مع الإشارة إلى أنّ جزءاً آخر من الدولارات المُباعة عبر المنصّة تتأتى من السوق نفسها، حيث يقوم مصرف لبنان بشرائها من الصرافين وشركات تحويل الأموال قبل بيعها من خلال المنصّة. إلا أن هذه العمليّات لا ينتج عنها أي امتصاص للسيولة بالليرة، إذ أن مصرف لبنان يقوم في هذه الحالة بتسديد ثمن الدولارات لشرائها من السوق مقابل ليرات ورقيّة، قبل إعادة بيعها في السوق مقابل ليرات ورقيّة أيضًا. باختصار، لا يمكن القول أن جميع عمليّات المنصّة تنطوي على امتصاص لليرات من السوق، بل ينحصر ذلك في العمليات التي يقوم من خلال المصرف المركزي بضخ الدولارات من احتياطاته وبيعها عبر المنصّة. وهذا الجانب تحديدًا من عمليات المنصّة، هو ما يؤدّي اليوم إلى هذا الانخفاض في الكتلة النقديّة المتداولة بالليرة.
آخر أموال المودعين
على أي حال، وبالعودة إلى الميزانيّة النصف شهرية، بدا واضحًا أثر جهد مصرف لبنان لامتصاص السيولة بالليرة، من خلال الانخفاض الكبير في حجم الاحتياطات التي تم تبديدها لضخ الدولار عبر المنصّة وشراء الليرات الورقيّة. فخلال النصف الأوّل من شهر حزيران وحده، انخفض حجم الاحتياطي المتبقي لدى مصرف لبنان بنحو 509 مليون دولار، لتقتصر السيولة الجاهزة المتبقية لدى المصرف على نحو 11.3 مليار دولار أميركي فقط. مع العلم أن هذا الاحتياطي يمثّل آخر ما تبقى من أموال المودعين التي وضعتها المصارف لدى مصرف لبنان، ما يعني أن تراجع حجم هذه الاحتياطي يعني بشكل تلقائي زيادة موازية في قيمة الخسائر التي طالت أموال المودعين في القطاع المصرفي، وهي تحديدًا الخسائر التي تستهدف خطّة التعافي المالي التعامل معها.
في المقابل، وبحسب أرقام الميزانيّة النصف شهريّة، استمرّت قيمة احتياطات الذهب الموجودة في ميزانيّة المصرف المركزي بالانخفاض، نتيجة انخفاض أسعار الذهب عالميًّا. فخلال النصف الأوّل من شهر حزيران انخفضت قيمة بند الذهب بنحو 270 مليون دولار أميركي، لتصبح قيمة الذهب المتبقي بحوزة المصرف نحو 16.81 مليار دولار أميركي. أمّا الملفت للاهتمام، فهو حصول انخفاض غير مفهوم في بند الموجودات الأخرى لدى المصرف، بنحو 2.88 مليار دولار أميركي، دون أن يتضح السبب الفعلي لهذا الانخفاض.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها