newsأسرار المدن

المصارف تذكّر بـ"مسلّماتها": لا يمكن استبعادنا من النقاشات واللجان

المدن - اقتصادالاثنين 2025/05/26
7.jpg
كلمة افتتاحية للأمين العام لجمعية المصارف (مصطىفى جمال الدين)
حجم الخط
مشاركة عبر
تتحدّث المصارف بلغة الشراكة معترفة بجزء من الأزمة المالية المصرفية الواقعة منذ خمس سنوات، حتى يخال للمتابع أنها استدلّت إلى منطق عادل لمعالجة الأزمة أو على الأقل عدم عرقلة الحلول المطروحة للأزمة. لكن سرعان ما تتضّح نوايا جمعية المصارف حين تلتف على الحلول لتتنصّل من المسؤوليات ورميها كاملة في حضن الدولة والمودع.

وفي كلمة افتتاحية في التقرير الشهري للجمعية بعنوان: "مرحلة جديدة في الأفق"، تمسّك الأمين العام  لجمعية مصارف لبنان فادي خلف بعدد من المسلّمات منها إصرار المصارف على المشاركة في النقاشات واللجان المخوّلة صوغ الحلول لهيكلة المصارف وردم الفجوة المالية، مستخفاً بمسألة تضارب المصالح.

شراكة مسؤولة!
واعتبر خلف أنه "بات واضحًا أن أي خطة تعافٍ لا يمكن أن تنجح إلا من خلال شراكة مسؤولة بين الأطراف المعنيّة، تقود إلى استعادة الثقة وحماية حقوق المودعين دون المس بمقومات استمرارية القطاع المصرفي. هذه الثوابت لم تعد مجرّد وجهة نظر مصرفية، بل أصبحت محورًا لمواقف رسمية متقدّمة، برزت خلال اللقاءات الأخيرة التي عقدتها جمعية المصارف مع جهات رسمية عدّة، كان آخرها مع  حاكم مصرف لبنان كريم سعيد".

أضاف خلف أن اللقاء مع الحاكم تميّز بالمصارحة ووضوح الرؤية، وبمواقف تستحق التوقّف عندها، لأنها أعادت توجيه النقاش إلى سكّة المنطق والعدالة، ضمن مقاربة يمكن تلخيصها بالعناوين الآتية:

-إن الاعتراف بالطابع النظامي للأزمة لا يَهدف للتنصّل من المسؤوليات، بل لفهم طبيعة الخلل وبلورة سبل المعالجة.

-لا حلّ ممكن من دون الإقرار بأن المسؤولية ثلاثية الأبعاد: الدولة، مصرف لبنان، والمصارف. فكلّ اختزال أو تحميل أحادي يعيدنا إلى الحلقة المفرغة.

- إن معالجة الفجوة لا تتحقّق فقط عبر تقليص المطلوبات أو إعادة هيكلة المصارف، بل تبدأ أولًا بتنظيم حسابات مصرف لبنان وتحديد التزامات الدولة تجاهه.

- لا يمكن شطب ديون مصرف لبنان للمصارف، كونها تُعدّ التزامًا تجاريًا صريحًا بموجب القانون.

مسلّمات المصارف
أما المصارف من جهتها، فأعادت بحسب خلف التأكيد على المسلّمات الآتية:

- إن الدولة مدعوّة إلى تطبيق قوانينها، بدءًا بالمادة 113 من قانون النقد والتسليف التي تُحمّلها مسؤولية تغطية خسائر المصرف المركزي.

- إن السياسات التي استنزفت الاحتياطيات الأجنبية، من دعم غير مدروس وتمويل مزمن لعجز الدولة، تشكّل السبب الجوهري للفجوة المالية.

- إن استبعاد المصارف من النقاش أو اللجان، بحجّة تضارب المصالح، يُشكّل مساسًا بمبدأ الشراكة. وإذا كانت مشاركة المصارف موضوع تحفُّظٍ، فكيف بالدولة ومصرف لبنان، وقد تسبَّبا في تبديد الودائع؟

- إن توظيف أموال المودعين لدى مصرف لبنان جاء بغالبيته نتيجة التزام المصارف بالتعاميم الصادرة عنه وبأصول التعامل التي فرضها مصرف لبنان على المصارف.

- بعد أن أجمعت كافة الجهات، المحلية والدولية، على أن الأزمة اللبنانية غير مسبوقة عالميًا، فإنّ أي خطة معالجة يجب أن تراعي خصوصية الواقع اللبناني، لا أن تستنسخ نماذج خارجية لا تشبهه لا في تركيبته ولا في تعقيدات الأزمة الحالية".

من هذا المنطلق، تُعتَبر المواقف الرسمية المستجدة تصحيحًا لمسار النقاش العام، وفرصة حقيقية لإنقاذ ما تبقّى من مقومات، على ما يقول خلف، شرط أن تُترجم هذه المبادئ إلى سياسات عملية، وأن تُحوَّل إلى نصوص وتشريعات واضحة قابلة التطبيق.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث