُعد الصين أكبر منتج للمعادن النادرة في العالم، التي تدخل في تصنيع بطاريات الليثيوم، ومحركات الطائرات، والشاشات، والهواتف الذكية.
ويرى مراقبون أن بكين تستخدم هذه الورقة للضغط على واشنطن قبل التوصل إلى اتفاق جديد، إذ سبّبت القيود السابقة التي فرضتها في نيسان إلى أزمة إمدادات عالمية قبل أن تُخففها جزئياً عبر اتفاقات مع أوروبا وأميركا.
الخلافات تمتد إلى تايوان والرسوم الجمركية
وبحسب CNN تسعى الصين أيضاً إلى استغلال الانفتاح النسبي لإدارة ترامب لدفع واشنطن إلى تعديل موقفها من تايوان، إذ تطالب بأن تُصرّح الولايات المتحدة بأنها "تعارض استقلال تايوان" بدلاً من صياغتها الحالية التي تقول إنها "لا تدعم" الاستقلال، وهو ما تعتبره بكين شيئاً رمزياً حاسماً في ملف السيادة.
وفي الجانب التجاري تطالب بكين برفع الرسوم الجمركية الأميركية الإضافية وتخفيف القيود المفروضة على استثمارات الشركات الصينية داخل الولايات المتحدة، التي تخضع لتدقيق شديد في قطاعات حساسة كالتكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي والاتصالات.
أما واشنطن فتسعى من جهتها إلى اتفاق يضمن التوازن التجاري، مع مطالبة الصين بشراء مزيد من طائرات "بوينغ" والمنتجات الزراعية الأميركية، بينما لم تُسجل بكين حتى الآن أي طلبيات كبيرة لفول الصويا الأميركي.
الفنتانيل والملف الأمني يضيفان التعقيد
ورغم فرض إدارة ترامب رسوماً بنسبة 20 في المئة على واردات الفنتانيل ومكوناته الكيميائية للضغط على الصين لوقف تدفق هذه المواد إلى السوق الأميركية، لم تُبدِ بكين حتى الآن تجاوباً كاملاً. وإن كانت أعلنت في حزيران الماضي عن إضافة مادتين جديدتين إلى قائمة المواد الخاضعة للرقابة واعتقال نحو ألفي شخص في قضايا غسيل أموال مرتبطة بالمخدرات.
