وقال الرئيس عون في معايدته العُمّال: "يسرّني أنّ أتوجّه إليكم اليوم، بمناسبة الأوّل من أيّار، عيدِ العُمّال العالمي، لأحيّي صمودكم وعطاءَكم المستمرّ رغم كلِّ الظروف الاستثنائيّة الّتي يمرّ بها وطنُنا الحبيب لبنان. إنّ احتفالَنا بهذا اليوم يأتي في ظلّ تحدّياتٍ غير مسبوقةٍ يواجهها لبنان على مختلف الصُّعُد الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة. وفي هذه اللحظات العصيبة، أنتم مَن يحمل المشعل، وأنتم مَن يحافظ على استمراريّة الحياة في ربوع الوطن، وأنتم العمودُ الفقريُّ الذي يمنع انهيارَ البنيان اللبنانيّ بأكمله".
وأضاف: "لقد أثبت العاملُ اللبنانيّ، كما عهدناه دائمًا، أنّه يملك من الصلابة والإرادة والإيمان ما يجعله قادرًا على تخطّي أصعب العقبات وأشدّ الأزمات. فرغم تدهور القدرة الشرائيّة للعملة الوطنيّة، وارتفاع تكاليف المعيشة، وشُحِّ فُرَص العمل وتدنّي الأجور، بقيتم أوفياءَ لوطنكم، مخلصين لمِهَنِكم، متشبّثين بالأمل في غدٍ أفضل".
وتابع قائلًا: "أيّها العُمّال الأعزّاء، إنّ ما تقدّمونه اليوم من تضحيات سيكون له أثرٌ كبير في بناءِ لبنانَ المستقبل. فالأوطان لا تُبنى إلّا بسواعد أبنائها، والنهضة لا تتحقّق إلّا بالعمل الدؤوب والجهد المتواصل. وإنّني على ثقةٍ بأنّ إرادةَ الحياة التي تتجلّى في مثابرتكم اليوميّة ستكون أقوى من كلّ عوامل اليأس والإحباط".
وأشار رئيسُ الجمهوريّة إلى أنّ الدولة اللبنانيّة، رغم الظروف الصعبة التي تمرّ بها، "تضع نُصْبَ عينيها حمايةَ حقوق العُمّال وتحسينَ ظروفهم المعيشيّة. ونحن نعمل بكلّ جهدٍ ممكن على تنفيذ الإصلاحات الضروريّة التي من شأنها إعادةُ عجلةِ الاقتصاد إلى الدوران، وخلقُ فُرَصِ عملٍ جديدةٍ للشباب اللبناني، وتأمينُ شبكاتِ الحماية الاجتماعيّة التي تصون كرامةَ العامل وتضمن له ولأسرته حياةً كريمة".
وأكّد أنّ "النهوضَ بالواقع العُمّاليّ في لبنان ليس مسؤوليّةَ الحكومة وحدها، بل هو مسؤوليّةٌ مشتركة بين جميع مكوّنات المجتمع؛ فالقطاعُ الخاصّ مدعوّ إلى المساهمة في خلق فُرَص العمل وتحسين شروطه، والنقاباتُ العُمّاليّة مدعوّةٌ إلى الارتقاء بدورها في الدفاع عن حقوق منتسبيها ضمن إطار المصلحة الوطنيّة العُليا، والمجتمعُ المدنيّ مدعوّ إلى المساهمة في نشر ثقافة العمل المنتج والتضامن الاجتماعي".
وختم قائلًا: "أيّها العُمّال الأعزّاء، لقد كان لبنان وسيبقى، بفضل خبرات أبنائه وكفاءاتهم وإبداعاتهم، نموذجاً في المنطقة للنهضة والتقدّم. وإنّني على يقينٍ بأنّ الأزمة الحاليّة، مهما طالت، ستزول، وسنخرج منها أكثر قوّةً وصلابةً، لنبني معاً لبنانَ الغد، لبنانَ العدالة والازدهار، لبنانَ الذي يليق بتضحياتكم وطموحات أبنائكم. في هذا اليوم المبارك، أتوجّه بالتحيّة إلى كلّ عاملٍ وعاملةٍ في لبنان، إلى كلّ مَن يسهم بعرق جبينه في بناء هذا الوطن وصموده، وإلى كلّ مَن يؤمن بأنّ العملَ هو أسمى قيمةٍ إنسانيّةٍ وأنبل رسالةٍ حضاريّة. كلّ عام وأنتم بألف خير، وكلّ عام ولبنانُ العظيم بخيرٍ وازدهار".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها